سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. سكان مقابر الإمام الشافعي أحياء دفعتهم الظروف لمجاورة الموتى.. «نفيسة»: «ما عندناش حمام وبنستحمى في طشت جنب أي تربة.. و«رسمية»: الأموات حالهم أفضل من حالنا
سكان المقابر.. أحياء دفعتهم ظروفهم الصعبة وحالتهم الاقتصادية السيئة إلى مجاورة الأموات، يعيشون حياة مخزية وحزينة، أُناس تقاسموا مع الموتى كل شيء، النوم والمعيشة، النفس، حتى الهواء الذى يستنشقونه يوميّا تجده مخلوطا برائحة عظام الموتى، وعندما يحل الليل يجدون السكون والصمت الذى يأخذهم دون أن يشعروا إلى الجنون لرهبته وقسوته، تجد بداخل المقابر أطفال تم حرمانهم من أبسط حقوقهم وهو العيش فى أمان فالمخاطر تحيطهم من كافة الاتجاهات من بلطجة ولصوص لمروجى المخدرات الذين يتخذون من المقابر مأوى لهم، إضافة إلى حرمانهم من التعليم والذهاب إلى المدارس كمثلهم من الأطفال. زارت "البوابة نيوز" سكان المقابر بمنطقة الإمام الشافعى لمعايشة يوم من المأساة معهم، وأعربوا عن استيائهم من دولة حكمت عليهم بالعيش كموتى وهم أحياء وأجبرتهم على مجاورة الموتى، آملين أن يستمع إليهم أحد ويأتى لنجدتهم وانتشالهم من الفقر الجوع والتشرد والفقر. "من يوم ما اتولدت وأنا عايشة فى الترب، لأن ظروفنا منعتنا نعيش فى سكن نضيف" هكذا بدأت "نفيسة محمود محمد" إحدى سكان مقابر الإمام الشافعي، مضيفة أننى عند زواجى كنت أسكن بإحدى المناطق ولكننا لم نستمر به لعدم قيامنا بدفع الإيجار، ولضعف إمكانياتنا المادية لذلك قمنا بالانتقال والعيش بداخل المقابر. موضحة أنهم يقضون حاجاتهم والاستحمام فى أى مكان بالمقابر لعدم تواجد أي حمام يغتسلون بداخله، قائلة: " إحنا بنعمل حمام فى أى مكان فى الترب وبنستحمى فى طشت عشان معندناش حمام نستحمى فيه"، مشيرة إلى أن لديها 6 أبناء وتتمنى أن تراهم فى أفضل حال وأن تعيش معهم فى مكان آمن ونظيف. الأمر ذاته اكدته "داليا محمد" قائلة: "إننى متزوجة منذ 12 عامّا ومنذ زواجى وأنا أقيم بالمقابر مع زوجى وأبنائى ال5 لأن زوجى رفض أن يترك والده وحيدّا، مضيفة أن زوجها كان فى السابق يقوم بتصليح الأحذية ولمرض والده قام بترك مهنته وقام بمساعده والده فى الترب وعمل تربيّا. وأشارت إلى أن العائد المادى الذى يكتسبه زوجها من مهنة التربى لا تكفى مصاريفهم اليومية، متمنية الانتقال لمكان آخر ولكن ظروفهم لم تسمح لهم بذلك قائلة: "نفسى أعيش فى مكان تانى أنا وعيالى بس الإيد مش طايلة". وتابعت الحاجة "رسمية مصطفى محمد": "إننا نعيش حياة الأموات بداخل هذا المكان فنحن والأموات لم نختلف عن بعض فى العيشة، بل هم أفضل منا حالا لأنهم لا يعانون مثلما نعاني، مضيفة أننا يأتى علينا بعض الأيام لا نجد قوت يومنا، إضافة إلى أننا فى بعض الأحيان نقيم بالشارع لعدم توفر مكان نقيم بداخله، وذلك بسبب انهيار الحوش الذى كنا نعيش بداخله فى المقابر علينا، مشيرة إلى أن فاعلي الخير قاموا بترميم الحوش الذى تقيم بداخله لأنها لم تستطع بناءة مرة أخرى لضعف إمكانياتها المادية.