هناك شخصيات مصرية تستحق منا أن نقف عندها لما لها من أثر وتأثير في مستقبل شعوب وضعت لها أبرز معالمها وأسس بنائها فهل سمع أحد عن المهندس الذي خطط عمرانيا مكةوالمدينة وأبو ظبى وبعض مناطق مصر أنه عبد الرحمن حسنين مخلوف مصري الجنسية عندما طلب الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، من الأممالمتحدة تخطيط المدن في أبوظبي، رشحت له المهندس المصري عبد الرحمن حسنين مخلوف، الذي أنشأ دائرة تخطيط المدن في أبو ظبي والعين حيث أستقر سبع سنوات في الإمارات بعد توليه إدارة التخطيط في المدينتين، وفي الوقت نفسه عمل على العديد من المشروعات العمرانية بالبلاد. لم تكن الإمارات وحدها التي طلبت خبير تخطيط من الأممالمتحدة ويكون عبدالرحمن هو المرشح، بل طلبت المملكة العربية السعودية عام 1959 خبير تخطيط فتم ترشيحه وبقي بها إلى عام 1963 أنجز خلال هذه الفترة مشروعات تخطيط عمراني لكل من جدةومكةوالمدينة، فقد تعلق ذهنه بأول صورتين لمدينتي المدينةالمنورةومكةالمكرمة، وهي من أوائل الصور التي رآها لمدن عربية وإسلامية. اختار أن يختلف عبدالرحمن في طريق تعليمه عن باقي العائلة، فلم يتجه إلى التعليم الديني، ولكنه اختار التعليم الحديث بدعم من إخوته الكبار، حيث درس في المدارس الحكومية حتى أنهى المرحلة الثانوية والتحق بجامعة القاهرة، ليدرس في كلية الهندسة قسم العمارة ويتخرج منها عام 1950. ولد "مخلوف" في القاهرة عام 1924 وأحبَّ الرسم الهندسي في طفولته، فكان يرسم تصميمات عمرانية لمختلف المباني، وكان لعائلة معظمها من رجال الأزهر وعلمائه، كما شغل بعضهم منصب المفتي.