سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأب المثالي بالدقهلية: ربيت أولادي الثلاثة رغم فقدانهم نعمة الأبصار.. وزوجتي وابنتي هما من رشحاني للتكريم.. جعلت عملي بالمساء حتى أكون بجوار أبنائي في الصباح.. وأتمنى زيارة بيت النبي
محمود المتولى المرسي "62 عاما"، رجل بسيط يعيش بعزبة واصف، إحدى عزب مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، عمل عاملا في مصنع ميت غمر للغزل والنسيج، متزوج من الحاجه صباح حمدى حسانين أبوزيد "50 عاما"، وتمنى أن يرزقه الله بالأولاد الصالحين، ولكن جاءت الأقدار ليفقد أبناءه الثلاثة نعمة الإبصار، ولكنه لم ييأس هو ووالدته سعى كثيرا للبحث عن علاج لأبنائه رغم أن الأطباء اخبروه أنه لا يوجد أمل، بحث لهم عن نور آخر وهو نور القرآن الكريم، أالحقهم بالتعليم الازهرى حتى تمكنوا من حفظ القرآن الكريم. قال محمود المتولى ل"البوابة نيوز": "الحمد لله رغم ما عانيت به من البحث على علاج لأبنائى وتربيتهم مع كبر سنى وعملى البسيط، إلا أننى سعيد لما وصلوا اليه الآن من مكانه في مجال التعليم والدعوه الاسلاميه، فرغم عملى البسيط في مصنع ميت غمر الا اننى لم أيأس من البحث عن علاج لهم أو تعليمهم". وتابع "الحمد لله بنتى فاطمة 27 عاما، الآن والتي قدمت لى بالمسابقة تخرجت من كلية الدعوة الاسلاميه بالزقازيق، وتعمل مدرسة علوم شرعية في معهد فتيات ميت غمر، وابنى محمد "32 سنة"، حصل على كلية أصول دين ويعمل إماما وخطيب، أما ابنى متولى "43 عاما"، فقد أنهى دراسته في كلية الدعوه الاسلاميه ويعمل امام وخطيب، وبسبب اجتهاده في العلوم الشرعية وحفظ القرآن كتب له الحج والعمره من قبل ملك السعودية الراحل وكرم هناك". وأضاف، أن سبب ما وصل اليه أبنائى الآن هو القرآن الكريم، فهو الرحمة والدستور، وهو شفيع لنا يوم القيامه ومن حمل القرآن يتشفع لاهله ولجيرانه هيلبس تاج من الحرير، موجها رسالة لكل أب ولد له طفل ذوى اعاقه الا ييأس منه، فهذه نعمه من الله وليصبر لأن الله سيعوضه خيرا، وأبنائى مثال لذلك فرغم أن نعمة الابصار فقدت منهم فقد عوضهم الله بنور القرآن. وأشارت ابنته فاطمة إلى أن والدها تعب كثيرا معهم، فلقد جعل عمله بالمصنع فترة ليلية حتى يكون معنا وقت الصباح ليذهب بنا إلى مدارسنا، والى مسابقات القرآن، ولم يكن ينام كثيرا فلقد تعب معنا ما بين الأطباء والتعليم، وتقديمى له في المسابقه اقل تقدير له، وهو الآن رغم ماوصلنا اليه إلا أنه بعد خروجه للمعاش يعمل عاملا بمسجد القرية. وتقول زوجته صباح: "زوجى رفض ترك أبناءه هكذا، وقرر أن يسعى معهم حتى يدرسوا حتى لا يتركهم في الدنيا مشردين، بحث لهم عن سلاح يحميهم من الزمان وهو سلاح العلم، وافضل ما ووجهم اليه هو حفظ القرآن حتى وصلوا إلى مرتبة العلماء"، مضيفة أن زوجها بعد كل ذلك يتمنى أمنية واحده تجعلها يبكى كثيرا، وهى زيارة قبر النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يقوم بأداء العمرة، مطالبة الدولة أن يكون تكريمه بعمرة لزيارة السعودية.