سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بريطانيا وأمريكا.. صنعتا الإرهاب على مدى التاريخ لخدمة مصالحهما.. واشنطن أسست تنظيم "القاعدة" لإسقاط الاتحاد السوفيتي وغزو أفغانستان والعراق.. ولندن هي ملجأ التكفيريين "الآمن"
لعبت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإنجلترا، دورا بارز في ظهور ونمو الجماعات الجهادية العالمية، بدءًا من تنظيم القاعدة، وصولا إلى دعم المتطرفين في سورياوالعراق، وتسليحهم بشكل مباشر وغير مباشر، لاستخدامهم في أهداف خاصة بهم، فارتبطت من قبل إنجلترا بعلاقات قوية مع جماعة الإخوان الإرهابية، ودبرت حادث المنشية، وتم تنفيذه بأيدٍ إخوانية، بغرض اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما لعبت أمريكا دورا بارزا في صنع تنظيم القاعدة لهدم الاتحاد السوفيتي، ثم اتخذته ذريعةً بعد أحداث 11 سبتمبر لتدمر أفغانستان والعراق، وصولا حاليًا للعبة جديدة يلعبها الطرفان بدعم "داعش" و"جبهة النصرة"، والمتطرفين في سورياوالعراق. وفي تصريح سابق له، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الدول الغربية تكرر أخطاءها التي ارتكبتها في الماضي، حين مولت حركات متطرفة لمواجهة الاتحاد السوفيتي، خرجت منها فيما بعد "طالبان" وتنظيم "القاعدة". وأضاف بوتين، أن الغرب دعم تدخل الإرهابيين في روسيا ودول آسيا الوسطى ماليا وإعلاميا، قائلًا: "ونحن لم ننس ذلك". وفي معرض حديثه عن الأزمة السورية، أشار الرئيس بوتين إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها بدءوا بتمويل وتسليح المقاتلين بشكل مباشر، وتساهلوا مع انضمام المرتزقة من مختلف الدول إلى صفوفهم. أمريكا تضع لبنات تنظيم القاعدة في البداية، كان الهدف من تأسيس القاعدة هو محاربة الشيوعيين في الحرب السوفيتية في أفغانستان، بدعم من الولاياتالمتحدة، التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية من جهة، والأفغان المجاهدين من جهة أخرى، أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفيتي. وموّلت الولاياتالمتحدة، عن طريق المخابرات الباكستانية، المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي ب"عملية الإعصار". في الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المجاهدين المنضمين للقاعدة، الذين أطلق عليهم "الأفغان العرب"، للجهاد ضد النظام الماركسي الأفغاني، بمساعدة من المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب خدمات المجاهدين العرب الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن. وأسس عبد الله عزام وبن لادن مكتب الخدمات في بيشاور باكستان في عام 1984، ومنذ عام 1986، افتتح المكتب شبكة من مكاتب التجنيد في الولاياتالمتحدة، أبرزها كان مركز اللاجئين "كفاح" في مسجد الفاروق في شارع الأطلسي ببروكلين. ولعبت أمريكا دور في تسليح بل والضغط على حكومات عربية لتقديم دعم كامل وفتح مساحة لتحرك الجماعات الإسلامية وتجنيد الشباب للسفر إلى أفغانستان والقتال هناك ضمن تنظيم القاعدة باعتباره جهاد، ثم استخدمت أمريكا هذا الخطر في دخول أفغانستان ومن بعدها العراق ووضع قدمها في المنطقة. بريطانيا ملجأ الجهاديين والإخوان الآمن أما بريطانيا، ففتحت عاصمتها مدينة الضباب "لندن"، لقبول هؤلاء الجهاديين، فحصل ياسر توفيق السري على حق اللجوء السياسي في بريطانيا، هو ومجموعة أخرى من التنظيم، أبرزهم عادل عبد المجيد، وثروت صلاح شحاتة، وأنشأوا هناك ما يسمى "المرصد الإعلامي الإسلامي"، في حين أنشأ هناك أيضا هاني السباعي ما يسمى "مركز المقريزي للدراسات التاريخية". كما يعيش في بريطانيا أيضا أبو حمزة المصري، رئيس جمعية أنصار الشريعة وإمام مسجد فنسبري بارك في لندن، وأدين منذ فترة بتهم الإرهاب، وتمت محاكمته، واسمه الحقيقي هو مصطفى كامل، ولد في الإسكندرية سنة 1959 ثم ذهب إلى إنجلترا سنة 1979 ودرس الهندسة في جامعة برايتون، وسافر إلى أفغانستان وعاد منها عام 1994، إضافة إلى ذلك حصل أسامة أيوب، أحد المتهمين في محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وفي مذبحة الأقصر، على حق اللجوء السياسي إلى ألمانيا، في حين تمكن أسامة رشدي، الذي يعد أحد أبرز كوادر الجماعة الإسلامية، من الحصول على حق اللجوء السياسي في هولندا. ومن الإخوان، فسبق وحصل إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي، والدكتور كمال الهلباوي، والذي كان متحدثا باسم التنظيم الدولي للإخوان في الخارج، قبل أن ينشق عن التنظيم، بالإضافة لقائمة أخرى من المصريين والعرب الذين حصلوا على اللجوء السياسي في لندن. ولم تكن علاقة لندن بالإسلاميين هنا فقط، لكنها ممتدة بعلاقات قوية عندما دعمت بريطانيا حسن البنا وجماعته، ثم عادت لدعم الإخوان وتدبير حادث المنشية لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفقًا لما ذكرته العديد من الوثائق التي أفرجت عنها إنجلترا مؤخرًا. ثم عادت بريطانيا لترفض وصف جماعة الإخوان ب"الإرهابية"، وذلك لاتفاقات بينها وبين الولاياتالمتحدة لاستخدامها كذراع سياسي لها في الشرق الأوسط وبديل جاهز دائما حال احتاجت إليه كما حدث بعد ثورة يناير. داعش والمليشيات الجهادية صناعة أمريكية وفرت أمريكاوبريطانيا منذ الغزو الأنجلو أمريكي على نظام الرئيس الراحل صدام حسين، بيئة حاضنة للتنظيمات الجهادية في العراق، فبدأ المقاتلين التوافد للجهاد ضد النظام الأمريكي، والنظام الشيعي الذي وضعته أمريكا على رأس السلطة، خاصة أن هذه التنظيمات تنظر إلى الشيعة على أنهم روافض وكفار، ومع الجرائم التي ارتكبها الشيعة، لم يكن هناك أمل أمام باقي أفراد أهل السنة سوى الاحتماء بالقاعدة وتنظيمات جهادية تدافع عنهم إلى أن تطور الأمر وصولا إلى "داعش". فأمريكا قد لا تدعم بشكل مباشر، لكنها توفر بيئة حاضنة، ثم تنسحب منها لتصبح فوضى ونار تأكل كل شيء، وهو نفس السيناريو الذي حدث في العراق.