قال الشاعر سعيد شحاتة: إن الأم في الأدب العربي عمومًا حالة من أهم حالات التوهج والعشق والشفافية والسمو، وفي الأدب المصري -وحديثي عن العامية المصرية- أيقونة وتميمة نجاح وطاقة سما مفتوحة وشريان حياة ونيل وحضارة وغربة ووجد ودعوات منهمرة. وأضاف أن الأدب المصري كان الأكثر حيوية والأكثر تعبيرًا عن الأم، فأجمل وأعذب الأغاني التي كتبت لها وحرّكت الأحجار كانت بالعامية المصرية، "أحن قلب.. لمحمد فوزي، ست الحبايب لفايزة أحمد.. الست دي أمي لخالد عجاج... مهما خدتني المدن.. لعماد عبد الحليم.. وغيرها الكثير" من الأغاني الصادقة، كما أن أصدق القصائد جاءت بالعامية المصرية والأمثلة لا حصر لها، الأم في الأدب المصري العائلة واللمة والمدينة والريف ورائحة الخير وبلسم الوجع، ففي أغنية "ما تزودوش حلمي وسيبوني أتمنى.. ريحة خبيز أمي جاياني م الجنة" للفنان كرم مراد. وتابع "شحاتة" "يوم 21 مارس ممكن يكون هو أهم يوم بيمر عليّ في حياتي... يوم صديقتي وصاحبتي وأمي وأختي... الست اللي طلعت مالقيتش حد جنبي في الدنيا غيرها وهي كمان زي ما تكون فتّحت عنيها على الدنيا مالقيتش صاحب غيري... تتعارك مع الدنيا وأنا في إيدها... تضحك لها وأنا فرحة في عنيها... تحارب أكون سلاحها اللي بتحارب بيه... أتعارك مع الدنيا تكون دراعي ... أضحك للدنيا ترقص الفرحة في عنيها... أخش حرب في الدنيا تكون أول بند من بنود معاهدات سلامي، أمي هذه الفلاحة التي أسعى طيلة حياتي لرد جميلها وإلى الآن لم أستطع أن أرد جميلا تراه هي واجبها وأراه أنا منّة منها وفضلا" وتابع قائلا:"أمي التي سلّمت كل أيام عمرها لي وحدي وضحّت بكل شيء من أجل وحيدها وسعت في مناكب الأرض لتجود بالعرق والدم دون غضاضة أو ملل أو ضيق أو ضجر... تضحي وهي تبتسم في وجهي... أمي التي كافحت وحدها وغطتني بفضلها وغمرتني بعطفها وإلى الآن ما زالت.. أمي اللي بتدعيلي في اللحظة دعوات ترفع أقل رابية إلى قمة جبل... تصريح واحد لا يكفي أيتها الغالية... قصيدة واحدة غير كافية.. عمر واحد لن يجدي معي كي أرد جميلك... كل سنة واحنا أصحاب يا ملكة قلبي وسيدة روحي"