سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. المعلم المصري المُكرم بالسعودية ل"البوابة نيوز": فوجئت باتصال من الأمير فهد يطمئن عليّ.. أصر على إقامة نجلي معه في القصر.. أرسل لي تأشيرة لاستضافتي.. و"زعلان من مصر"
في مصر جزاء المعلم الفقر والمرض والسحل والضرب والإهانة والاقتياد إلى أقسام الشرطة والعمل في مهن أخرى متدنية لإطعام أبنائه. أما في الخارج، الوضع مختلف فالمعلم على رأس كل الأولويات حتى وإن كان من خارج تلك الدول. فقصة الوفاء بين المعلم المصري وطلابه لم تتطويها السنوات التي تجاوت الثلاثون عاما، وظل الأمير السعودي فهد بن عبدالله بن جلوي آل سعود يبحث عن معلمه المصري "أحمد أحمد الجزار"، الذي بيلغ من العمر 70 عامًا، والذي شاء القدر أن يلتقي بتلميذه لتبدأ لحظة رد الوفاء. "البوابه نيوز" التقت بالمعلم المصري ليروي تفاصيل تكريمه من الأمير السعودي، وإلى نص الحوار.. - ما هي بداية علاقتك بالأمير السعودي؟ - في عام 1979 تم إعارتى للسعودية من قبل وزارة التربية والتعليم حيث كنت اعمل معلما بمدرسة العمار الابتدائية كمدرس فصل، وتم توزيعى للمنطقة الشرقيةبالدمام بالسعودية وعملت بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية بالدمام، ومن حسن حظى اننى قمت بالتدريس بالصف الأول الابتدائى ومن ضمن طلابى الامير فهد بن عبد الله بن جلوى ال سعود، من الاسرة المالكة بالمملكة، وهو خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجدة، وتم إرساله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية واكمل الدراسات العليا هناك في الاقتصاد والعلوم السياسية. - كيف كانت طبيعة علاقتك بالامير السعودي؟ - كان طالبا مجتهدا ومن انشط الطلاب الذين رايتهم، وكان يتسم بالهدوء ومحب للعلم. - نجحت في تعليم ابناء السعوديه.. فما هو رصيدك في تعليم ابنائك؟ - استمرت اعارتي إلى المملكه العربيه السعوديه حتى عام 1982 ثم عدت للقاهرة لمتابعة اولادى في التعليم، ولى 6 أبناء بمراحل التعليم المختلفة يعملون حاليا أكبرهم ايهاب مدرس تربية خاصة بالتربية الفكرية بالعمار، وبهاء الدين مهندس في جمهورية بالمحيط الهندى، ومحمد بوزارة الإنتاج الحربى، ونادية مدرسة بالمرحلة الابتدائية، وامانى وسارة حاصلات على الدبلوم الفني. - كيف تمكن الأمير السعودي من الوصول إليك بعد كل تلك السنوات؟ - خلال تلك السنوات بحث عنى الأمير السعودي لتكريمي، وتصادف أن تعاقد نجلي إيهاب أحمد الجزار للعمل بمدرسة دولية بالدمام، وطلبت منه أن يتواصل مع الأمير وإيصال تحياتى إليه، وعندما وصل ابني إلى الأمير سأله الأمير عني وأصر على أن يقيم ابني في قصره، وطلب منه رقم هاتفي واتصل بي. - كيف كانت المكالمة الهاتفية مع الأمير؟ - فوجئت باتصال الامير افهد وقلت له "من معى؟" فقال "ولدك فهد"، فقلت له إن أسعد يوم لي في حياتى انى اسمع صوتك فرد قائلا "انا اسعد إنسان في العالم انى اطمنت على استاذى"، وطلب مني أن ارسل صورة جواز السفر الخاص بي إلى مكتب سكرتيره الخاص حتى يتمكن من استخراج تأشيرة زيارة شخصية الامير في الدمام وأداء مناسك العمرة على نفقته الخاصة، وقام بالحجز لى طيران درجة أولى واستقبلنى احسن استقبال في الدمام. - كيف كانت الأجواء المعيشيه مع الأمير؟ في جلسات الأمير قدمنى لشيوخ المجلس وحينما سألوه عنى، قال "أستاذى وصاحب الفضل على في تعليمى بالمرحلة الابتدائية"، فقام أحد الشيوخ بتقبيل رأسى وقال لى "رأس المعلم تقبل"، وقام بالحجز لى في فندق درجة أولى بمكة والمدينة على نفقة سموه الخاصة، واكرمنى وكرمنى خلال زيارتى وكان يصر على حضورى مجلسه الخاص، وعدت وبعد عامين فوجئت برسالة من سمو الأمير بالبريد الدولى من الامير السعودى يسأل عنى وعن اولادى وعن احوالى، وقال "يسعدنى أن اراك مرة أخرى في الدمام بين اهلك واخوانك في بلدك الثانى السعودية". - لماذا اهتزت صورة المغترب المصري بالخارج وخاصة المعلم؟ - مبدأ الثواب والعقاب مبدأ تربوى سليم وحينما بدأ المدرس يطبق الانضباط في المدارس اصبح يهان ويساق إلى اقسام الشرطة كاللصوص والمتهمين مما انعكس على نفسيته وادائه واثبط همته في العمل، فالطالب لم يعد يحترم معلمه اما لو طبق مبدأ الثواب والعقاب في المدرسة سنشهد عدا جديدا من كوادر علميه محترمه، فصورة المعلم مهانة في الدراما المصرية والمسرحيات،ولذا يجب على الإعلام التوقف عن الهجوم على المعلم وتحسين أوضاع المعيشية للقضاء على الدروس الخصوصية، ويبرز ايجابياته والبعد عن سلبياته فكل المهن بها الصالح والطالح حتى يعود مجد المعلم المصرى. - كيف تري تكريمك من أحد طلابك ولم يتم تكريمك بمصر ؟ انا "زعلان من مصر ومن النقابة ومن الوزير لانهم مكرمونيش" رغم انى علمت الكثيرين خلال 42 سنه وخرج من تحت ايدي الآلاف من الطلاب، ولكني لا اريد التشهير ذلك لاني لا أريد حراج مصر لأن تلك البلد عزيزه على قلبي. - ما الرساله التي تحب أن توجهها للقاده للنهوض بالتعليم؟ - أوجه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى "لن تقوم نهضة في مصر الا بالتعليم والاهتمام بالمعلم وتغيير المناهج بما يتناسب مع العصر ومتطلباته". - من أبرز الطلاب الذي قمت بالتدريس لهم؟ - تخرج من تحت يدي العديد من الطلاب المتفوقين الذي اصبح لديهم مكانه حاليا في المجتمع امثال الدكتور ممدوح هلول الاستاذ بكلية الاداب بجامعة بنها، والعميد اركان حرب أحمد رضوان، والدكتور محمد خليل رئيس قسم المحاسبة بتجارة بنها، والدكتور محمد محمود حديد استاذ التريخ باداب بنها، والدكتور محمد عطا خضر استاذ الطاقة النووية بعلوم القاهره، وعميد اركان حرب ماهر شديد، والدكتور عثمان الجزار رئيس قسم بتربية الأزهر. - ما الرسالة التي تحب أن توجهها للسعودية بعد التكريم؟ - بداية اترحم على الملك عبد الله بن عبدالعزيز لوقوفه مؤيدا وداعما لثورة الشعب المصرى في 30 يونيو، وبالنيابة عن الشعب المصرى وملايين المعلمين في مصر اتوجه بالشكر والتقدير والعرفان بالجميل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خير خلف لخير سلف، في دعمه المستمر والسائر على درب حكيم العرب الملك عبد الله والشكر والعرفان للأمير فهد بن عبد الله بن جلوى آل سعود على هذه اللفتة الإنسانية تجاه معلمه.