جرار زراعى يجر خلفه «مقطورة» مغطاة جوانبه بألواح من حديد.. له نوافذ حديدية صغيرة أشبه بسيارات ترحيل المساجين، يظن المار بجانبه أنه صُمم لنقل البهائم أو المحاصيل الزراعية.. فلا أحد يتوقع أنها سيارة تقل أطفال «حضانة الأبرار» إلى مكان دراستهم. على طريق قرية بسيون بمحافظة الغربية، يمر يوميا جرار زراعى يحمل في مقطورته أطفالًا من وإلى الحضانة، يقول عمرو النجار، تاجر أغذية، إنه أثناء مروره على ذات الطريق فوجئ بهذه المركبة، والتي اعتقد في البداية أنها سيارة حتى وقعت عيناه على عبارة مكتوبة على جوانبه «حضانة الأبرار..هو كل ما تتمناه لطفلك». يؤكد «عمرو»: «اتصدمت لما قريت الكلمات المكتوبة عليه فقررت أقرب أكتر عشان أتأكد إن الكلام ده حقيقى، فلقيته جرار زراعى». عبر النوافذ الحديدية يطل أطفال تتراوح أعمارهم من سنتين إلى أربع سنوات، ذاهبين من منازلهم إلى مكان دراستهم ولعبهم، يمسكون بأعمدة من حديد تغطى النوافذ، كالمتهمين الذاهبين إلى سجونهم، يعلق «النجار»: «العيال كان شكلها مسجلين خطر رايحين السجون، مش ممكن أبدًا يكون ده منظر عربية حضانة». من النسخة الورقية