فى الوقت الذى لا يخجل فيه كتاب صحفيين كبار من الكتابة عن رجال أعمال فاسدين وسياسيين ملوثين وأطباء يتاجرون بالمرض والدواء لتكوين ثرواتهم، ينسي الجميع النماذج المشرفة التى تعمل فى صمت لخدمة هذا الوطن وأبنائه دون أن ينتظروا أى مقابل سوى نظرة رضا علي وجه فقراء هذا الوطن ، الجراح العالمي الدكتور هشام عاشور، مدير أكبر مستشفي لجراحة أورام النساء بألمانيا، والكاتب الصحفي الصديق أحمد فايق، نموذجان مصريان يجب الكتابة عنهما والاحتفال بما قدموه لفقراء هذا الوطن من خلال مبادرة برنامج مصر تستطيع وأسمعونا ووقتك لبلدك، التى بمقتضاها قام الجراج العالمي هشام عاشور إجراء 15 عملية جراحية لحالات حرجة من نساء مصر عانين لسنوات من أورام دون أن يجدوا من يخلصهن منه، إما لجهل الأطباء المعالجون فى المستشفيات الحكومية، أو لعدم امتلاك بعضهن حق الكشف أو المواصلات للوصول للمستشفي، وأنا هنا لا أبالغ فأقسم بالله أن إحدى حالات الدكتور هشام عاشور لم يكن معها حق المواصلات لتأتي من الإسماعيلية، ليتم إجراء الجراحة لها، فقام الدكتور ياسر أمين إستشاري بمستشفي وادي النيل بإرسال حق تذكرة الأتوبيس لها في حوالة بريدية لتأتي إلي القاهرة، ليتم إجراء الجراحة لها داخل مستشفي وادي النيل التى تبرعت بنصف تكاليف إجراء العمليات وتبرع الدكتور هشام عاشور وفريقه الطبي بأجورهم وقام بإحضار فريقه الطبي علي نفيته الخاصة وأيضاً قام بإحضار الأدوية ومستحضرات العماليات التى أستخدمها حتى لا يكلف المرضي أو المستشفي أى تكاليف إضافية، من حسن حظي أنني جلست مع الدكتور هشام عاشور وأحمد فايق عقب انتهائهم من الاطمئنان على 10 حالات خضعن للجراحة بنجاح، ولن أستطيع أن أصف لكم الفرحة والأمل التى كانت تشع من عين الدكتور هشام عاشور، لنجاحه فى إجراء هذه الجراحات لنساء فقيرات من مصر، وحجم العرفان والجميل الذى يحملهم للصديق أحمد فايق لأنه السبب الأول فى تنفيذ مشروع وقتك لبلدك، هشام عاشور من بين العمليات التى أجراها كانت عملية جراحية لسيدة تبلغ من العمر 71 عاما، ضحكت أنا وأحمد فايق بشدة، لأن فى مصر المريض الذى يبغ هذا العمر يقول له أو لأهله ما تبهدلهوش، خليه يموت فى البيت! ، وهو الكلام الذي أزعج هشام عاشور وقال أنه كان سعيد بنجاح جراحة هذه الحالة لأنه ساعدها علي التخلص من ورم كبير فى الرحم، وأنه لن يتراجع عن القدوم للقاهرة مرة كل ثلاثة أشهر لإجراء مثل هذه الجراحات، لأن هذا حق مصر عليه بعد ما تعلم فى بها وقرر أن يسافر للخارج ليبحث عن حلمه ويحققه، ولكن كل ما كان يزعجه خلال السنوات الماضية أن أحداً من أبناء وطنه مصر يشعر بنجاحه ولا بالمكانة التى وصل إليها فى الخارج، حتى جاء لقائه مع أحمد فايق فى برنامج مصر تستطيع، لتتغير حياته بعدها، وهو الجميل الذى يحمله لفايق فى رقبته كما يردد دائماً، لأنه منحه فرصة فى أن تستفيد من مصر بعد كل هذه السنوات، المقابلة لم تستمر طويلاً مع الدكتور هشام عاشور لأنه كان يريد أن ينصرف مسرعاً لأن اليوم التالي لديه جدول أعمال مربك، خمس جراحات دفعة واحدة وأكثر من 20 كشف علي حالات حرجة سيحدد مواعيد إجراء الجراحات لها خلال الفترة القادمة، فى الحقيقة الكلمات تقف عاجزة أمام ما يفعله هشام عاشور وقبله أحمد فايق الذى يمتلك حماس ويقين جعلوا من برنامج مصر تستطيع ومبادرة وقتك لبلدك وأسمعونا، مشروعات تبث بداخلك طاقة إيجابية وسط الكم الهائل من الإحباط الذى يطاردنا يومياً، شهادتي فى فايق بالتأكيد مجروحة لأنه صديق رحلة دراسة وعمل لأكثر من 18 عاما، ولكنه بما فعله هو والجراح العالمي هشام عاشور أكدوا لي أن مصر استطاعت أن تحقق ما كنا نحلم به من خلالهما.. شكراً لأنكم تشعرون بنماذج مصرية ليس لها سوى الله فى هذا الوطن والشرفاء من أمثالكم.