*الغربة ليست غربة مكان فقط فقد يشعر الإنسان بالغربة وهو يعيش فى وطنه ومع أهله وناسه اذا ما تعرض للغبن والظلم وأيضا اذا ما فقد القدرة على الحلم. * عندما يضحى الإنسان بجذوره يكون كمن يتجرد من ملابسه ويقبل أن يصبح عاريا أمام الآخرين. ..ويكون كالشجرة التى اجتثت جذورها وبالتالى تفقد القدرة على الاثمار. * اذا رأيت أناسا يقدرون العمل ويقدسونه ويقدمون صاحب الكفاءة بغض النظر عن جنسه أو لونه أو غناه أو فقره فاعلم انك فى دولة عرفت طريقها للتقدم والعلا. *احتكار العلاج والشفاء أخطر أنواع الاحتكار. تلك بعض أفكار الفيلسوف هشام عاشور الذى لم يدرس الفلسفة وإنما درس الطب فى جامعة عين شمس واختار أن يتخصص فى أمراض النساء والولادة وأثبت جدارته كنائب وجراح ماهر والأهم كإنسان يهتم اول مايهتم بمشاعر مرضاه...وتلك الصفة هى التى اوقعته فى صدام مع أحد أقارب رئيس القسم لتعامله بصورة غير لائقة مع المرضى فما كان من رئيس القسم إلا توقيع العقاب على إنسانية هشام عاشور...لم يحتمل الظلم فاستقال وسافر مع زوجته لألمانيا وسط معارضة شديدة من أهله وأصدقائه...اجتهد فى البحث عن عمل وبعد أن كاد يفقد الأمل وجد من يعرف طب عين شمس ويتذكر احد أساتذتها العظام وهو دكتور محمد بيومى سمور، أستاذ أمراض النساء والولادة.... بعد ثلاثة أيام فقط فى غرفة العمليات أدرك الأطباء الألمان انهم أمام موهبة فذة فكان قرار تعيينه كالطبيب غير الالمانى الوحيد وقتها. تخصص دكتور هشام عاشور فى حالات الولادة الصعبة وجراحات الأورام ونال شهرة كبيرة اهلته لإدارة مستشفى للولادة وأمراض النساء فى مدينة ايزارليون ونجح فى جعل المستشفى من أهم معالم المدينة ومن أهم مصادر دخلها...يقف فى غرفة العمليات نحو 12 ساعة فى اليوم ومع ذلك اهتم بنقل خبراته لأكبر عدد من الأطباء حتى لا تصبح بعض العمليات الجراحية حكرا على عدد محدود من الأطباء. ..خاض معركة قانونية وإنسانية للحصول على الجنسية الألمانية مع الاحتفاظ بالجنسية المصرية التى رفض التنازل عنها...قال للقاضي اذا تنازلت عن الجنسية المصرية سافقد قدرتى على الإبداع لأننى سأكون بلا جذور وسأل القاضى هل تعتقد أن تنازلى عن الجنسية المصرية سيحول لون شعرى من الأسود للاصفر وسيغير لون عينى...القاضى وافق على منحه الجنسية الألمانية مع احتفاظ بالجنسية المصرية خلافا للقوانين الالمانية. مكتبه يزدان بصور أم كلثوم وعبد الحليم وأحمد ذكى وثلاثى أضواء المسرح ورأس نفرتيتى وصورة فلاحة مصرية تجمع القطن رسمتها مريضة ألمانية أجرى لها جراحة خطيرة وقدمتها له تعبيرا عن امتنانها. ...وفى ركن من الغرفة كرسى حمله هشام عاشور معه من مقهى الفيشاوى لألمانيا ليذكره دوما بمصر.....أمله أن تختفى الواسطة من مصر وان يكون التفوق عن حق هو المعيار الوحيد للتقدم للصدارة. ... أمله أيضا أن يعالج مرضى غير قادرين تم اختيارهم بعيدا عن الواسطة والمجاملات....أمله أن يدرب أطباء مصريين يتم ابتعاثهم لالمانيا لتفوقهم ومهارتهم بدون واسطة. يبقى أن ارجع الفضل لأهله واعنى طاقم برنامج مصر تستطيع بقناة النهار الذى قدم لنا نماذج تستحق أن نفخر بها عطفا على افتخار ألمانيا وأوروبا كلها بهم...فمن خلال البرنامج تعرفت على فيلسوف الجراحة الذى يعيش فى ألمانيا وقلبه معلق بمصر هشام عاشور. من العدد المطبوع من العدد المطبوع