استنكر نائب الرئيس العراقي لشئون الأمن والدفاع أسامة النجيفي بشدة تخريب تنظيم(داعش) الإرهابي متحف الموصل ومابه من آثار ترجع لآلاف السنين تختزن وتختصر مسيرة الإنسان عبر العصور وتمثل أعظم كنوز العراق وعنوان حضارته ورقيه وسبقه وتقدمه، وقال إن"آثار العراق أصبحت هدفا لمعاول داعش تضرب وتدمر وتحطم بدم بارد لا يمت للدم البشري بأية صلة قريبة أو بعيدة". ورأى النجيفي - في تصريح صحفي اليوم الجمعة - أن (داعش) كتب نهايته بفعلته هذه بحق العراق ولا مناص من حشد كل جهد وقوة وطاقة لضرب المجرمين وطردهم من مدينة الأنبياء والقديسين، وقال لم يتبق غير الإعلان النهائي عن معركة تحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي. وأضاف أن "الموصل الحدباء بكل حضارتها وتاريخها وشواهدها وأضرحة أنبيائها وأوليائها وانسانها أصبحت مستباحة وأسيرة في قفص داعش، لا مناص إذن من فعل يرتقي إلى مستوى ما يعانيه الإنسان، ومستوى التدمير والتحطيم". وتساءل النجيفي أهي خدمة للشيطان أم الجحيم أم وادي الانحطاط الأسفل؟ .. وقال "لا نعتقد أن صديقا أو عدوا ينتمي إلى الجنس البشري يمكن أن يوافق على عمل لا تجرؤ الوحوش نفسها على الإتيان بجزء منه". وأقدم تنظيم(داعش) الإرهابي على ارتكاب جريمة جديدة بحق الإنسانية بتحطيمه لقطع أثرية نادرة في متحف الموصل بمحافظة نينوي شمالي غربي العراق وتفجير المتحف التاريخي ونهب وتخريب ما فيه من آثار ومخطوطات تاريخية.. ويضم المتحف 173 قطعة أثرية بالإضافة إلى تماثيل لحقب تاريخية مرت بها حضارات العراق لاسيما حضارة مابين النهرين بخلاف القطع الأثرية بمخازن المتحف. واستنكر رئيس مجلس النواب العراقي د. سليم الجبوري أمس/الخميس/ ما قام به (داعش) من تخريب المتحف.. وقال إن هذه المجموعات الظلامية تثبت في كل يوم أنها عدو للعراق بماضيه وحاضره ومستقبله، وأن تاريخ هذه المدينة الناصع والذي يمثل تاريخ الحضارة البشرية لا يمكن لمثل هذه الثلة الضالة أن تمحوه أو أن تمحو تاريخ أهل هذه المدينة الذين باتوا بانتظار نداء الوطن ليطهروا مدينتهم من كل غريب دخلها". يذكر أن تنظيم (داعش) اجتاح في يونيو الماضي عددا من محافظات وسط وشمال العراق وارتكب جرائم ضد الإنسانية في هذه المناطق بحق سكانها والأقليات الدينية والعرقية، ومن خالفه فى المنهج حتي من العراقيين المسلمين السنة، وادعى أنه جاء لإعادة "الخلافة الإسلامية" ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة للمسلمين"، وأعلن (داعش)، وبدأ سيطرته على مناطق الأغلبية السنية في العراق، ومدينة الموصل مركز محافظة نينوى/405 كم شمال العاصمة بغداد/ في 10 يونيو/حزيران 2014 وتمدد إلى محافظات نينوي وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة في العراق.