حدد الدكتور ربيع راضي، مدير عام ترميم قصور ومتاحف رئاسة الجمهورية بوزارة الآثار، عددا من المعايير العلمية لحماية التوابيت الحجرية المكتشفة من خلال دراسة علمية بعنوان "دراسة علاج وصيانة التوابيت الحجرية الملونة تطبيقا على تابوت حجرى ملون بالمخزن المتحفي بأطفيح"، وعرضها في الملتقى العلمي الأول لترميم وصيانة الآثار الذي عقد مؤخرا. وأوضح الدكتور راضي - في تصريح اليوم الخميس: أن الدراسة ألقت الضوء على عوامل التلف التي تتعرض لها التوابيت الحجرية الملونة سواء في بيئة الدفن أو بيئة التعريض، ففي بيئة الدفن تتعرض هذه التوابيت الملونة لضغط رواسب التربة والذي يؤدي إلى تهشمها وتأثير الأملاح الناجمة عن وجود الماء الأرضي مما يؤدي لنمو الكائنات الحية الدقيقة. وطالب بالفحص الدوري لكل التوابيت المكتشفة بمصر ومعالجتها طبقا لأصول علمية خاصة، منوها بأن المدرسة المصرية في الترميم وأخصائي الترميم بالوزارة يتميزون بدرجة عالية من الكفاءة تؤهلهم لإنجاز هذه الأعمال. وبدوره، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان: "إن الكشف الخاطئ للتوابيت الحجرية الملونة وانتقالها من حالة الاتزان في بيئة الدفن إلى بيئة التعريض يؤدي إلى تعرضها لضغوط أخرى من اختلاف درجات الحرارة، كما أن معدلات الرطوبة النسبية تتسبب في شروخ وفقدان للألوان وتكون أحماض تتفاعل مع مادة التوابيت الحجرية، مما يؤدي إلى فقدان الأثر وتدهوره". وأضاف أن الدراسة التي قدمها الدكتور ربيع راضى، حددت المعايير العلمية لمعالجة عوامل التلف بالتوابيت الحجرية تطبيقا على أحدها بالمخزن المتحفي بأطفيح، وتتمثل في التصوير الفوتوغرافي الدقيق الذي يكشف عن الاتساخات الطينية والأتربة وضعف الحجر والألوان يليها أخذ عينة من مادة التابوت الحجري الملون للوقوف على مكوناتها ودراسة التلف عن طريق التحليل بواسطة حيود الأشعة السينية وفحصها بواسطة الميكروسكوب الإلكتروني الماسح وأخذ عينة من اللونين الأحمر والأسود بالتابوت الحجري الملون للتعرف على مكوناتهما والفحص بواسطة الميكروسكوب الضوئي، والفحص بواسطة الميكروسكوب المستقطب لدراسة النسيج الداخلي للعينة والتعرف على المكونات المعدنية داخلها. وأشار ريحان إلى أن الدراسة أوضحت الخطوات التي تم بها ترميم أحد التوابيت بأطفيح بداية من التنظيف الميكانيكي للأتربة والاتساخات الطينية بواسطة الفرش مختلفة النعومة، وتنظيف المناطق غير الملونة بالماء والطبقة الملونة بواسطة الكحول الإيثيلي يليها التقوية بالفرشاة باستخدام الفاكر (OH 100) المخفف بالكحول الإيثيلي بتركيز 3% بواقع 4 دورات للتقوية ثم عملية التجميع لقطع الحجر الجيري المكونة للتابوت بواسطة بارات من الحديد غير القابل للصدأ مع استخدام خليط من الأرالديت وبودرة الحجر الجيري لتثبيت هذه البارات الملونة. ولفت إلى أن الدراسة كشفت أن استكمال الأجزاء المفقودة من التابوت تم بواسطة خليط من البريمال AC33 وبودرة الحجر الجيري مع وجود تمايز وتجانس بين الجزء المستكمل والأجزاء الأصلية من التابوت، وبذلك تم علاج وصيانة لأحد التوابيت التي عانت من الضعف الشديد واحتوائه على نسبة كبيرة من أكاسيد الحديد، مما يعنى ذوبان هذه الأكاسيد في وجود رطوبة نسبية مرتفعة كادت أن تقضي تماما على مادة التابوت وألوانه.