صدر حديثًا عن دار العربي للنشر والتوزيع، كتاب "الصحافة والتمهيد للثورات" للمؤلف خالد زكي المدرس المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وهو أحد الإصدارات البارزة في مجال الاتصال السياسي، التي تشارك بها الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين. يتضمن الكتاب المطروح حاليًا في صالة "4" بجناح دار العربي، أربعة فصولًا، الأول منها بعنوان "الإعلام وماهية الثورات"، والذي يركز فيه المؤلف على مفهوم الثورة، والفرق بينها وبين مفاهيم أخرى كالانقلاب والانتفاضة والإصلاح، وكذلك مراحل الثورات في حياة الشعوب، وأنواعها، وعوامل نجاحها أو فشلها، ويقدم المؤلف ضمن هذا الفصل قراءة دقيقة لملامح المشهد السياسي في مصر قبل ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كما يستعرض المؤلف في الفصل الثاني الذي جاء بعنوان" الإعلام والتحول الديمقراطي" أهم مشكلات التحول الديمقراطي في مصر، وأبرز المتطلبات اللازم توافرها لتحقيق الديمقراطية في مصر، طارحًا تصورًا لتفعيل دور الإعلام في دعم التحول الديمقراطي. ويقدم المؤلف في الفصل الثالث أبرز الآليات التي اعتمدت عليها وسائل الإعلام من بينها الصحافة في التمهيد لثورة 25 يناير 2011، موضحًا الدور الذي لعبته الصحافة على مدى السنوات الأخيرة التي سبقت قيام الثورة، في زعزعة شرعية نظام مبارك، والتسويق لفكرة الاحتجاج في الشارع المصري، حيث أوضحت الدراسة التي تضمنها هذا الفصل أن هناك مجموعة من الصحف الخاصة أبرزها "المصري اليوم – الدستور"، والصحف الحزبية مثل الوفد والعربي الناصري، قد لعبت دورًا في زعزعة شرعية نظام مبارك قبيل ثورة 25 يناير من خلال التشكيك في نزاهة أعضاء نظام مبارك، وكشف فسادهم، وكذلك كشفها لانتهاكات حقوق الإنسان وممارسات التعذيب التي شهدتها السجون قبل الثورة، والدعوة إلى الثورة والخلاص من نظام مبارك باعتباره نظاما فاشلا وعاجزا عن تلبية احتياجات المواطنين، إضافة إلى هجومها وتحديدًا العربي والدستور الناصري على شخص مبارك، وتحطيم الهالة المحاطة بصورته، ما سمح بارتفاع سقف النقد في الصحف، لدرجة إنه ظهرت دعوات صريحة ومباشرة على صفحات الصحف الحزبية والخاصة تطالب برحيل مبارك. وفي الفصل الرابع، يستعرض المؤلف أبعاد أزمة الشرعية السياسية التي شهدتها مصر قبيل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والدور الذي لعبته وسائل الإعلام في إدارة هذه الأزمة، بشكل يوضح حدود دور الصحافة ووسائل الإعلام في زعزعة شرعية نظام مرسي، والتمهيد لأحداث 30 يونيو، وفي خاتمة الكتاب قدم المؤلف تصورًا لنظرية جديدة بشأن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في زعزعة شرعية النظم السياسية، والتمهيد للثورات. جدير بالذكر أن مؤلف الكتاب هو أحد الباحثين الشباب في مجال الإعلام، وله إسهامات بحثية في مجال الاتصال السياسي تم نشرها في بعض المؤتمرات والمجلات العلمية، وحاصل على جائزة أفضل رسالة ماجستير عن عام 2013، ويجمع بين العمل الأكاديمي وممارسة العمل الصحفي، وله العديد من المقالات السياسية المنشورة في المواقع والبوابات الإلكترونية.