بوجه شاحب أسمر اللون، يسكن الحزن تفاصيله، وجسم ضخم البنيان، اتشحت بالسواد، مرتدية طرحة سوداء، انتظرت «س. أ» السيدة الثلاثينية، التى رأت أن الحظ لم يحالفها منذ نعومة أظافرها، بعد وفاة والدتها وهى طفلة، ولم تعرف معنى لحنان الأم، وتزوج أبوها بأخرى، وهو الذى لا يفضل إنجاب الإناث ويرى أنهن عارا، ليس لهن حق فى التعليم أو الاختيار أو حتى مظاهر الحياة الكريمة، ولذلك مع قدوم أول عريس قررت الزواج منه هربا من جحيم أبيها وتزوجته وهى فى السابعة عشرة من عمرها. ومن هنا بدأت الزوجة تروى حكايتها ل"البوابة"، حيث التقينا بها فى محكمة الجيزة لشئون الأسرة، أثناء انتظارها المحامى الخاص بها، فقالت: "تزوجت مع أول فرصة جاءت لى، لأتخلص من معاملة أبى وزوجته السيئة والمُهينة، فأبى يكره البنات ويراهن عارا، ولم أكن أعلم أن القادم أسوأ مما مضى، حيث تزوجت من رجل مريض نفسيًا يعانى من انفصام فى الشخصية، وأحيانًا ما يحدث نفسه بدون سبب، كان يضربنى بدون أى خلاف بيننا، ويجلس بالأسابيع فى المنزل بدون أن يحدثنى بكلمة واحدة، حتى اعتقدت أن عليه (جن) ولكن بالكشف عليه من أحد الأطباء المتخصصين فى الطب النفسى، تأكدت أنه يعانى من أمراض نفسية جعلته انطوائيا ويحب العزلة، وخلال فترة زواجى به، التى استمرت لسنوات عديدة، أنجبت طفلين، الأول تخطى السابعة من عمره، والثانى على مشارف العامين، ورغم تحملى إهانة وقسوة زوجى، حتى لا أعود إلى بيت أبى مرة أخرى وزوجته، إلا أن زوجى طلقنى بدون سبب وطردنى من المنزل أنا وطفلى الصغير وأخذ منى الطفل الآخر. وأضافت: "عدت مرة أخرى إلى بيت والدي، ولم أجد أى دعم معنوى، بل وجدت معاملة أسوأ، وذهب والدى إلى زوجى أكثر من مرة ليُصلح بيننا، ولكن زوجى يرفض عودتى إليه مرة أخرى، ورفض أن يعيد ابنى الكبير إليّ، رغم أنه لا يعيره أى اهتمام". وتابعت: "وحتى يجبر زوجى على إعادتى مرة أخرى إلى عصمته، لأنه يرفض أن ينفق عليّ وعلى ابنى، أجبرنى على إقامة دعوى (نفقة) عليه، حتى يضطر زوجى أن يعيدنى إليه مرة أخرى، لأنه لن يستطيع تسديد مبلغ النفقة ومن ثم يتم حبسه إذا رفض الدفع". من النسخة الورقية