أكد مركز التعايش الديني الأردني اليوم الأحد، أن الرسوم التي نشرتها مجلة (شارلي إبدو) الفرنسية الأربعاء الماضي تعتبر في دوافعها ونتائجها إساءة مستنكرة ومرفوضة، لما تزرعه من الشرور والأحقاد وما تنشره من الكراهية والبغضاء. وأعرب المركز – في بيان له اليوم - عن بالغ انزعاجه لنشر المجلة الفرنسية صورا تسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام.. مؤكدا أن هذه الرسوم أساءت إلى ملايين المسلمين في كل أنحاء العالم كما أساءت للمسيحيين العرب الذين عاشوا سويا واشتركا في التاريخ الواحد والحضارة العربية الواحدة. وأشار إلى أن المجلة الفرنسية التي تواصل من خلال الرسوم الكاريكاتورية المسيئة سخريتها من الإسلام، سخرت مرارا من المسيحية ورموزها.. قائلا "إن هذه الرسوم تسيء لمشاعر إخوتنا المسلمين الذين نشترك معهم بالإيمان بالله الواحد الحي القيوم واليوم الآخر ويوقرون السيد المسيح وأمه العذراء مريم المصطفاة على نساء العالمين". وشدد على أن نشر هذه الرسوم المسيئة يشكل خطورة بالغة وخروجا صارخا على القيم، بل وجريمة تسيء إلى حرية التعبير التي هي حق للناس.. مؤكدا أن هذه الحرية وممارستها واجب على كل إنسان لكي يعبر عن أفكاره ولكن بالشكل الذي يخدم الخير العام أما تجاوز الحدود باستفزاز الآخر وإهانة معتقداته ورموزه المقدسة فلا يمكن مطلقا القبول به لما يمثله من انتهاك لكرامات الأديان ومس بمشاعر أتباعها. ومن جهته.. قال مدير المركز الأب نبيل حداد "إن الإساءة إلى الأديان ورموزها ومقدساتها هو عصيان لأوامر السماء التي تأمرنا جميعا بألا يسيء أحدنا إلى الآخر"، داعيا إلى ضرورة الوقوف مع الإخوة المسلمين لتوضيح أن نشر هذه الرسوم خروج على كل القيم وتجاوز للمحظورات. وعلى صعيد متصل.. نددت رابطة الكتاب الأردنيين بالرسوم المسيئة للرسول الكريم التي نشرتها مجلة (شارلي إبدو) واعتبرت العمليات الإرهابية التي شهدتها باريس، خدمة لثقافة الكراهية والعنصرية والتطهير العرقي المرتبطة بالتاريخ الاستعماري لفرنسا. وأعلنت الرابطة – في بيان لها اليوم - تضامنها الكامل مع الطيار الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة ودعت إلى ضرورة الإفراج عنه، مؤكدة في الوقت ذاته على أن الملاحقة الحقيقية للإرهاب تستدعي إشاعة العقلانية والمساواة ومحاربة الفساد والتبعية والفقر والبطالة. ولفتت إلى أن الرسوم المسيئة والإرهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة، مؤكدة على أن مقاومة الإرهاب التكفيري لا يمكن أن تتم بمعزل عن التنديد بالدول التي ترعى الإرهاب وتؤججه بأشكال مختلفة، من الدعم المباشر الى سياسات التبعية والفساد والإفقار والقمع والتجويع.