أكدت الدكتورة الفنانة هند عاكف، أنها تمتلك عقودا لأعمال فنية غير أنها معطلة بسبب ظروف الإنتاج الصعبة، موضحة أنها لم تبتعد عن الفن ولكنها في إجازة. وقالت هند عاكف - في حوار مع أسرة قسم الفن بوكالة أنباء الشرق الاوسط - "إن انشغالها الحالي بالعمل السياسي لا يعني ابتعادها عن الفن، لأن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهي الآن تفضل العمل السياسي من خلال الترشح للانتخابات مجلس النواب، لأن مصر في حاجة إلى الاستقرار لتحقيق النهوض الاقتصادي". ولفتت إلى أن الفن المصري حاليا هو في أضعف حالاته إلا ما ندر من أعمال بسبب ضعف الإنتاج الحكومي، والمتمثل في التليفزيون المصري وقطاع الإنتاج وسيطرة المال الخاص على السينما والدراما في مصر، الذي يهتم بالربح أكثر من الجودة بالإضافة إلى أن المغالاة في أجور كبار الفنانين دفع شركات الإنتاج الحكومي إلى الاعتماد على فنانين مغمورين. وأضافت أن روائع الدراما في مصر، هي التي أنتجها التليفزيون المصري مثل مسلسل "ليالي الحلمية"، وهي لاتزال باقية حتى الآن، داعية الدولة إلى الاهتمام بدعم عملية الانتاج في ظل المنافسة الشرسة مع شركات الإنتاج الخاصة والفضائيات الكبرى حتى تعود الريادة للتلفزيون. وناشدت النجوم وكبار الفنانين بدعم الفن المصري من خلال العمل في دراما لصالح التليفزيون الحكومي، لأن في ذلك دعم للدولة بتقديم أعمال جادة تؤثر بشكل إيجابي في المجتمع، مشيرة إلى أن الألفاظ التي امتلأت بها مسلسللات رمضان الماضي تأثيراتها خطيرة على النشء. وانتقدت عاكف، الحالة التي وصل إليها المسرح في مصر حاليا، وعدم الاستفادة من قصور الثقافة المنتشرة في كل محافظات الجمهورية المختلفة وتخلي الدولة عن دعمها لتقديم فن قوي يحمل العديد من الرسائل المهمة في المجتمع، بالإضافة إلى دور البيت الفني للمسرح الذي يعد مؤسسة تابعة للدولة، وأعربت عن أملها في أن تعود مسارح الدولة للعمل من جديد لأن المسرح يعبر عن حضارة البلاد، وهو جزء مهم جدا ورسالة لثقافة أي مجتمع. وعن رأيها في السيرك المصري، قالت عاكف "لا يوجد اهتمام بالسيرك في مصر بعكس الدول الغرب التي تهتم بلاعب السيرك وتعطيه قيمة غير عادية، مشيرة إلى عدم وجود تبادل مع مدارس السيرك في الدول الغربية، داعية وزارة الثقافة إلى أن تدعم السيرك باعتباره فنا له قيمة يحظى باحترام الشعوب، لافتة إلى بدايتها الفنية كانت في السيرك، حيث عملت به خلال طفولتها في فقرة الكوتشوك وتعلمت من هذه التجربة التركيز والصبر وتحمل المسئولية". وأعربت عن استيائها من انتشار الأعمال الفنية التي تروج للبلطجة والانحلال الأخلاقي في الشارع المصري، مضيفة "أنا ضد الرقابة على الإبداع إذا كان إبداعا وضد الاسفاف والابتذال بداعي الحرية". وبشأن انغماس الفنانين في العمل السياسي، أكدت هند عاكف أن ممارسة الفنانين للعمل السياسي ظاهرة إيجابية تخدم المواطن والفنان الذي يكون أقرب شخص لما يجري في الشارع من خلال القضايا التي يطرحها في أعماله الفنية، مبينة أن الفنان مثل أي مواطن آخر من حقه العمل العام ومنه الحياة السياسية والنيابية بشرط أن يكون مؤهل لذلك، ويكون لديه ميول للعمل السياسي، مشيرة إلى أنها كانت تميل للعمل السياسي منذ طفولتها ومارسته من خلال مؤسسات المجتمع المدني (دور الأيتام والتبرعات)، كما تقوم بعمل دراسات عليا في الاقتصاد والعلوم السياسية. وعن تجربتها في الانتخابات السابقة وإعلانها الترشح لخوض انتخابات مجلس النواب المقبل، قالت عاكف "ترشحت لانتخابات مجلس الشعب الماضية بالرغم من أنني كنت أعلم أنني لن أنجح، ولكنني خضت التجربة لأستفيد منها وحمدت الله كثيرا على عدم نجاحي بعد أن شاهدت تجرية مجلس الشعب الماضي إبان حكم جماعة "الإخوان" الإرهابية أما عن الدورة القادمة فأنا متفائلة بها وأعتقد أنني قادرة على تحقيق النجاح فيها". وأوضحت أنها أعلنت ترشحها في الانتخابات المقبلة رغبة منها في خدمة مصر ولأنها تجد في خدمة وإسعاد الآخرين في منطقة سكنها وفي جميع أنحاء مصر متعة حقيقية، مضيفة "أفرح كثيرا عندما أقدم أي خدمة لأي شخص، وأرى في النهاية البسمة في وجهه بعد التوفيق في تنفيذها". وأكدت أنها تعتزم الترشح كعضو مستقل وليس تحت راية أي حزب أو تحالف، حيث ترى أن الأحزاب ليس لها أي تواجد حقيقي في الشارع أو دور مؤثر يلمسه الناس، مشيرة إلى أن الأحزاب هي المسئولة في أن يصفها الإعلام في الفترة الأخيرة بأنها "أحزاب كارتونية". وتابعت "في مصر ما يزيد على 70 حزبا، ولكنك لا تستطيع أن تلمس أي دور مهم أو بارز لها، فكل المسئولين في هذه الأحزاب يقدمون وعودا بدون أي تنفيذ على أرض الواقع مع العلم بأن الحزب له دور كبير للغاية في المساعدة على حل العديد من المشاكل التي تواجه المجتمع وأيضا له دور في تدعيم الوعي السياسي المطلوب للمواطن العادي، وشخصيا أرى أن الحل في تكوين أحزاب قوية يكمن في أن تتجمع كل هذه الأحزاب ويشكلوا فيما بينهم 4 أو 5 أحزاب فقط تكون لها قوة حقيقية وأعمال واضحة في المجتمع وتستطيع أن تشكل أيضا وعيا سياسيا للمواطن العادي". وناشدت عاكف، الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل لاقامة مستشفى حكومي عام يخدم سكان مدينة المقطم التي يربو عدد سكانها عن نصف مليون مواطن، ورغم ذلك لا يوجد بها حتى الآن مستشفى حكومى يلجأ إليه المريض الغني والفقير على حد سواء، وذلك خصوصا أن الرئيس السيسي أكد سعيه للقضاء على مظاهر التهميش ضد المناطق الفقيرة والمرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة. وعن أهم ملامح برنامجها الانتخابي، أشارت عاكف إلي أن برنامجها الانتخابي يضم العديد من الأهداف المهمة التي ترغب في التركيز عليها حال نجاحها في انتخابات مجلس النواب المقبل، ومن بينها التركيز على حقوق المرأة والمطالبة بإنشاء وزارة لشئون المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، مشددة على ضرورة اهتمام الدولة بالمرأة المعيلة وذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على حل جميع المشاكل التي تواجههم في مصر تفعيلا لمواد الدستور الجديد مع التركيز على قطاع التعليم والبطالة والسكن وارتفاع الأسعار. ودعت إلي ضرورة الاهتمام بعمال النظافة تقديرا لما يبذلونه للحفاظ على البيئة المحيطة وإعادة النظر في الأجور التي يتقاضونها ومساواتهم في مكافأة نهاية الخدمة بعمال النقل. وعن المصادر التي ستعتمد عليها في تمويل حملتها الإنتخابية، قالت: "إن حملتها الانتخابية تعتمد بشكل كامل على المتطوعين، وهو نظام سائد ومتبع في كل دول العالم، ويتبعه العديد من الأشخاص، لافتة إلى أن الشخص المتطوع هو أكثر الأشخاص ثقة في المرشح وقدرته على مساندة أبناء دائرته". وعن رأيها في برامج التوك شو، أشارت عاكف إلى أن هناك برامج موضوعية جديرة بالاحترام وهادفة تحاول أن تنير عقل المشاهد، وللأسف هناك برامج تعمل طبقا لتوجهات ولا تعتمد على تقديم إعلام محايد يحترم عقل المشاهد، مؤكدة أن الإعلام من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها نظرا لخطورة الدور الذي يلعبه في المجتمع والتأثير على المواطنين.