تبدأ، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من الحوار بين الفرقاء الليبيين في مدينة جنيف، بمشاركة 23 شخصية ممثلة لمختلف الأطراف برعاية أممية، وذلك في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة هناك. وصرحت بعثة الأممالمتحدة في جنيف أنها تستضيف المحادثات التي ستنطلق من مبادئ ثورة 17 فبراير والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، واحترام الإعلان الدستوري، واحترام الشرعية لمؤسسات الدولة، التشريعية والتنفيذية والقضائية، ونبذ الإرهاب، مؤكدة على أنها تعتبر هذه الجولة "فرصة مهمة" للأطراف الليبيين المشاركين في العملية السياسية لتمهد الطريق نحو كسر الجمود السياسي الكامن وراء الأزمة السياسية الحالية. وأبرزت الأممالمتحدة – في بيانها- أن مناقشات جنيف تسعى إلى وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لتحقيق الوقف الكامل للأعمال العدائية المسلحة، وتأمين انسحاب تدريجي لكل الجماعات المسلحة من جميع البلدات والمدن الرئيسية، بما في ذلك طرابلس، وتمكين الدولة لتأكيد سلطتها على المؤسسات الحكومية والمنشآت الإستراتيجية والمرافق الحيوية الأخرى. ومن جانبها، ووجهت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوربي فدريكا موجيريني نداءً ملحًا لفرقاء الأزمة الليبية كل للمشاركة في لقاء جنيف، وشددت في مداخلة لها أمام النواب الأوروبيين أن لقاء جنيف يمثل لقاء الفرصة الأخيرة وعلى الليبيين توظيفه إذا ما أرادوا تجنب بلادهم الاضمحلال. وقالت موجيريني: "نحن نؤيد الحوار ولكن الليبيين وحدهم يمتلكون القرار"، داعية إلى ضرورة التنسيق بين الأممالمتحدة والجامعة العربية. وأضافت "أنه في حال فشل حوار جنيف سيبحث الاتحاد الأوربي وسائل الضغط وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي"، مؤكدة على ضرورة إشراك جميع الأطراف الإقليمية في حل الأزمة، مصر الجزائرتركياقطر. ومن المتوقع أن يصوت البرلمان الأوربي على لائحة حول ليبيا غدا الخميس، في الوقت الذي أعلن فيه غالبية النواب الأوروبيين بشكل صريح دعمهم لمجلس النواب المنتخب في ليبيا والذي كان البرلمان الأوربي اعترف به كممثل وحيد للشعب الليبي، كما طالب النواب ببذل كل ما يمكن فعله لتجنب سقوط ليبيا في قبضة "داعش".