سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أفلام الكرتون الأجنبية حرب جديدة لتدمير أطفالنا.. رسلان: الغرب يصدر لنا أفلامًا تحرض على العنف.. فرويز: تؤثر على الأعصاب.. المهدي: تصيبهم بالانحلال الأخلاقي وتنشر ثقافة الاستهلاك
أكدت دراسات علمية مؤخرا تأثر المشاهدين بصفة عامة والأطفال خاصة، بالعنف التليفزيوني، مشيرة إلى أن المواظبة على مشاهدة مناظر العنف على الشاشة الصغيرة تخلق أطفالًا عدائيين يتحوّلون فيما بعد إلى "ناضجين عدائيين" يميلون إلى الجريمة بمختلف أشكالها. وأوضح خبراء علم النفس أن مشاهدة برامج الأطفال للبرامج العربية المدبلجة تؤثر، إلى حد كبير، في تنشئتهم، لأنهم يبدءون بمشاهدة التلفاز قبل تعلم القراءة والكتابة، وقبل التحاقه بالمدرسة، بل إن أغلب الأطفال يقضون ساعات طويلة أمام الشاشة الصغيرة. وأكد الدكتور شاهين رسلان، استشاري الصحة النفسية، أن للتليفزيون تأثيرا كبيرا على الأطفال أقوى من تأثير أي وسيلة إعلامية أخرى على عقولهم وسلوكياتهم، وذلك لارتباط الصورة بالصوت وعدم الحاجة إلى الكتابة والقراءة. وشدد رسلان على دور الأم التي تترك أطفالها لمشاهدة البرامج الموجهة لأطفالها لعدة ساعات وانشغالها في الأعمال المنزلية أو حتى الأم العاملة، التي لا تجد وسيله أخرى غير التلفاز لتقضية وقت طفلها وتركهم لمشاهدة ما يعرض عليهم من خلال القنوات الفضائية الخاصة بالأطفال، معتبرا ذلك أمرا خطرا لما له من تأثير بالغ على الأبناء، والقيم التي يتم تنشئتهم عليها. وعن سبل علاج المشاكل الناتجة عن إدمان الأطفال لمشاهدة هذ البرامج طالب رسلان بتحديد عدد الساعات التي يجب على الأطفال قضاؤها أمام شاشة التليفزيون والكمبيوتر، على ألا تزيد عن ساعتين يوميا مع ضرورة إفهام الطفل كيفية التمييز بين الخيال التليفزيوني والواقع المعيش، وتحذيره من العنف وآثاره السلبية المدمّرة كما نحذره من أضرار التدخين أو تناول الكحول والمخدرات. وشدد استشاري الصحة النفسية على أهمية قيام الوالدين بتخصيص وقت لقضائه مع أطفالهم سواء في اللعب وهو ما يسمى بسيكو درامي، أو الحديث معهم وسرد بعض القصص التعليمية بطريق غير مباشر لزرع الصفات الحميدة في نفوسهم وتقوية العلاقات الأسرية فيما بينهم، وحتى لا تصبح العلاقة بين الوالدين كعلاقة الحاكم والمحكوم. وأشار الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إلى أنه عندما نسافر إلى أي دولة أوروبية فإننا لا نشاهد هذه الأفلام والبرامج الموجهة لأطفالنا وتؤثر على نفسيتهم وسلوكهم وميولهم، ولكن نجد أفلاما تحث الأطفال على الحب والمودة وتعليمهم كيفية مساعدة الآخرين والاهتمام بشئون حياتهم للارتقاء بهم في المستقبل، ولكن يتم توجيه كل أفلام الأكشن والضرب والأخلاق السيئة لأطفالنا، لتقليدها، وهذه الأخلاق الموجهة تصل إليه بسهوله، متسائلا: أين دور التليفزيون المصري؟ لافتًا إلى أنه منذ مسلسل بكار لا أجد أي برنامج ذات أهمية تعلم الطفل المصري أي شيء. وأوضح أن مشاهدة هذه الأفلام تسبب أضرارا بالغة على أعصاب الطفل، وتصيبه بما يسمى ب"البؤره الصرعية المكتملة" أو "البؤرة الصرعية غير المكتملة"، وهو ما يستدعى عرضه على طبيب نفسى متخصص. وأشار رسلان إلى أن هناك قنوات أطفال عربية تحاول تقديم مواد إعلامية من إنتاجها، لكنّ مشكلاتها تكمن في كون أن العقول الصائغة لهذه المواد، والمشرفة على عملية إعدادها، إما "عقول غربية تمت الاستعانة بها كخبرة جاهزة، فتصاغ هذه المواد بروح غربية، وإما عقول شرقية تحركها دوافع ومنطلقات بعيدة كل البعد عن الأخلاق الإسلامية العربية". وأوضح الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الأطفال الصغار عند مشاهدتهم لهذه المحطات يبدءون بالاستمتاع بإيقاع الصور، لأنهم لا يفهمون الكلمات ودلالاتها، ثم يحاولون التركيز على حركة الصور السريعة التي يتعذر على دماغ الطفل، بحكم سرعتها الفائقة، استيعابها وتخزينها وهذا ما يجعل الأطفال يفرطون في التقرب من الشاشة حتى يستوعبوا حركات الأطفال ورقصاتهم على الشاشة. وأضاف أن العديد من الأهالي اضطروا لمراجعة الأطباء النفسيين بسبب تراجع النطق عند صغارهم بسبب المتابعة الطويلة لهذه البرامج، والتركيز المباشر على الشاشة، وهو ما يؤدي أيضا إلى تشتت انتباه الأطفال، واضطراب الحركة عندهم، مع ما يصاحبها من صرخات مفاجئة أحيانا، ومن انعزال الأطفال عن محيطهم. وأوضح المهدى أن القنوات ذات الطابع التربوي والأخلاقي ولكنها تفرط في تقديم الأغاني والمرح، فتكمن المشكلة في قضاء وقت طويل لثقافة الغناء والمرح، ولا تغذي الطفل تعليميا ومعرفيا"، مطالبا بتخصص هذه القنوات برامج تعليمية لا تعتمد في تقديم برامجها على الغناء والمرح فقط، لافتا إلى أن هناك تأثيرا لهذه القنوات على الناحية الاقتصادية، وما تزرعه من عادات استهلاكية، بما تعرضه أثناء تقديم برامجها من دعايات وإعلانات عن مختلف المنتجات الاستهلاكية، فيتأثر الأطفال بذلك، بل ويحفظون مضمونها عن ظهر قلب، فتتولد عندهم رغبة ملحة في اقتناء تلك المنتجات، بصرف النظر عن قيمتها المالية والغذائية، وعادة ما يوافقهم الآباء على ذلك تحت الإلحاح والإصرار. وطالب المهدى بتركيز الإعلام المصري على ما يوجه لأطفالنا والإكثار من البرامج الهادفة التي تبث في نفوسهم تعاليم ديننا الحنيف وزرع المحبة بين أبناء الوطن، وإلا فسنواجه في المستقبل جيلا يكره الآخرين ويتعامل مع كل شيء بالقوة.