سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ننفرد بنشر تقرير مرصد الكهرباء خلال شهر ديسمبر.. الشبكة القومية تضطر لتخفيف 1915 ميجاوات رغم انخفاض بالصور.. درجات الحرارة إلى 15 درجة.. المحطات تعجز عن تحقيق الاكتفاء الذاتي
في الوقت الذي تنخفض فيه درجات الحرارة والرطوبة لدخول فصل الشتاء، بدأت الشبكة القومية للكهرباء تستعيد عافيتها شيئا ما، وبدأت 40 محطة كهرباء بتحقيق العلامة الخضراء والاكتفاء الذاتي بين الاستهلاك والإنتاج. وكشف التقرير الشهري لمرصد الكهرباء التابع لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك عن شهر ديسمبر، أن بعض البؤر الضعيفة كانت سببا في تخفيف بعض الاحمال لإجراء الصيانة والعمرات اللازمة. وأوضح التقرير أن نسبة العجز خلال شهر ديسمبر، تخطت حاجز 41.93% من حجم الاستهلاك، أي أن النسبة انخفضت عن شهر أكتوبر بما يقرب من 24.8%، حيث وصلت ساعات قطع التيار الكهربي إلى ما يقرب من ساعتين و25 دقيقة، مطالبين في الوقت نفسه بسرعة الانتهاء من الجدول الزمني للعمرات والصيانة. جاء التقرير وفق تحليلات خبراء ومهندسي محطات إنتاج الكهرباء العاملين بالائتلاف بالتعاون مع جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك بعد اعدادهم لمؤشرات ورسومات بيانة وهندسية عن شهر ديسمبر 2014، لتنبأوا بما يمكن أن يحدث خلال فصول الصيف المقبل والذي من المرجح أن يزداد سخونة عاما بعد عام، مطالبين بخطة شاملة لصيانة وإجراء عمرات المحطات رغم أن الصيانة والعمرات أضحت رعبا يخشاه مهندسو تشغيل ووحدة الكونترول. وقال التقرير، إن أزمة الكهرباء خلال شهر نوفمبر، انخفضت بشكل كبير، فقد عجزت 40 محطة إنتاج عن توفير الحد الأدنى أو ما يسمي بنقطة التعادل بين الاستهلاك والإنتاج في 13 يوما من اصل 31 يوما، أي بنسبة وصلت إلى 41.93%، بل وتخطي في يوم الأحد 14 ديسمبر ال3 ساعات، أي ما يعادل 15.3% نتيجة لارتفاع درجات الرطوبة. ويكفي أن نعلم أن متوسط العجز في إنتاج الكهرباء بالشبكة القومية بلغ الشهر الماضي، ما يقرب من 2320 ميجاوات في وقت الذروة، وكان يوم الإثنين 8 ديسمبر 2014، مما اضطر الشبكة إلى قطع الكهرباء لأكثر من 3 ساعات و40 دقيقة على مراحل، بل ووصل في بعض قرى الصعيد إلى أكثر من 5 ساعات كاملة، إضافة إلى ترشيد الطاقة لقطاع الصناعة لثلاث ساعات كاملة. التقرير أوضح أن درجة الحرارة كان لها عامل مؤثر على الشبكة القومية للكهرباء وعملية الاحمال، حيث بلغت درجة التأثير 163 ميجاوات لكل درجة مئوية بعكس شهر أكتوبر كانت 184 ميجاوات لكل درجة مئوية لانخفاض درجة حرارة الجو، وطبقا لدرجات الحرارة المنخفضة في بدايات أشهر الشتاء والتي تصل إلى متوسط 15 درجة أي ما يعادل 441.51 ميجاوات، في الوقت الذي كان متوسط الإنتاج في شهر نوفمبر 443.83 ميجاوات ساعة. وقد أكد خبراء الطاقة، أنه وفقًا لدرجات الحرارة وحجم إنتاج الشبكة القومية للكهرباء فإن مصر ستشهد عجزا يصل إلى يصل إلى 385 ميجاوات ساعة خلال الشهر الحالي، أي أقل من ضعف الإنتاج الحقيقي، لأن متوسط الحرارة سينخفض قليلا إلى 12 درجة مئوية مما يتطلب توليد طاقة تصل إلى 745 ميجاوات، والشبكة لا تنتج سوي 584.11 ميجاوات، وهذا يعني أن معدل قطع الكهرباء سيقل كثيرا. أكثر ما لفت إليه التقرير، أن المشكلة الحقيقية لمحطات الكهرباء والتي تؤدي إلى العجز المتصاعد في الشبكة عن تلبية احتياجات الكهرباء هو التوزيع غير العادل لمصادر الطاقة الأولية في الطاقة المنتجة، حيث احتل الغاز الطبيعي المركز الأول بنسبة 71.82% مما يعني أن محطات الإنتاج ستقع تحت ضغوط أي عجز في توفير الغاز، وفي المركز الثاني المازوت بنسبة 22.83%، ثم المائية بنسبة 5.18% وأخير الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والشمس بنسبة 0.47% فقط. الأخطر من ذلك هو احتمالية انهيار الشبكة القومية للكهرباء، وان كان البعض يؤكد أن عملية الانهيار بدأت بالفعل في صيف 2014، مع اقتراب نسبة العجز من حد الأمان وهو 10 آلاف ميجاوات وهي نسبة تقترب من 35%، من القيمة المنتجة، فقد أكد خبراء ومهندسي محطات الكهرباء على أن نسبة العجز في الشبكة القومية للكهرباء وصلت إلى 7411 ميجاوات في الشتاء، موضحين في الوقت نفسه أن معدلات العجز مرشحة للزيادة نتيجة زيادة استهلاك الكهرباء وخروج بعض الوحدات الضعيفة من الخدمة إضافة إلى تأثر محطات أخرى كالنوبارية والجيزة والكريمات وغيرها نتيجة لغياب الصيانة. يأتي ذلك في الوقت الذي اضطرت فيه الشبكة القومية للكهرباء لتخفيض الاحمال إلى 21150 ميجاوات، في حين أن الأحمال المتوقعة للاستهلاك لم تقل عن 23065 ميجاوات بفارق نحو 1915 ميجاوات، وتم إلزام شركات توزيع الكهرباء بقطع التيار عن 8.3% من مناطق الجمهورية وتمت مخاطبة مراكز التحكم لتخفيف 425 ميجا عن القاهرة الكبرى، و260 ميجا عن الإسكندرية، و270 ميجا عن وسط الدلتا، 245 ميجا عن غرب الدلتا، و295 ميجا عن إقليم قناة السويس وسيناء، و230 ميجا عن وسط الصعيد، و190 ميجا عن مصر العليا. الكارثة الحقيقية أن التقرير كشف عن سوء توزيع انقطاع الكهرباء والطاقة عن محافظات ومناطق القاهرة، وان غرفة التحكم والكونترول تقوم بقطع الكهرباء عن المناطق الفقيرة وأن مناطق شبرا الخيمة والوراق وامبابة والمطرية وعزبة النخل والخصوص والمرج وعين شمس وفيصل والهرم وحدائق المعادي وطرة والبساتين وحلوان والمعصرة وأكتوبر، وهي مناطق فقيرة تتحمل نسبة ضخمة من قطع الكهرباء وتخفيف الاحمال قد تصل إلى 65%.