اعتبر سياسيون مصريون، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لمقر الكاتدرائية بالعباسية، لحضور الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وتقديم التهنئة للأقباط، «خطوة شجاعة» تدل على أنه «رئيس لكل المصريين»، وتؤكد تماسك النسيج الوطنى، والوحدة الوطنية، بين فئات الشعب، ووصفوها بأنها «ضربة معلم». ووصف د.إيهاب الخراط عضو الهيئة العليا بحزب «المصرى الديمقراطى»، حضور الرئيس قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية، أمس الأول، ب«الخطوة المهمة»، التي أعلنت للعالم أن الإسلام دين سلام، وعكست الصورة الحقيقية للشعب المصرى المترابط؛ مشيرًا إلى أنه رغم أنها لم تستغرق سوى دقائق معدودة، إلا أنها تعادل مائة مؤتمر صحفى، متوقعًا احتفاء الصحف العالمية والدولية بالزيارة. متفقًا مع الخراط، أوضح د. رفعت السعيد- رئيس المجلس الاستشارى لحزب «التجمع»، أن الرئيس السيسى، رجلٌ صادق في كلامه ووعوده، وأنه الوحيد القادر على تفعيل قانون «دور العبادة الموحد»، معتبرًا أنه يتحلى بالشجاعة والمحبة والروح الإسلامية الصادقة، التي تعرف قيمة الديانات السماوية، وتقدرها وتحترمها. وكشف فادى يوسف المنسق العام لائتلاف «أقباط مصر»، عن أن زيارة السيسى كانت مفاجأة غير متوقعة، أكد بها الرئيس تلاحم الشعب المصرى بعنصريه، مشددًا على أن وجوده بين صفوف الأقباط بالكاتدرائية في احتفالهم بعيد الميلاد المجيد، أثبت أنه فعلًا رئيس لكل المصريين، وأن الخطاب الدينى سواء القبطى أو الإسلامى، سيشهد تغيرًا ملحوظًا في الفترة المقبلة. فيما قال نادر الصيرفى المنسق العام لائتلاف «أقباط 38»، إن زيارة الرئيس للكاتدرائية وتهنئة الأقباط بعيد القيامة المجيد، نقطة تحول في تاريخ مصر، وأنه لم يكن بحاجة إليها ليثبت اهتمامه وحرصه على الأقباط، لافتًا إلى أنه يجب عدم النظر لهذه الزيارة على أنها خطوة سياسية من الدولة تجاه الكنيسة، وإنما كخطوة تؤكد ترابط الشعب المصرى ووحدته، وهو يضعها في الإطار الطبيعى لها. وناشد الصيرفى، الرئيس السيسى، مقابلة ممثلين عن جميع أطياف الأقباط، لمناقشة مشاكلهم، والتعرف على ما يحتاجون إليه، دون الاكتفاء برأى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في مشاكل الأقباط. واعتبر مدحت بشاي رئيس الطائفة العلمانية بالكنيسة الإنجيلية، أن زيارة الرئيس للكاتدرائية أثناء احتفالات الأقباط بعيد القيامة المجيد، كانت «ضربة معلم»، خاصة بعدما أخذ على عاتقه مهمة إصلاح وتجديد الخطاب الدينى، خلال زيارته للأزهر الشريف والكنيسة، وحديثه عن ضرورة التواصل مع النشء، وتشكيل فكرهم حول الأديان بطريقة صحيحة، بدلًا من زرع الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد. وقال بشاى، ل«البوابة»: إن الرئيس لا يقصد تعديل الأديان، وإنما تجديد فكر المتحدثين عن الأديان، من خلال مؤسسات الدين في مصر، والتي يمثلها كل من الكنيسة والأزهر، بهدف تصحيح الفكر التأويلى، لضمان عدم إحداث الفرقة والانقسام في الشارع المصرى. وطالب الرئيس بتحويل رسالته إلى واقع، من خلال إصدار قانون عدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين، وقانون ازدراء الأديان، وتجريم إحداث الفتن عبر الفتاوى المضللة، وإلغاء الأحزاب الدينية، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس للكاتدرائية من شأنها تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي يروج لها البعض.