سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة إسرائيلية تكشف مساندة أمريكا لسرقة التراث العراقي.. شرف: الاحتلال الصهيوني يحاول إخفاء ما يسيء إليه.. نور الدين: يجب أن تخاطب العراق "الأيكوم" حتى تسترد ما سُرق
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، النقاب عن تفاصيل عملية تهريب الآثار والتراث العراقي إلى تل أبيب على أيدي القوات الأمريكية، بعد 5 أعوام من سرقتها، إبان وجود الاحتلال الأمريكي هناك. وأوضحت الصحيفة أن من ضمن الأشياء المهربة نسخة "التوراة" التي كان يستخدمها يهود العراق، ويبلغ عمرها 200 عام، ومكتوبة على جلد الغزلان، والتي زعمت الصحيفة أن النسخة ظلت لأعوام في مخزن السفارة الإسرائيلية بالأردن، ووصلت إلى هناك عن طريق الجنود الأمريكيين بعد أن عثروا عليها في مكاتب المخابرات العراقية بعد اقتحامها بعد احتلال العراق، حيث وجد الجنود عدة نسخ قديمة من التوراة. وأثار تقرير الصحيفة الإسرائيلية التساؤل حول مدى قانونية ما قامت به القوات الأمريكية، والأسباب التي من الممكن أن تلجأ إليها الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل الاستيلاء على الآثار العراقية التي تخص الجانب الصهيوني. وقال أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، إن سرقة التراث العراقي كارثة كبيرة، لأن حضارة العراق من أقدم الحضارات منذ اكتشاف الحضارة الإنسانية التي نشأت في الأساس بالشرق الأدنى، فتلك الحضارات هي التي كانت شعاع انطلاق الحضارة الإنسانية ومهد الديانات السماوية، وهي التي علمت الحضارات الأخرى كل شيء سواء العلوم أو العمران والهندسة وغيرها. وأضاف "شرف"، في تصريحات ل"البوابة نيوز" أمس الأربعاء، أن ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية حول نهب الآثار ما هو إلا مخطط إسرائيلي في الأساس بدعم أمريكي لسرقة كل الآثار الخاصة بهم، ومحو أي أثر يسيء أو حتى يشير إليهم على مر التاريخ، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية حينما دخلت الأراضي العراقية كان الهدف الأساسي لها هو القضاء على تاريخ العراق وإخفاء سجلات اليهود، بدليل ما تعرض له المتحف الوطني العراقي من سرقة ونهب، وإخفاء السجلات والمستندات التي تمت لليهود بصلة، مضيفًا أنه من المفترض حسب القانون أن أمريكا مكلفة بحماية التراث العراقي وإن كانت في غزو على العراق، مؤكدًا أنه يتوقع عودة تراث العراق المنهوب إذا ما تم تصعيد القضية. وصرح الدكتور عبدالحليم نور الدين، عالم الآثار، أنه للأسف حدث كثير من الأمور التي تتعلق بانتهاك التراث العراقي من القوات الأمريكية، متسائلًا: "كيف تجرؤ أمة لا يتجاوز عمرها 600 عام على اقتلاع جذور تاريخ أمة عمرها 8 آلاف عام؟"، في إشارة إلى تلك الانتهاكات التي تعرض لها المتحف الوطني العراقي، منوهًا إلى أن أمريكا ارتكبت جريمة سرقة وأخفت الأدلة التي تظهر الآن من خلال ما أكدته الصحيفة العبرية وكل ذلك من أجل اليهود. وأوضح "نور الدين"، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أنه لا يقتصر الأمر على سرقة نسخة نادرة للتوراة، ولكن الأمر أكبر من ذلك، حيث إن هناك الكثير من القطع الأثرية العراقية سرقت، ما يثير التساؤل حولها، وخصوصًا أن تلك الآثار متعلقة بتاريخ إسرائيل، مثل العديد من القطع الأثرية التي تؤكد سبي بابل لليهود، إضافة إلى وجود لوحة فنية تجسد السبي البابلي لليهود في عهد الملك نبوخذ نصر، والتي يشار أيضًا إلى أنها سرقت وأخذها اليهود. وأشار نور الدين إلى أنه من حق العراق أن تبدي الاعتراض وتشتكي جميع المنظمات الدولية، مثل منظمة المتاحف العالمية "الأيكوم"، ضد ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، خاصة أن الاستيلاء على تلك الآثار ضد القانون، مؤكدًا ضرورة فتح تحقيق دولي بالأمر بمعاونة منظمة الأممالمتحدة لاسترداد تلك المخطوطات والآثار.