سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
2014.. عام ازدهار العلاقات المصرية الأردنية.. زيارات متبادلة لدعم التعاون المشترك.. "عبد الله الثاني" أول زعيم عربي ودولي يزور القاهرة بعد "30 يونيو".. وتطابق وجهات النظر حيال القضايا "الساخنة"
على الرغم من رحيل عام 2014 منذ أيام قلائل، حاملا في طياته الكثير من الأحداث والتحديات الجسام التي عاصرتها شعوب المنطقة، لكنه كان شاهد عيان على نمو وتطور العلاقات المصرية الأردنية بشكل لافت على كل الأصعدة؛ فمصر وقيادتها السياسية وشعبها يتمتعون بمكانة كبيرة لدى الأردن ملكا وحكومة وشعبا. وتجسدت قوة العلاقات بين البلدين في الزيارات المتبادلة للرئيس عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني ومشاركة العاهل الأردني في حفل تنصيب الرئيس في الثامن من يونيو.. كما أنه كان من أوائل المهنئين للرئيس بفوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية؛ وذلك تقديرا منه لمصر وشعبها ورئيسها وأيضا لريادتها في المنطقة العربية. وقام الرئيس السيسي في الحادي عشر من ديسمبر الماضي، بزيارة رسمية إلى الأردن أجرى خلالها مباحثات مع الملك عبدالله الثاني، تناولت العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كما قام العاهل الأردني بزيارة قصيرة إلى القاهرة في الثلاثين من نوفمبر الماضي التقى خلالها الرئيس حيث بحثا آفاق تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى الميادين إضافة إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط. وتعقيبا على هذه الزيارات المتبادلة، يقول وزير الدولة لشئون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الدكتور محمد المومني، إنها تعد دلالة على عمق وقوة العلاقات بين البلدين، وتظهر مدى حرص القيادتين على تبادل الآراء فيما يتعلق بتطورات المنطقة أولا بأول، إضافة إلى البحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين الشقيقتين. ويضيف "إننا في الأردن ندعم مساعي القيادة المصرية في ترسيخ الأمن والاستقرار ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز"، مؤكدا على أن الأردن ملكا وحكومة وشعبا حريصون على أن تعود مصر إلى مكانتها ودورها عربيا وإقليميا ودوليا. أما السفير خالد ثروت، سفير مصر لدى الأردن، فعقب بقوله إن هذه الزيارات تؤكد على المكانة التي تحظى بها القاهرة لدى عمان وتلك التي تتمتع بها المملكة لدى المصريين. وأضاف أن زيارة "السيسي" إلى عمان تؤكد للجميع على أن مصر لم ولن تنسى المواقف الداعمة والمساندة لها من أشقائها العرب في المحنة التي مرت بها وخاصة الأردن الشقيق. وامتدادا لمواقفه الداعمة لمصر، لم ينسَ ملك الأردن خلال زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولقاءاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمسئولين الأمريكيين هموم أشقائه العرب حيث ركز على مصر وفلسطين والعراق وسوريا وليبيا. وأكد أهمية الدور المصري في استقرار المنطقة وضرورة تمكينها من القيام بدورها المحوري ومساعدتها على تجاوز مختلف التحديات. وهذا الموقف المشرف ليس غريبا على العاهل الأردني، فهو كان أول زعيم عربي ودولي يقوم بزيارة القاهرة بعد ثورة 30 يونيو؛ للتأكيد على أن المملكة تقف وتساند وتدعم خيارات الشعب المصري. وحول مواقف الدولتين إزاء قضايا المنطقة. فيتطابق الموقف المصري والأردني حيال ضرورة التصدي للإرهاب حيث يؤكد زعيما البلدين على أهمية وجود منهج استراتيجي شمولي وتشاركي بين مختلف الأطراف في التصدي لهذه الظاهرة ومن يمارسها باسم الإسلام، وهو منها براء، وأهمية العمل على إظهار الصورة السمحة للإسلام وتعاليمه التي تنبذ العنف والتطرف وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر. وفيما يتعلق بعملية السلام.. يدعو الزعيمان جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة للعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتذليل جميع العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات، وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وبالنسبة للأزمتين السورية والعراقية.. يؤكد زعيما البلدين على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية ينهي معاناة الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة سوريا وعلى ضرورة تعزيز الوفاق الوطني بين مختلف مكونات الشعب العراقي ودعم جهود الحكومة العراقية في محاربة التنظيمات الإرهابية. وتحظى قضية فلسطين بمكانة خاصة لدى البلدين فمصر هي بمثابة الرئة لأهالي قطاع غزةوالأردن هو الرئة لأهالي الضفة الغربية.. وانطلاقا من هذه المكانة قام وزير الخارجية سامح شكري بعد ساعات قلائل من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة بزيارة سريعة إلى الأردن، التقى خلالها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ونظيره الأردني ناصر جودة؛ للبحث في مستجدات المنطقة لا سيما التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة والأزمتين السورية والعراقية. وفيما يتعلق بأبرز الأنشطة الاقتصادية.. وقع الجانبان المصري والأردني في التاسع من ديسمبر الماضي بعمان على مذكرة تفاهم بالأحرف الأولى في المجال النووي، وذلك في إطار سعي البلدين الشقيقين لتفعيل التعاون القائم من أجل تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.. حيث تضمنت التعاون في البحث والتنقيب عن الخامات النووية واستكشافها واستغلالها واستخلاص اليورانيوم من خامات الفوسفات واستخدام الطاقة النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والبحوث الأساسية والتطبيقية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية باستخدام المفاعلات البحثية والمسارعات. وفي 22 مايو.. افتتح السفير خالد ثروت الدورة العاشرة لمعرض المنتجات المصرية في الأردن، قائلا "إن هذا المعرض يعد تأكيدا على قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين"، مضيفا "أن العلاقات السياسية المتميزة بين مصر والأردن تنعكس بدورها على التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما". كما انطلقت في منطقة البحر الميت في النصف الثاني من ديسمبر الماضي أعمال الدورة الثامنة عشرة لمجلس الأعمال المصري الأردني المشترك برئاسة كل من المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، ونظيره الأردني حمدي الطباع، وبحضور السفير خالد ثروت، ورئيس المكتب التجاري الوزير مفوض تجاري محمد عبدالله. والتأمت اجتماعات الدورة الرابعة والعشرين للجنة الأردنية المصرية العليا المشتركة في القاهرة خلال الفترة من 8 إلى 11 فبراير الماضي برئاسة رئيسي وزراء البلدين وناقشت عددا من الملفات الاقتصادية والسياسية العديدة. ووفقا لرئيس المكتب التجاري بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والمملكة بنهاية العام 2014 نحو 900 مليون دولار مقابل 850 مليونا خلال 2013، منها 770 مليونا لصالح الجانب المصري مقابل 80 مليونا لنظيره الأردني.. متوقعا أن يبلغ حجم التبادل التجاري خلال 2015 مليار دولار أمريكي. وعلى الصعيد الثقافي.. افتتح السفير خالد ثروت وحرمه السيدة داليا ثروت، في السادس والعشرين من مايو الماضي، أول معرض فني مصري في عمان بعنوان "يحدث الآن.. من الفن المصري المعاصر" وذلك بجاليري "نبض" الكائن في أحد الأحياء التاريخية بعمان، واستمر حتى الثاني من يوليو الماضي وتضمن لوحات لستة فنانين مصريين من اتجاهات وأعمار مختلفة. والفنانون الستة هم: محمد أبوالنجا، وعصام معروف، وأحمد الشاعر، وإبراهيم محمد خطاب، وأحمد طلال، وشيماء كامل؛ حيث أظهرت تجاربهم الفنية خلال السنوات الأخيرة عمق الرصد والتعبير لكل ما حدث وما زال يحدث بمصر. وعلى الصعيد الرياضي.. انطلق من القاهرة في الثالث عشر من يونيو الماضي وحتى العشرين من الشهر ذاته (رالي تحدي عبور بلاد العرب الأول) وذلك بمشاركة 12 شخصا من مصر وألمانيا ورومانيا وسلطنة بروناي، حيث قطع المشاركون مسافة قدرها 2300 كم خلال ثماني مراحل. وقد انطلقت المرحلة الأولى من الرالي - أقيم تحت رعاية وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ونادي الدراجات النارية الملكي في عمان - من القاهرة إلى نوبيع وقطع المشاركون خلالها 640 كم في ثمان ساعات.. أما الثانية من نوبيع إلى العقبة وكانت عبر العبارة.. فيما كانت الثالثة من العقبة إلى البتراء ثم الكرك ومسافتها 315 كم.. والرابعة من الكرك إلى عمان وبلغت 130 كم. وبدأت المرحلة الخامسة من عمان إلى البحر الميت مرورا بجرش لقطع مسافة 170 كم.. أما السادسة فهي من البحر الميت إلى العقبة ثم إلى نوبيع في زمن قدره 4 ساعات ومسافة 280 كم فيما تبدأ السابعة من نوبيع إلى شرم الشيخ بمسافة 150 كم.. والثامنة والأخيرة من شرم الشيخ إلى الجيزة لقطع مسافة قدرها 585 كم في 7 ساعات ليكون ختام الرالي البالغة مسافته نحو 2300 كم عند سفح الأهرامات.