مع دخول عيد الفطر المبارك، يشهد مسرح الطليعة وميامي موجة مسرحية احتفالية بثورة الثلاثين من يونيو، أقرب ما تكون بالشماتة الفنية على روح “,”الجماعة“,” الحاكمة سابقًا، السياسية إن جاز التعبير. فمن جانبها، تستقبل خشبة مسرح ميامي إعادة عرض “,”المحروسة والمحروس“,”، المسرحية التي تشمت بتضمينها لإسقاطات فنية على الواقع السياسي المضطرب في مصر، خاصة في فترة حكم “,”المخلوعة“,”، ممن ركبوا موجة الثورة بنقاب الدين والزيت، حتى استحكمت حلقات الاستيطان الفكري منهم ليسيطروا على كل مقاليد “,”المحروسة“,”، ليتوالى الفشل تلو الآخر في سياستهم المتشددة، دافنين شرف يناير في تراب اللحى، وما آل إليه حال “,”المحروس“,” الذي ظن أنه امتلك في يديه مفاتيح المحروسة خلف ستار الدين، حتى تم عزله ومن معه، وذلك عبر حكايتها المبنية على قصة شجرة الدر بأسلوب مختلف في محتواه الدرامي، بتسليط الضوء على حكاية وصيفتها وخادمتها، التي انتقلت لفتح خانة بالعراق تقوم فيها بتمثيل قصة مقتل شجرة الدر كل ليلة للجمهور، مبرزًا فيها كيف أن المستعصم بالله قد حال بفتواه المانعة لشجرة الدر من حكم مصر، رغم استحقاقها لكرسي المحروسة وقدرتها على هذا المنصب. فمن خلال محورية قصة العرض المتراكبة تزرع المسرحية فكرة أن المحروسة أكبر بكثير من جشع أي محروس يريد أن يستولي عليها أيًا كانت حجته أو قوة حاشيته، وكل ذلك خلال عرض مسرحي استعراضي غنائي يحمل في طيات فصوله وجبة موسيقية مسرحية دسمة. في حين ترمي خشبة مسرح الطليعة شباك عرضها الجريء “,”عاشقين ترابك“,”، الكباريه السياسي المسرحي الذي عانى الأمرين في عهد الجماعة، لتناولها لسوءات طمعها في السلطة في أوج قوتها ونفوذها بعد استيلائها على الكرسي بركوبها موجة الثوار، وتعرضت لعدة ضغوطات من الرقابة لمنعها من العرض عدة مرات، نظرًا لاحتوائها على بعض الألفاظ والاسقاطات التي تهين الذات الإخوانية. الكباريه المسرحي المتناول لوقائع سياسية متناقضة في عهد النظام المتأسلم البائد، من خلال أسلوب الكباريه السياسي الساخر، ليضيف عبق الكوميديا على مآسي الفشل الإداري البحت في زمن الإخوان، وذلك عبر تجسيده لثماني لوحات مسرحية تترجم بطريقة فنية عدة قضايا هزت عرش “,”المحظورة“,” في عز سلطويتها، بدءًا بثورة يناير وما فعلته وافتراضية لو لم تقم، والثورة المضادة وصراع الأحزاب والجماعات الدينية وما آلت إليه الثورة من انفجار ماسورة التيارات الفكرية المختلفة، بجانب تسليط الضوء على كيفية إدارة الانتخابات ونظرية الاستبداد ومنظومة أمن الدولة الفاسدة، بجانب تضمين طيات ارتجاليتها الفنية لتشويه ذوي اللحي للدين باستخدامها إياه كقناع سياسي. تبدأ هذه الشماتة المسرحية بمسرح ميامي ببداية عرض “,”المحروسة والمحروس“,” من ثاني أيام عيد الفطر المبارك، في حين تبدأ ليالي عرض “,”عاشقين ترابك“,” على خشبة الطليعة من ثالث أيام العيد. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA