جمعت كراهية حسنى مبارك، الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، وأمير قطر السابق، حمد بين خليفة.. ف«الأستاذ» عند الرئيس الأسبق «لا يعمل إلا من أجل مصلحته».. أخذ «مبارك» من كتاب «خريف الغضب» عبرة فأبعده عنه. أما «حمد» فلم ينس محاولات مبارك، بالتعاون مع بعض القادة العرب، مواجهة انقلاب «الابن» على أبيه «الشيخ خليفة»، فسكنت الكراهية فى نفسه. سعى الاثنان ل«إذلال» حسنى مبارك، بعد «25 يناير» حيث أغضبهما بقاؤه خارج السجن، فحرضا ضده حتى جرى نقله إلى السجن من مستشفى شرم الشيخ. العلاقة بين الطرفين تعود إلى 2005، حين وقع «هيكل» عقدًا مع «الجزيرة» للظهور على شاشتها أسبوعيًا.. بعد ذلك تعمقت العلاقة بينهما، فأصبح «حمد» بالنسبة إلى «هيكل» صديقا كبيرا تشغله قضايا أمته. هنا نعرض أجزاءً جديدة حول حرب شنها الاثنان ضد «مبارك»، ونسترجع تفاصيل تعاقد «هيكل» مع «الجزيرة»، ودور الناشر إبراهيم المعلم فى هذه الصفقة. كراهية الرئيس الأسبق جمعت «الصحفى» و«الأمير» مكالمة بين أمير قطر السابق و«الأستاذ» ذهبت ب«مبارك» إلى السجن بعد تصريح «بؤرة شرم الشيخ» «هيكل» و«حمد» خطّطا لإبعاد مصطفى الفقى وتعيين نبيل العربى «عديل الأستاذ» أمينًا ل«الجامعة العربية» 7 مليارات دولار تهدد بحبس «هيكل».. وعاصم الجوهرى: «عيب تاخد معلوماتك من قصاصات الصحف» قصة الظهور على «الجزيرة» لعب إبراهيم المعلم، صاحب «الشروق»، الجريدة والدار، دورًا محوريًا فى علاقة «هيكل» بقطر، تحديدًا فى «صفقة» ظهور «الأستاذ» على شاشة «الجزيرة»، ليتحدث أسبوعيًا تحت عنوان «تجربة حياة». أراد «هيكل» أن يحمى نفسه من تهمة «القبض المباشر» من النظام القطرى، لاسيما فى ظل «بوادر» تدهور العلاقة بين نظامى حسنى مبارك وحمد بن خليفة، فعهد إلى «المعلم» بإنهاء العقود. أسس «المعلم» شركة «وهمية»، ووقع مع «الجزيرة» عقدًا يقتضى بظهور «هيكل» على شاشتها أسبوعيًا، فيما وقع «هيكل» مع «المعلم»، ليتسلم «الأستاذ» ما يخصه من المال القطرى، ويحصل «الوسيط» على «عمولة مناسبة». قبل أن يظهر «هيكل» على شاشة «الجزيرة» كان له رأي محدد فى سياسة القناة، فهى «تعمل على التطبيع مع الكيان الصهيونى، وأداة فى يد إسرائيل ضد خصومها»، لكن بعد أن «تعاقد» تراجع عن اتهاماته السابقة ل«الجزيرة»، ليقول فى حوار مع جريدة «البيان» الإماراتية: «كانت لى تحفظات سابقة عليها، وهى أن للقناة خطًًا يقترب من التطبيع مع إسرائيل، لكن هذا أصبح فى كل المحطات، كما أن (الجزيرة) لكى تنجح وتأخذ جماهير أكثر أخذت مواقف أكثر تقدمًا، ولعبت دورًا أكبر فى حرب العراق». برر «هيكل» لنفسه الظهور على «الجزيرة».. فإذا كانت القناة تطبع مع إسرائيل، فكل القنوات تمارس نفس «الجرم»، ومن هنا ف«الظهور مباح طالما وزع الجرم على كل القنوات». فى السادس من مايو عام 2013، ألقى «هيكل» محاضرة فى فرع جامعة «جورج تاون» فى الدوحة، تحت عنوان: «الخليج: صباح بعد غد»، فى حضور «حمد» و«موزة». أعرب «هيكل» فى بداية حديثه عن امتنانه ل«وجود صاحب السمو أمير قطر (حمد بن خليفة) وصاحبة السمو (الشيخة موزة بنت مسند) فى الصف الأول»: «إننى شديد العرفان لفضلك سمو الأمير أن وجدتم الوقت لتحضروا معنا هذه الليلة فى هذه القاعة، إننى شديد العرفان أيضًا لوجود سمو الأميرة بجانبكم مع أن حضورها لم يفاجئنى فنحن جميعًا فى ضيافتها هذه الليلة باعتبارها راعية لمؤسسة قطر، وقائمة على رسالة علم وتنوير كرست لها جهدًا بغير حدود وإخلاصًا بغير نظير». رأى «هيكل» أن حضورهما رغم مشاغلهما أمر يستحق الشكر: «إننى سمو الأمير أعرف عن شواغركم ومشاغلكم ما يكفى لاستيعاب كل وقتكم وكامل تركيزكم سواء مشروعكم القطرى أو شواغركم ومسئولياتكم العربية أو ارتباطكم الوثيق بهموم الأمة». فى نفس المحاضرة المسجلة «صوت وصورة»، قال «هيكل» عن «حمد» إنه «محب لمصر إلى درجة العشق»، وإنه لمس ذلك قولًا وفعلًا.. لم يتوقف الثناء عند هذا الحد، بل وصف «حمد» ب«صديقى الكبير صاحب السمو». لا يخفى «هيكل» علاقته بأمير قطر السابق وزوجته، فقد ذكر فى إحدى حلقاته: «مصر أين؟ ومصر إلى أين؟» مع الإعلامية لميس الحديدى أن «لديه صداقة مع أمير قطر والشيخة موزة»، مضيفًا: «أعتقد أننى لن أتغير معهم.. أنا ناقد لسياسة قطر، وقد تكلمت فيها ولم أخف رأيى مطلقًا». تتبدى قوة العلاقة بين «الأمير الأب» و«الأستاذ»، فيما ذكره الكاتب الصحفى محمد الباز، من أن «حمد» همس ل«هيكل» وهما فى قصر الحكم بالدوحة بما يمكن وصفه ب«السر المخابراتى». أخبر أمير قطر السابق «هيكل» بأنه «مول ثورة 25 يناير دعمًا للديمقراطية»!.. دع عنك حديث «حمد» عن الديمقراطية. رد «هيكل» على الأمير بأن «أمواله التى أرسلها إلى الثوار ذهبت فى الغالب إلى سماسرة ووسطاء لا شأن لهم بتحريك المظاهرات، أو تمديد الاعتصامات». ما قاله «هيكل» عن قطر قبل «30 يونيو» يخالف كل ما قاله بعد «30 يونيو»، فإذا كان «الأمير مشغولا بقضايا أمته ومحبا لمصر إلى درجة العشق» قبل «30 يونيو»، فإن «قطر سعت لتقويض نظام ما بعد 30 يونيو». أطلق «هيكل» مدافعه تجاه قطر لا نرفض ذلك وإنما ينطلق الأستاذ من قاعدة انتقامية، فتحدث مع لميس الحديدى عن كون الدوحة «جزءا من مشروع أمريكى تركى إخوانى لم يستسلم بعد». كان الحديث الأخير مع لميس الحديدى بعد إعلان الديوان الملكى السعودى قرب «المصالحة» بين مصر وقطر.. تحدث هيكل عن كون الدوحة «لم تستسلم بعد»، وأن قرارها بإغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر» جاء لمصلحتها وليس خطوة ل«تهدئة الأجواء مع مصر»، فقطر كما قال «تستعمل الإخوان المسلمين فى إطار لعبة كبيرة فى المنطقة»، و«إغلاق الجزيرة مباشر مصر خطوة على طريق استعمال وسائلهم الخطرة ضد مصر من بعيد». 3 مشاهد من بطولة الأمير بعد ثورة «25 يناير» تزايد الدور القطرى داخل مصر.. بحسب ما قاله الأمير، فهو دفع الكثير دعمًا ل«25 يناير»، ولابد من «رد الجميل» إذن. أول المشاهد التى ظهر فى خلفيتها حمد بن خليفة، كان على هامش ما جرى فى اختيار الأمين العام لجامعة الدول العربية، فقد دفعت قطر بمرشح من جانبها هو عبدالرحمن العطية، الأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجى. لم تكن قطر جادة فى أمر ترشحها، لكنها أرادت أن تتحكم فى المرشح المصرى الذى تريده، وعندما تقدمت مصر بمرشحها، وكان الدكتور مصطفى الفقى، لم تتحمس له قطر. وجدت قطر من يساعدها فى الإطاحة ب«الفقى»، وتصعيد الدكتور نبيل العربى، أمينًا عامًا للجامعة، وهنا يظهر دور حسنين هيكل، الذى اتصل بالأمير شخصيًا لدعم «العربى».. ولمن لا يعرف فهيكل ونبيل عديلان. فى المشهد الثانى، انطلق «هيكل» من «الكراهية».. تحدث بعد تنحى حسنى مبارك عن الحكم عما وصفه ب«بؤرة شرم الشيخ».. لم يكن الحديث خالصًا لوجه الله، وإنما يظهر الأمير فى الخلفية. سبقت هذه التصريحات مكالمات تليفونية بين «الأستاذ» و«الأمير»، تناول الأوضاع بعد ثورة «25 يناير»، أعرب «حمد» عن سعادته ب«مصر الجديدة»، وإنهاء «الطغيان»، وتبادلا طرف الحديث حول إدارة الجيش للمرحلة الانتقالية، والإجراءات المنتظرة وقتها لنقل السلطة إلى «جهة مدنية». دار حديث حول ملف «النظام القديم»، ألقى «حمد» ل«هيكل» بمعلومات حول اتصالات بين «مبارك» وعدد من الشخصيات العربية والإسرائيلية، تضمنت فى معظمها سبل إثارة الأوضاع فى مصر بعد «25 يناير». أمسك «هيكل» بطرف الحديث، وخرج فى برنامج «مصر النهارده» مع الإعلامى محمود سعد، بتاريخ 20 فبراير 2011، ليصف «منتجع شرم الشيخ بأنه مكان نموذجى لحماية رأس الدولة البوليسية، فهو مدينة مطلة على البحر وبها مطار، بعيدة عن العمران المصرى وعن سيطرة الجيش، قريبة من إسرائيل ومن القوات الأمريكية فى سيناء». بالفعل جرى نقل «مبارك» بفترة بعدها إلى السجن، لكن تحالف «هيكل حمد» يريد «شماتة إلى أقصى حد».. خرج «هيكل» فى حوار مطول مع جريدة «الأهرام»، ليتحدث عن أن ثروة «مبارك» تقدر بنحو 7 مليارات دولار. لم يمر الأمر مرور الكرام، استدعى جهاز الكسب غير المشروع «هيكل» لسؤاله عن حقيقة ما ذكره فى حوار «الأهرام».. ذهب «هيكل» إلى الجهاز، وتولى المستشار خالد سليم التحقيق. بدأ «سليم» فى طرح أسئلته على «الأستاذ» الذى لم يجد من المستندات ما يدعم كلامه.. قال إنه استند إلى ما ذكره فى حوار الأهرام إلى بعض التقارير التى نشرتها الصحف الأجنبية. أصر المستشار خالد سليم على أن يصدر قرارًا بحبس «هيكل»، إلا أن تدخل المستشار عاصم الجوهرى، رئيس جهاز المكسب غير المشروع وقتها، أنقذ الكاتب من السجن، لكنه سخر من معلوماته بعدها حين قال: «الكاتب الكبير يجمع معلوماته من قصاصات الصحف».