سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفاجآت التصويت على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.. حجاج: عدم تصويت نيجيريا ورواندا لصالح فلسطين مخيب للآمال.. خبير: إفريقيا أصبحت ساحة للحرب بين العدو الصهيوني والعرب
شهد التصويت على القرار الفلسطيني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي أمام منظمة الأممالمتحدة عددًا من المفاجآت التي قلبت موازيين العلاقات على الساحة الدولية، ما بين شركاء أوربيين أثبتوا نفاقهم الواضح لإسرائيل والتخلي عنها في المحافل الدولية، وبين موالين متوقعين للعرب تخلوا عن القضية الفلسطينية وامتنعوا عن التصويت لصالحهم نتيجة للتوغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية وممارسة الولاياتالمتحدةالأمريكية لضغوط قوية حتى تخرس هذه الأفواه قبل أن تنحاز للفلسطينيين. ففي الوقت الذي أدهشت فيه فرنسا الجميع بالتصويت الواضح لصالح إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما صدم الجانب الإسرائيلي إلى حد أفضى إلى استدعاء السفير الفرنسي احتجاجًا على موقف الحكومة الفرنسية، لم تجد الدولتين الأفريقيتين نيجيريا وروندا غضاضة في الامتناع عن التصويت في محاولة لخلق نوع من التوازن بين مصالحها مع الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، وما بين محاولتها الاحتفاظ بشعرة معاوية مع العرب والمسلمين. واتفق عدد من الخبراء على أن موقف نيجيريا وروندا المخيب للآمال العربية جاء نتيجة للتوغل الإسرائيل العميق داخل القارة الأفريقية، والذي تقوم به حكومة الاحتلال تجنبًا للتصويت ضدها في المحافل الدولية ولتجنيبها مثل هذه المواقف بكسب المؤيدين والموالين المتوقعين للعرب وللقضية الفلسطينية. واعتبر الخبراء أن تصويت فرنسا لمصلحة مشروع القرار الفلسطيني يعتبر تحولًا خطرًا يظهر نوايا الجانب الفرنسي تجاه إسرائيل، بينما خذل موقف نيجيريا الامتناع عن التصويت لمصلحة مشروع القرار الفلسطيني، الجانب الفلسطيني، ولا سيما أنه صادر عن أطراف ظنتها صديقة ولا خوف منها. ومن جانبه، علق الوزير الإسرائيلي من حزب ليكود، يوفال شتاينتس، صباح اليوم، على التصويت أمس في الأممالمتحدة قائلًا إن الحقيقة أن دولتين صديقتين، بريطانياوفرنسا، لم تصوتا ضد القرار الفلسطيني وهو مؤشر مقلق من ناحية إسرائيل، وتدل على تحوّل أوربي في تعامله مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولا سيما فقدان الثقة لدى الأوروبيتين في المفاوضات المباشرة. وأضاف أن على الحكومة الإسرائيلية تجميد الأموال المحولة لخزنة السلطة ردًا على خطواتها أحادية الجانب. وفي الجانب الفلسطيني، اعتبرت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي، في بيان صادر عنها اليوم، أن امتناع نيجيريا عن التصويت لمصلحة القرار الفلسطيني في مجلس الأمن بمثابة خذلان كبير للقضية الفلسطينية، وتراجع غير محمود في الموقف التاريخي النيجيري الداعم للقضية الفلسطينية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعًا طارئًا في وقت لاحق لمناقشة الخطوات التالية، موضحًا: "نحن نعتقد بقوة أن الدبلوماسية، بما في ذلك الانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية هي حق للشعب الفلسطيني، لدينا خطوات فورية سنعلنها في المستقبل، فلسطين ستنضم رسميًا إلى المحكمة الجنائية الدولية". وصرح الوزير تساحي هنغبي، من حزب ليكود، الحزب الحاكم في إسرائيل، إن المساعي الفلسطينية الرامية إلى عزل إسرائيلي دوليًا فشلت، فيما تكللت المطالب الإسرائيلية بالعودة إلى مفاوضات مباشرة بالنجاح. وكان مجلس الأمن قد فشل الثلاثاء في تمرير مشروع قرار عربي يهدف إلى وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، حيث لم يحصل مشروع القرار سوى على تأييد 8 دول أعضاء في مجلس الأمن: الأردن، الأرجنتين، روسيا، الصين، فرنسا، لوكسمبورغ، تشاد، تشيلي، بينما عارضت القرار كل من الولاياتالمتحدة وأستراليا، وامتنعت 5 دول عن التصويت، هي: بريطانيا، لتوانيا، كوريا الجنوبية، روندا، نيجيريا. وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الدبلوماسية الإسرائيلية حققت إنجازًا كبيرًا يتمثل في فتح آفاق جديدة في أفريقيا تعتمد عليها في المستقبل بعد استجابة روندا ونيجيريا لطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإسقاط المشروع الفلسطيني المقدم، وأضافت أن إسرائيل من خلال التصويت كشفت النفاق الأوربي لإسرائيل من خلال التصويت السلبي للدول الاتحاد مثل فرنسا ولوكسمبرج.