حزمَ الشاب الغزيّ عبد الله سالم (21) عاماً “,”أمتعة“,” مهنة بيع المشروب الرمضاني “,”تمر هندي“,”، في أواخر أيام شهر رمضان، ليفسح مجال العمل أمام مهنة العيد التي لم يتبقَ لها إلا أيام معدودات فقط.. فعقد عزمه للذهاب إلى سوق الزاوية وسط قطاع غزة، لشراء الألعاب البلاستيكية وبعض “,”السكاكر“,” و“,”المقرمشات“,” للأطفال . وأعتاد سالم وضع طاولة صغيرة أمام منزله قبل كلّ عيد، ليضع عليها بعض ألعاب مختلفة ومأكولات الأطفال بأصنافها المتنوعة، فهذه المهنة “,”الصغيرة“,” في أيام العيد لم تفارقه منذ خمس سنوات . وقال سالم:“,” تشكل لي هذه المهنة الصغيرة دخلا جديداً، فأرسم من خلال هذا المشروع البهجة على وجوه الاطفال بعد اقتنائهم ألعاب بأسعار منخفضة، كما تشكل لي دخلاً جديداً لأيام قليلة “,”. وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر بقطاع غزة، يشهد عيد الفطر بروز عدة مهن صغيرة تشكل دخلا اقتصاديا جديداً للعائلات الفقيرة فتسهم بتأمين مصدر “,”جيد“,” للدخل لممتهنيها . وحسب المركز الفلسطيني للإحصاء المركزي، بلغت نسبة الفقر في الضفة الغربية 18.7٪ فيما سجلت 39% في قطاع غزة . وأوضح سالم أن اقبال الاطفال على شراء الألعاب والسكاكر يزداد في أول أيام العيد بشكل يزيد من دخله وتدر عليه مبلغ لا بأس به، ليعوض “,”خسارة“,” آخر أيام رمضان حيث يقلّ اقبال الصائمين على شراء العصائر . ومن بين مهن العيد تطل علينا مهنة “,”تأجير الخيل“,”، فتنتشر خلال العيد ظاهرة ركوب “,”الحن ط ور“,” و“,”الخيول“,” و“,”الجمال“,” في الشوارع وبالقرب من بحر غزة . وتعتبر هذه المهنة وسيلة يلجأ إليها شباب قطاع غزة للترفيه عن أنفسهم، حيث يهربون من الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المتردي بهذه الأساليب الترويحية . وتؤمن هذه المهنة مردوداً جيداً لأصحاب هذه الحيوانات، حيث يتراوح المردود الذي يدره ركوب أي “,”حيوان“,” من المذكورين آنفاً للشخص الواحد ما يقارب من (1 إلى 2) دولار . وأمام منزله، نصب الطفل عارف (16) عاماً “,”أرجوحة“,” صغيرة ذات الأربعة مقاعد، فيجلس على كلّ مقعدٍ طفلين اثنين، وقال عارف:“,” نصبت هذه الأرجوحة قبل العيد بأسبوع، كنوع من التجهيز، إلا أنني لن أعمل عليها إلا صباح أول عيد حتّى لا أضيّع بهجة الأرجوحة وفرحة الأطفال بالعيد “,”. وأضاف عارف:“,” رغم بساطة هذه الألعاب إلا أن الأطفال يقبلون عليها بشكل كبير في أيام العيد، والعيدية هي المحرك الأساسي لهذه الألعاب، فبعدما يهدى أحد الأطفال عيديته، يسرع ليلعب بالأرجوحة “,”. ولم تكن أرجوحة عارف الوحيدة التي نصبت في طرقات قطاع غزة، بل إن مشروع “,”الأرجوحة“,” باتَ ظاهرة يعرف بها عيد غزة، حيث يتهافت الأطفال في الاقبال على الأراجيح وغيرها من الألعاب التي تنصب على أطراف الشوارع وفي الساحات، خاصةً أولئك الأطفال الذين لا يسمح لهم وضعهم الاقتصادي في ارتياد “,”الملاهي “,”. وبالتنقل بين مظاهر استقبال الغزيين لعيد الفطر والتحضير لاستغلال فرصة تنشيط المشاريع الصغيرة، حيث فضل المواطن أبو عبد الله الخطيب أن يطلق مشروعه “,”الصغير“,” الذي يعتمد على تحضير كعك العيد في المنزل، من قبل أفراد الأسرة المتمثلة بالزوجةِ والأبناء، ومن ثم توزيعه على المحال التجارية لعرضه للبيع . وقال الخطيب:“,” بالرغم من أن المشروع صغير إلا أنه ناجح، يكلفنا كيلو الكعك حوالي 15 شيكلاً، نحن نوزع الكعك بعد اعداده على المحال التجارية، أو تأتينا عائلات توصي بقدرٍ معينٍ من الكعك بأنواعه المختلفة “,”. وتراجعت الظروف الاقتصادية لسكان قطاع غزة بعد انقضاء (7) سنوات من الحصار البري والبحري والجوي الإسرائيلي على منافذ القطاع، وقد نتج عن الحصار تعطل المصانع وزيادة نسبة البطالة لتتجاوز ال 39% لتصبح أعلى نسبة بطالة في العالم، وزيادة نسبة الفقر بالقطاع لتصل إلى 40 %.. الأناضول