أكدت مصادر من داخل الإخوان المسلمين على أنه أمس الأول جرت عدة اتصالات سرية بين المجلس العسكري والجماعة، مفادها عرض العسكري على الإخوان قبول الإعلان الدستوري المكمل وحل مجلس الشعب، مقابل إعلان الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية، وبرر ذلك بوجود ضغوط خارجية يتعرض لها للحفاظ على توازنات في السلطة لكي لا ينفرد بها فصيل واحد، إلا أن مكتب الإرشاد رفض هذا وأصدر قراراً للمكاتب الإدارية بالاعتصام في ميدان التحرير وكافة ميادين مصر وعدم تركها نهائياً. وقالت المصادر إن العسكري عاود الاتصال مرة أخرى وطلب لقاء المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، بعد قرار الاعتصام، لكنه رد بأنه مشغول، وهذا هو السبب في الأنباء التي ترددت، مساء أمس الأول، حول لقاء جمع الشاطر وقيادات العسكري. وكشف صابر أبو الفتوح، عضو مجلس الشعب المنحل، عن وجود ضغوط بالفعل من المجلس العسكري على الإخوان، بقبول الإعلان الدستوري المكمل وحل مجلس الشعب، مقابل إعلان دكتور محمد مرسى رئيساً، وإذا رفضوا سيعلن فوز الفريق أحمد شفيق بالمنصب، مؤكداً أن هناك تصعيداً من العسكري والتهديد باعتقالات لقيادات الجماعة. وأضاف قائلا: "العسكري يخطط حالياً لانقلاب في شكل دستورا، وهذا مرفوض، لذلك سنظل في الميادين ولن نتركها حتى يستجيب للإرادة الشعبية وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وقرار الضبطية القضائية وتسليم السلطة للرئيس المنتخب بأصوات صحيحة، كما إننا نرفض مساومات المجلس العسكري، وعليه أن يحترم كلمته ويسلم السلطة فى 30 يونيو بصلاحيات كاملة للرئيس المنتخب، على أن تضع الجمعية التأسيسية الحالية الدستور دون وجود ميزات لهم". وشدد في ختام حديثه على أن الإخوان لا تخشى الاعتقالات والقتل وأي عمل يهددوننا به. كما وعلق الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة قائلا :"المجلس العسكري يريد من خلال تمرير الإعلان المكمل استعادة كل شيء: أولاً السلطة التشريعية بحل البرلمان، ثم التنفيذية من خلال تقييد صلاحية الرئيس في التعامل مع الوضع الأمني الداخلي، وأيضاً السلطة الدستورية من خلال حل وتشكيل وتدخل في أعمال الهيئة التأسيسية، ومن ثم فإن هذا الإعلان يعنى بقاء السلطة شبه كاملة في يد العسكر". مضيفا : "تعمد تأجيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية أو الشائعات المستمرة بإمكانية تغيير النتيجة هى ضغوط ومساومة من طرف واحد لتمرير الإعلان الدستوري المكمل وهو ما لن نقبل به". وقال على خفاجي، المتحدث باسم حملة الدكتور محمد مرسى: "إن نزولهم للتحرير ليقولوا لا للإعلان الدستورى، ولا لبطلان مجلس الشعب، ولا لتشكيل المجلس العسكرى الجمعية التأسيسية للدستور" موضحاً أنهم أحضروا الخيام للاستمرار حتى تنفيذ كل هذه المطالب. وقال إسلام فارس، عضو لجنة إعلام الإخوان فى حلوان: "هناك تكليفات جاءتهم بالبقاء فى التحرير، والتصدي لأي محاولات لفض الاعتصام بالقوة حتى إذا ضربنا المجلس العسكري بالسلاح النووي، وطلب منا أن يكتب كل واحد منا وصيته، وإذا كان لدى أحد دَينٌ فليسدده، لأنه ربما لا يعود أحد منا مرة أخرى إلى بيته".