ولاية جوجرات الهندية عدد سكانها 60 مليون نسمة تقريبًا، كانت عاصمتها أحمد أباد أكبر مدنها، وسابع أكبر مدن الهند (عدد سكانها 6 مليون نسمة تقريبًا)، تقع شمال غرب الهند، أسسها السلطان المسلم أحمد شاه في عام 1412م كعاصمة لمملكة جوجرات. إلا أن الهندوس حوَّلوا العاصمة إلى غانديناغار -بجوار أحمد أباد- التي سميت على اسم المهاتما غاندي؛ كونه ولد في مدينة بوربندر الساحلية. هذه الولاية يحكمها حاكم هندوسي متطرف هو نارندرا دمودرداس مودي (62 عامًا)، ينتمي للحزب الهندوسي المتطرف بهارتيا جاناتي، اشتُهر "مودي" بقيادته لعصابات الهندوس التي هدمت مسجد بابري سنة 1992م، الذي بناه الملك المسلم "بابر" بأيوديا. وكان "مودي" تولى منصب رئيس الوزراء في الولاية في 17 أكتوبر 2001م، وفي عام 2002م قام الهندوس بإحراق 3000 مسلم وهم أحياء!! وتؤكد المعلومات المتوفرة أن "مودي" أصدر تعليماته للشرطة بعدم التدخل والسماح للهندوس بالانتقام من مسلمي جوجرات، فقام الهندوس بإحراق المسلمين بوحشية، بل إن الشرطة شاركت في تأجيج أعمال العنف. ومنذ ذلك الحين يتم عرقلة محاولات معاقبة الجناة، بحسب منظمة هيومان رايتس ووتش. ومنذ ذلك اليوم ومسلمو جوجرات مشردون، ولا يستطيعون الحصول على قروض مصرفية، ولا يحظون بفرصة في التعليم أو الوظائف الحكومية، بحسب علماء اجتماع. ورفضت الحكومة تزويد السكان المسلمين بالاحتياجات الأساسية. وقال أفرو بانو، الذي شاهد ابنه متفحمًا ومقتل خمسة من أفراد أسرته بينهم ثلاثة أطفال عام 2002م: "لم يقدم لنا الكثير، إنه دمرنا ولم يحمنا، فهو مثل الثعبان أو العقرب. أتمنى أن يغادر الولاية على خلفية فضيحة". وفي هذه الأيام يتم تداول اسم نارندرا دمودرداس مودي كمرشح محتمل لرئاسة وزراء الهند، حيث يتطلع إليه البعض كمثل أعلى وقدوة وأكفأ زعيم هندوسي. وأظهر استطلاع للرأي، أجرته مجلة "إنديا توداي"، تقدُّم مودي على راءول غاندي، كمرشح قوي لقيادة الهند بنسبة 24%، في حين حصل راءول -ابن سونيا غاندي، رئيسة حزب المؤتمر الحاكم- على 17%. ومودي يستعد للمهمة، فلا ينام سوى ثلاث ساعات ونصف الساعة في اليوم، وليس له سوى عدد قليل من الأصدقاء المقربين، مدمن على العمل، وليس لديه وقت لقراءة الكتب هذه الأيام، ولم يعد يقوم بأيٍّ من أنشطته التي كان يقوم بها في الماضي، باستثناء اليوجا التي يمارسها في الصباح. ويحاول "مودي" اليوم تحسين صورته، لكن لا يبدو عليه أي شعور بتأنيب الضمير، من جرّاء قتل المسلمين؛ حيث لا يزعجه انتقاد من سمّاهم ببعض "جماعات المصالح الشخصية"، ويقول: "لم أرتكب أي خطأ، وملتزم بالقضية الإنسانية". هكذا يستعد مودي الهندوسي للعودة وقيادة الهند، للهندوس فقط.. فهل نجتهد نحن مثله لنعود؟ وهل نأخذ بأسباب العودة، كما يأخذ بها مودي؟