(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) (النساء: من الآية 58) بمناسبة الحكم الصادر اليوم ضد الرئيس السابق ونجليه ووزير داخليته وستة من معاونيه بدايةً أؤكد التزامي بالقصاص لأرواح شهدائنا الأبرار ومصابينا الأبطال، وأطالب الشعب المصري العظيم باستمرار ثورته حتى تحقيق كامل أهدافها، فهؤلاء الشهداء الذين كانوا وبحق زخم ووقود هذه الثورة، وكانت أرواحهم الطاهرة ودماؤهم الذكية ثمنًا لحرية هذا الشعب ومقابلاً لاسترداد كرامته، دفعه الشهداء والمصابون وأسرهم التي تجرعت نار الحزن والأسى، وكان عزاؤهم الوحيد أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وقد انتظر الشعب بكامله على مدار سنة ونصف الحكم الذي يُقيم شرع الله ويعيد الحقوق إلى أصحابها ويعاقب الجناة الحقيقيين ويردع كل مَن تُسوِّل له نفسه المساس بأرواح أو دماء هذا الشعب، الذي أعاهده أنني سأكون مسئولاً أمام الله عن القصاص لهم من القتلة الحقيقيين. ومن أجل كل ذلك أؤكد ما يلي: أولاً: أتعهد فور تحملي المسئولية حال تكليفي بها بالأمر بتشكيل أكفأ فريق عملٍ من رجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية ورجال النيابة العامة والخبراء من كل المجالات، للبدء من جديد باتخاذ إجراءات الاتهام ثم التحقيقات في كل الجرائم التي ارتكبت ضد الثوار في كل محافظات مصر، وكذلك الجرائم التي ارتكبها رموز النظام السابق ضد الشعب المصري على مدار عقودٍ ولا تسقط بالتقادم. ثانيًا: تقديم كل الوقائع الجديدة والأدلة الجديدة التي تُسفر عنها عمليات البحث والتدقيق والاتهام لسلطة التحقيق التي سيقوم بها أكفأ قضاة التحقيق في مصر للفصل بين سلطة الاتهام وسلطة التحقيق للوصول إلى القتلة الحقيقيين وكل مَن شارك في ارتكاب هذه الجرائم بكل صور المشاركة سواء بالمساعدة أو التحريض أو الاتفاق، ومَن أصدر الأوامر بقتل المتظاهرين أو استعمال العنف. ثالثًا: سأطلب من كل أجهزة الدولة ومؤسساتها تقديم الدعم والخبراء والمستندات التي تساعد سلطتي الاتهام والتحقيق، وكذلك المحاكم المختصة للوصول لقضاءٍ عادلٍ وناجزٍ قصاصًا لأرواح الشهداء وتضميدًا لجروح المصابين وحياةً لأولياء الدم من أسر الشهداء. رابعًا: أطالب الشعب المصري العظيم باستمرار ثورته الحضارية السلمية حتى تحقيق كل أهدافها، وسأكون معهم في مقدمة الصفوف لنعبر بمصر هذه المرحلة الصعبة من تاريخها، وهذه الالتزامات والتعهدات أمانة في عنقي؛ لأن كرامة المواطن من كرامة الوطن،