ما حدث من الإخوان المسلمون من تراجع ونقض للعهد فى مسالة الدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية,أصابني بحالة هياج شديد,ولا شك أن كل من يحترمون العهود والمواثيق والكلمة لا شك أنهم تعرضوا للحالة نفسها. فانا كشخص لا أحب أبدا أن يخدعني احد أو ينقض احد عهده معى لأني من الذين يحترمون الكلمة والعهد احتراما شديدا,فلدى قناعة بان الرجولة تنتقص إذا ما فرط أصحابها فى عهودهم ووعودهم وبدلوا كلماتهم. فالكلمة هى أصل المعاملات بين البشر,فنجد على سبيل المثال,أن الزواج يقع بالكلمة والطلاق أيضا يقع بالكلمة,لذلك قال الله سبحانه وتعالى"أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا,ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:أية المنافق ثلاث,إذا حدث كذب,وإذا عاهد اخلف,وإذا اؤتمن خان. فالله سبحانه وتعالى جعل المنافقين فى منزلة اكبر من منزلة الكفار والمشركين ووعدهم وبشرهم بالدرك الأسفل من النار. وحقيقة أن ما فعله الإخوان المسلمون هو نقض واضح للعهد وخيانة ظاهرة للأمانة,فهم بلا شك ولا ريب كاذبون منافقون اضروا الإسلاميين ضررا بالغا ليحققوا أهوائهم ورغباتهم الفاسدة. يقولون إننا كحزب الحرية والعدالة لنا مرجعية دنية وأخلاقية,ولم أجد منهم إبان ترشيحهم لخيرت الشاطر اى دين أو أخلاق,فالدين يحرم الكذب والأخلاق أيضا لا تبيحه.فكفاهم تشدقا وهم لعهودهم ناقضون. ومن العجيب أن يعترض المرشد على تواجد مراسل جريدة فيتو التى اتهمته بأنه أجرى لقاء مع مبارك أثناء مؤتمر إعلان الشاطر مرشحا للرئاسة,حيث قال:" سبحان الله على تبرير الكذب",وهو نفسه الذى برر كذبه بترشيح الشاطر وقال:" إننا بدلنا مواقفنا نظرا لوجود متغيرات وظروف طارئة",ولو اخلف كل معاهد عهده لوجود متغيرات وظروف لما حافظ احد على عهده ولأصبح الجميع كذبة وناقضين لعهودهم. لقد تعامل الإخوان مع المصريين كعرائس متحركة يحركون خيوطهم كما أرادوا وكأنهم شعب تافه لا يستطيع أن يوزن الأمور,أو أنه شعب جاهل أمي يمكنهم تحريكه يمينا أو يسارا كما أرادوا,وللعجب أن يتكلم القيادات فى الجماعة بيقين واسع بان الشاطر سوف ينجح ويحقق نسبة 60 بالمائة من الأصوات. يا للغرور والكبر الذى يتمتع به قيادات الإخوان الفاشلة التى سوف تتسبب لا محالة فى انقسام الجماعة والندم طويلا على هذا السلوك المتعجرف المتغطرس الذى لا يليق بحزب يدعى ويزعم أن مرجعيته دينية. إن الإخوان كجماعة أو حزب لا يهمونى مطلقا لكن أقول ما قاله القيادى المحترم محمد البلتاجى الذى صوت بالسلب ضد ترشح الشاطر والذى ابرز دور الإخوان فى الثورة,فالبلتاجى قال:" إننا ندمر المشروع الإسلامي ورؤيته". بل أن الإخوان لا تدمر المشروع الإسلامي فقط إنما تعمل على تدمير الثورة كلها,فالدفع بمرشح إسلامي سوف يعمل على تفتيت أصوات الإسلاميين,الأمر الذى يصب فى مصلحة الفلول الذين سوف يحصدون أصوات كثيرة تمكنهم من الوصول للحكم والقضاء على الثورة والثوار. والأمر المضحك المستفز الذى يروجه الإخوان هو أن خيرت الشاطر هو الذى بيده الحياة والنجاة لمصر,وبغيره سوف تتحطم الثورة وتنهار وتدخل مصر فى غياهب الفوضى والدمار,وكأن الشاطر هو مبارك الجديد الذى كانوا يقولون عنه:" انه الوحيد القادر على الحكم ولا يوجد غيره". لقد وصل الخلل العقلى لديهم أن شبهوا الشاطر بسيدنا يوسف عليه السلام,فمن يكون الشاطر ومن يكونوا هم أصلا حتى يتجرءوا على هذا الوصف,فاليوم الشاطر يوسف عليه السلام وغدا حسين إبراهيم رئيس الكتلة البرلمانية خالد بن الوليد والمرشد أبو بكر الصديق,ويا لامتهان الأنبياء والصحابة واللعب بالدين من اجل الوصول لمغانم سياسية قذرة. قد يقول قائل أن الإخوان من حقهم ترشيح ما يريدون وهذه هى السياسة,أقول نعم لهم كل الحق بشرط ألا يدعون أن لهم مرجعية دينية أخلاقية,فهم الآن لا يختلفوا عن اى حزب سياسيى برجماتي لا يحكمه إلا المصلحة بعيدا عن الأخلاق والدين. ولو كانوا على خير ولو كان همهم البلاد ومصلحتها لتراجعوا عن موقفهم مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ودعموه,وقتها كان الموقف سيكون أكثر حكمة وأكثر ٍرابا لصدع صفوف الشباب الذين يؤيدون ابو الفتوح والذين رفضوا ترشح الشاطر, ووقتها لن تتفتت الأصوات ليستفيد بها الفلول,لكن قيادات الإخوان أغبى من أن يفعلوا هذا. الإخوان قالوا أنهم سوف يتحملون تبعات قرارهم هذا,ومن تبعات القرار كراهية الشعب المصرى لهم بعد أن علم أن هؤلاء أهل مكر وخديعة,ومن تبعاته أيضا صدور بعض الفتاوى التى تحرم التصويت للشاطر على رأسهم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مؤسس السلفية المعاصرة,والذى أفتى بحرمانية التصويت للشاطر لان الجماعة حنثت بعهدها مع الشعب الذى اختارهم بناء على ما تقدم منهم بعدم دفعهم لمرشح رئاسى. كيف للإخوان بعد ذلك أن يتكلموا عن الصدق والقيم والوفاء بالعهد وكيف يقولون قال الله وقال الرسول وهم ناقضى العهود وخائنين الأمانة. سوف يفشلون فى انتخابات الرئاسة فشلا ذريعا بعد أن انهارت شعبيتهم, ولن يلحق بهم إلا الخزى والعار لعقود طويلة,وسوف تنقسم جماعتهم وتنشق صفوفهم وتنهار أحلامهم على صخرة الكذب والمكر والخداع بعدها لا يلوموا إلا أنفسهم لأنهم وحدهم هم الذين قرروا الانتحار السياسي. [email protected]