لمواجهة الأزمات التي يعاني منها قطاع النسيج في مصر أصدرت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في يناير 2003 وثيقة الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسجية وتم اعتمادها وإقرارها في 24 سبتمبر من عام 2003. وفي مارس من عام 2004 تم التعاقد بين الأكاديمية والمركز القومي للبحوث علي تنفيذ خطة هذه الحملة وقد تضمنت وثيقة الحملة خمسة برامج وستة عشر مشروعاً تهدف جميعها إلي زيادة القدرة التنافسية للمنتجات النسجية من خلال رفع مستوي الجودة وخفض التكلفة ونقل التكنولوجيا الحديثة إليها وتقديم الخدمات المساندة لها من خلال تطبيقات الأبحاث العلمية والتصدي للمشاكل في موقع الانتاج وتقديم الاستشارات، إضافة إلي الاهتمام بالمحافظة علي البيئة من خلال تدوير المخلفات وتطبيق نظام الانتاج الأنظف لخفض الملوثات ومعالجة المخلفات غير المسترجعة لمنع التلوث وتنمية القوي البشرية في هذه الصناعة وتدريبها. وهي الأهداف التي إذا ما تم تحقيقها فسوف يكون لصناعة النسيج تأثير أفضل علي الاقتصاد المصري.. ولكن هل يمكن أن تصحح هذه الحملة الوضع السيئ الذي عانت منه الصناعة لسنوات طويلة ولماذا تبنت وزارة البحث العلمي هذه الحملة بالذات لصالح صناعة النسيج ولم تفكر في أي صناعة أخري.. واذا كانت هناك نتائج ايجابية قد تحققت فما هي؟ ومن هم الأطراف المشاركين في هذه الحملة؟ ما هي رؤيتهم للتطوير في هذا القطاع بشكل عام؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها قمنا بطرحها علي القائمين علي هذه الحملة والمشاركين فيها من أجل التعرف علي النتائج التي توصلوا إليها ورؤيتهم لمستقبل صناعة النسيج في مصر وامكانية تطوير وإصلاح أوضاعها. خريطة الطريق في البداية يؤكد الدكتور عمرو سلامة "وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي" أن وزارة البحث العلمي وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا قد حرصت علي الاهتمام بعلوم وتكنولوجيا الصناعات النسجية واعتبرتها أحد القطاعات الرائدة لذلك فإنه في يناير من عام 2003 أصدرت أكاديمية البحث العلمي وثيقة الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسجية في اطار خريطة الطريق لتكنولوجيا الصناعة النسجية وفي مارس من عام 2004 تم التعاقد بين الأكاديمية والمركز القومي للبحوث علي تنفيذ خطة الحملة للنهوض بالصناعات النسجية وقد قامت الأكاديمية بتمويل هذه الحملة بمبلغ مقداره مليون وخمسمائة ألف جنيه. وتمثل خريطة الطريق لتكنولوجيا الصناعة النسجية في مصر رؤية شاملة يبني عليها استراتيجية لتطوير قطاع صناعات الغزل والنسيج والملابس كما تتضمن السياسات التي تمثل الاجراءات والآليات المطلوبة لتنفيذ هذه الاستراتيجية ويقوم العمل التنفيذي علي شكل حملة قومية علي غرار الحملات القومية في قطاع الزراعة.. لذلك فهي تمثل أولي الحملات القومية لقطاع الصناعة وما تتميز به الحملات من صفة الاستمرارية والتكامل بين العناصر لانتاج منتج معين بمواصفات محددة، هذا وتقوم فلسفة العمل في خريطة الطريق والحملة القومية التي تعمل في اطارها علي الحفاظ علي الرأسمالية الوطنية المتمثلة في القلاع الصناعية المصرية مثل شركات الغزل والنسيج بمنطقة المحلة الكبري وكفر الدوار وحلوان كما ينسحب نشاط الحملة إلي تقديم الدعم اللازم للاستثمار الذي أثبت جدواه ومساهمته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمل علي تطويره والنهوض به سعياً للحفاظ عليه مزدهرا، كذلك فإن إحدي المهام الأساسية التي تنطلق من فلسفة العمل بنظام خريطة الطريق والحملة القومية هي دفع الصناعات الصغيرة والمتوسطة الي انتاج أنظف وتكلفة أقل وجودة عالية وسعر منافس. ويؤكد الدكترو عمرو سلامة أن صناعة الغزل والنسيج رغم ما تعانيه من أزمة حالية إلا أنها تمثل 40% من حجم الصادرات غير البترولية وأن مصر تمتلك ثروة هائلة في الخامات النسجية منها شعيرات القطن والتي يمكن انتاجها بكميات كبيرة من أجود الأنواع العالمية كما أنها تكفي الاستهلاك المحلي ويصدر الفائض للخارج. كما أكد الدكتور عمرو سلامة أن النهوض بهذه الصناعة وحل مشاكلها لن يكون إلا عن طريق ايجاد روابط قوية بين خبراء الانتاج والبحوث والتطوير بمعني مشاركة العلماء مع الصناع في وحدات البحث والتطوير للوصول إلي الابداع الذاتي والتنمية التكنولوجية كخطوة أولي.. والخطوة الثانية تكون عن طريق احداث تطوير التكنولوجيات المستوردة مما ينتج عنه ثراء مجتمعياً بمفهوم أشمل أما الخطوة الثالثة فهي تأصيل الابتكارية والابداع الذاتي وهذا هو ما تسعي إليه الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسجية. ممارسة جديدة للبحث يقول الدكتور علي حبيش "رئيس أكاديمية البحث العلمي الأسبق ورئيس الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسجية": أن الحملة تم تنفيذها في اطار ممارسة جديدة للبحث العلمي في خدمة الصناعة وأن الهدف الرئيسي منها هو زيادة القدرة التنافسية للمنتجات النسجية في اطار تطوير الصناعات النسجية وتعظيم قدرته