رغم الكم الهائل من البحوث والدراسات العلمية المتقدمة علي أعلي مستوي في مجال صناعة النسيج التي تزخر بها المراكز والجهات العلمية العديدة في مصر. بهدف النهوض بالصناعة النسجية لمواكبة التطور الهائل.التي تشهده تلك الصناعة الآن في جميع بلاد العالم حتي الدول النامية التي تقوم دول العالم المتقدم بإقامة صناعة النسيج بها لتحقيق فائدة اقتصادية أفضل وأيضا لكي تتفرغ لصناعات التكنولوجيا الحديثة لديها. نجد معظم أصحاب الصناعة النسجية في مصر لم يحرصوا علي الاستفادة بالقدر الكافي من تلك الجهات العلمية ويفضل البعض منهم الأستعانة بخبراء من الخارج والبعض الآخر مازال يستخدم الأساليب العتيقة في عملية الانتاج مما أدي الي عدم تطور تلك الصناعة الحيوية للغاية بما يتمشي مع متطلبات السوق العالمية وبالتالي الحد من حجم التصدير الي دول العالم المتقدم. هذا ما يؤكده اساتذة وخبراء صناعة النسيج في مصر يقول د. علي حبيش رئيس اكاديمية البحث العلمي الأسبق ونقيب العلميين: لا شك ان جميع الجهات ومراكز البحوث العملية في مصر وعلي رأسها المركز القومي للبحوث العلمية زاخرة بكم هائل من البحوث والخبرات العلمية المتقدمة التي لا تقل عن مستوي تلك الجهات في دول العالم المتقدم. وبالنسبة لصناعة النسيج هناك العديد من الجهات العلمية المعنية بتطوير هذه الصناعة وعلي رأسها الشعبة الخاصة ببحوث الصناعات النسجية في المركز القومي للبحوث العلمية التي بدأت نشاطها البحثي منذ عام1959 بوحدة الصباغة والأصباغ ثم تلي ذلك إنشاء وحدة كيمياء النسيج في عام1961. وكنتيجة لتطور المستمر في مجالات عمل الشعبة وتوافر القدرات المتخصصة فقد أعيد هيكلتها إلي أربعة معامل في عام1981 وبعد صدور اللائحة الجديدة للمركز القومي للبحوث في عام1988 تحولت هذه المعامل الي أربعة أقسام وهي قسم هندسة الغزل والنسيج, قسم الألياف الروتينية والصناعية, قسم التحضيرات والتجهيزات للألياف السليلورية, قسم الصباغة والطباعة والمواد البسيطة. وفي عام2004 تم انشاء قسم بحوث صناعة الملابس والتريكو لاستكمال المنظومة. هذا بالإضافة إلي مكتبة مركزية حديثة, وحدة ذات طابع خاص, وحدات تجريبية علي المستوي نصف الصناعي ومعامل اختبارات جودة علي أحدث مستوي. ويعمل بهذه الشعببة أكثر من تسعين عضوا من أعضاء هيئة البحوث( اساتذة واساتذة مساعدين أبحاث) ويعاونهم عدد كبير من المدرسين المساعدين والفنيين. والكل يعمل معا بهدف تحقيق الرسالة المرجوة للشعبة وهي النهوض بالصناعات النسجية وزيادة القدرة التنافسية لمنتجاتها بما يتواكب مع متطلبات العولمة. وذلك من خلال إعداد وبناء كوادر بحثية متخصصة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالشراكة مع وحدات الإنتاج وتلبية احتياجاتها في المساعدات الفنية والعلمية والأستشارية والمساهمة في عمليات نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة. كما تقوم الشعبة عن طريق الوحدة ذات الطابع الخاص بإجراء التحاليل الكيميائية والميكانيكية للعينات التي ترد اليها من الجهات المختلفة. ويضيف د. علي حبيش قائلا وهناك تعاون دائم بين جميع الجهات العلمية في مصر للنهوض بالصناعة النسجية وكان من ثمار هذا التعاون الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسجية التي بدأت عام2004 واستمرت لمدة3 سنوات وقد أثبتت جدواها, حيث ساعدت علي زيادة القدرة التنافسية للمنتجات النسجية في إطار تطوير الصناعة النسجية وتنظيم قدرتها علي ابتكار منتجات تساير الموضة وتتماشي مع متطلبات الأسواق والعالمية.. وذلك من خلال تحسين جودة المنتج وخفض تكلفة الإنتاج, وزيادة الأنتاجية وتنمية الكوادر الفنية مع اهتمام خاص بالمردود الإقتصادي والاجتماعي والبيئي بجانب المردود العلمي والتكنولوجي. وتعتبر تلك الحملة القومية للنهوض بالصناعة النسجية ممارسة جديدة وفريدة للبحث العلمي للعمل المشترك مع الصناعة الذي بدونه لم تواكب تلك الصناعة النهوض التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم الان في هذا المجال فلابد من التعاون الكامل بين مراكز البحوث العلمية والجهات الأنتاجية للنهوض بهذه الصناعة لمواجهة متطلبات السوق العالمي وتصدير الجودة. 7 مكونات هذا ما يؤكده أيضا د. نبيل عبدالباسط استاذ كيمياء وتكنولوجيا النسيج بالمركز القومي للبحوث العلمية قائلا هناك مكونات سبعة لابد من توافرها في صناعة المنتجات النسجية في مصر لمواجهة المنافسة الشديدة بالسوق العالمية في هذا المجال الذي يشهد تطورا تكنولوجيا هائلا الآن. وهذه المكونات السبعة هي الجودة, زيادة الأنتاجية, خفض التكلفة, تنمية القوي البشرية, الأرشاد الصناعي, نقل التكنولوجيا الحديثة, بالإضافة إلي تناول الأصناف الجديدة من الأقطان المصرية ومخلوطاتها مع غيرها من الأقطان المصرية الأخري أو الأقطان المستوردة لإنتاج منتجات قطنية تتماشي مع احتياجات السوق الحديثة سواء علي المستوي العالمي أو المحلي. وتقوم شعبة البحوث النسجية بالمركز بإجراء الدراسات والبحوث العلمية الدقيقة لكل تلك المكونات السبعة علي أعلي مستوي علمي وباستخدام أحدث المعدات والتقنيات الحديثة للوصول الي أفضل النتائج التي تساعد علي النهوض بصناعة النسيج وتنميتها علي المستوي البحثي والصناعي. لكن للأسف الشديد كثير من الوحدات الإنتاجية تفضل الاستعانة بخبرات أجنبية من الخارج وكثيرا ما تكون أقل كفاءة من الخبرات الموجودة لدينا بالمركز, كما أن كثيرا من الوحدات الإنتاجية الأخري التي يقتصر انتاجها علي السوق المحلية مازالت تستخدم الأساليب التقليدة العتيقة في انتاجها مما يترتب عليه تدني مستوي انتاجها الخاص بالاستهلاك المحلي وعدم تماشيه مع التطور التكنولوجي العالمي التي تشهده الصناعات النسجية الآن. وذلك بالرغم من ان الاستعانة بالخبرات والبحوث العلمية التي يقدمها مركز البحوث( شبه الصناعات النسجية) لم تكلفهم شيئا مقابل العائد المجزي الذي سوف يعود اليهم عند تطوير منتجاتهم خاصة بعد ان تركت الدول الكبري صناعة الغزل والنسيج لدول شرق آسيا وغيرها من الدول النامية حتي تتفرغ هي للصناعات التكنولوجية الحديثة. فلابد من وجود ارتباط وثيق بين الجهتين العلمية والصناعية معا لتطوير النسيج في مصر ومواكبتها للتطور العالمي.