انهمرت دموع المصريين حزنا حقيقيا علي الممثل العبقري احمد زكي وانا منهم حزنت علي علامة من علامات السينما المصرية علي شخص فرد ترك للمصريين جميعا وللأجيال القادمة ميراثا ضخما من الأعمال الراقية التي تغذي الروح وتمتع القلب ولم تقتصر مشاعر المصريين المتدفقة علي سكب الدموع في وداع النجم الرائع بل ظلت القلوب والابصار تتابعه منذ أن أعلن عن مرضه قبل نحو عام والصحف تكتب عنه والدولة بأكبر رموزها تهتم به وتتابع أخباره وتقدم المطلوب منها وتؤدي واجبها نحو ابن بار من ابناء البلد سجل بأعماله حقبا مهمة في تاريخ مصر بصدق شديد وعرض بقدرته الرائعة علي التقمص و التشخيص شرائح مهمة من المجتمع من البواب إلي الوزير إلي رجل الأمن المهم. كنت أشعر برضي شديد وانا اسمع ان وزير الصحة شخصيا يتابع يوميا حالة أحمد زكي وان الرئيس بنفسه يطمئن عليه وان المواطنين الجمهور من كل صوب يدعو له ويصلي من اجله اشعر بالرضا لأن هذا البطل اخذ حقه لا أكثر. وللوهلة الأولي تذكرت ذلك الشاب الأسمر الذي أمتعنا بأدوار أقل عنها جيدة جدا كان من أهمها "طالع النخل" والمواطن مصري مع عمر الشريف انه النجم الفنان عبدالله محمود لكني فجأة تذكرت انني قرأت في احد اركان صفحة داخلية في صحيفة غير حكومية انه مريض وفي حالة خطيرة والأغلب انه لا يملك الامكانيات المادية لمواجهة هذا المرض الخطير والاخطر ان احدا لم يهتم لا الصحف ولا الكتاب ولا المسئولين ولا النقابيين أو ربما اهتموا لكن ليس بالقدر الذي يجعل الناس تسمع وتعلم بهذا الاهتمام. اما المواطنون العاديون فهم اسري لما يصلهم عبر وسائل الاعلام ويوجه مشاعرهم الفياضة في اتجاه أو في اخر لكني واثقة من انه لو حظي بقدر أكبر من الاهتمام الاعلامي يتناسب مع حجمه كفنان حقيقي لكان حظه وافر جدا علي الاقل من دعاء الناس وصلواتهم. وأتحدث هنا عن بطل فيلم "المواطن مصري" بصفته الشخصية كفنان كان علي اعتاب النجومية ويستحق ولو عشر ما حظي به أحمد زكي وايضا بصفته التي جسدها في الفيلم صفة المواطن المصري. وهنا اضم صوتي لصوت الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة في عموده بالأهرام يوم الثالث من ابريل ووصف فيه "اخر وأهم أدوار" احمد زكي الذي لم يمثله امام الكاميرا وهو دوره كمريض بالسرطان الذي ألقي الضوء علي قسوة هذا المرض واطالب مع الاستاذ سلامة بأن يكون في مصر نظام للتأمين الصحي يضمن الحد الأدني من العلاج لكن مواطن مصري "نظام للتأمين الطبي المتكامل ومظلة صحية شاملة تغطي ابناء هذا الوطن من شماله إلي جنوبه ومن قراه إلي مدنه ومن اغنيائه إلي فقرائه تمنح الناس جميعا ما يستحقونه من اهتمام الدولة ورعايتها وبالأخص في مواجهة هذه الامراض الخطيرة التي يطول علاجها وتزداد تكلفتها".