الوضع في لبنان ينذر بالعواقب الوخيمة مع رائحة العبث بالسلم المدني التي بدأت ملامحها في الظهور مع انفجار سيارة بعبوة ناسفة يوم الجمعة الماضي شرقي بيروت "الفاعل الحقيقي يظل مجهولا ولكن اليد المحركة قد تكون محسوبة علي أمريكا واسرائيل. اما الاداة فهي المعارضة حيث ان اية عملية لتعكير الأمن ستوفر فرصة جديدة للمعارضة لشن هجوم أكبر علي السلطة في لبنان وعلي اجهزة الامن التي تطالب بإقالتها منذ جريمة اغتيال رفيق الحريري. وما من شك في ان تحرك قيادات المعارضة في لبنان يشير بأنهم غير محصنين اليوم ضد اندلاع اضطرابات داخلية خاصة إذا استمروا في نهجهم التصعيدي الحالي ضد السلطة وتشكيكهم في سياستها إلي حد وصل بوليد جنبلاط إلي درجة الاصرار علي استقالة لحود ووصفه بأنه دمية في يد سوريا!! الوضع الحالي في لبنان يثير القلق ومعه يخشي البعض من ان ينجرف لبنان نحو فراغ دستوري يشكل خطرا علي الدولة وهوما حذر منه المراقبون حيث ان استمرار المعارضة في اسقاط هيبة الدولة من شأنه ان يؤدي إلي ذلك بالاضافة إلي التسيب الأمني مما يفتح المجال واسعا لتكرار حوادث التفجيرات علي نحو ما جري يوم الجمعة الماضي ووجدته المعارضة فرصة لاتهام السلطة بتدبيره وهواتهام ملفق حيث ان المعارضة هي المستفيدة لتمرير ما سبق لجنبلاط ان طالب به من قبل في اعقاب وفاة الحريري الا وهو وضع لبنان تحت الوصاية الدولية!! الحوار مطلوب المنطق يقول بأنه يتعين علي اللبنانيين سواء المعارضة أو الموالاة حسم امرهم من خلال حوار حقيقي يتم معه التوصل إلي صيغة معقولة ويمهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمانا للوصول إلي بر الامان في فترة تعد حرجة للغاية نظرا للتطورات الحادثة في المنطقة والمعادلات الدولية وضمانا لعدم تعقد الامور اكثر واكثر مما هي عليه الان. وحسنا فعل الرئيس اللبناني إميل لحود عندما دعا إلي وقف السجالات السياسية والاعلامية وتبادل الاتهامات غير المسئولة بين المعارضة والموالاة والشروع فورا في بدء المباحثات فيما بينهم، فلقد تجاوزت المعارضة الخطوط الحمراء وحادت عن الاسلوب الموضوعي البناء واستمرأت لعبة المناطحة مع الدولة في محاولة لاسقاط هيبتها وإلصاق الاتهامات بها إلي درجة رأينا فيها وليد جنبلاط الذي دعا إلي انتداب دولي علي لبنان رأيناه اليوم يسخر من لحود ويصفه بأنه دمية لسوريا. لحود ومحاولة لانقاذ الموقف.. إميل لحود يحاول ما امكن انقاذ الوضع حتي لاينزلق لبنان إلي حافة الكارثة خاصة وان كلا من الولاياتالمتحدة واسرائيل ترصدان الموقف بدقة وتعتريهما رغبة جامحة في ان يسقط لبنان في هوة حرب اهلية والفوضي العارمة ليكون من السهل بعد ذلك اجتياحه من قبل اسرائيل ومن والاها. ماذا عن البطيرك صفير؟ يتعين علي المعارضة اليوم وقف المزايدات في الشارع اللبناني خاصة بعد أن اتخذت سوريا خطوات جادة للانسحاب من الاراضي اللبنانية اي انها سحبت الذريعة التي كان من الممكن للمعارضة التعلل بها لتبرير الخط المتشدد الذي تبنته ضد سلطة الدولة والذي رأيناه واضحا في مواقف البطريرك الماروني نصر الله صفير لاسيما بعد زيارته للولايات المتحدة ولقائه ببوشي مؤخرا وانعكس هذا في تصريحاته التي اكد خلالها بأنه لافرق بين قرار 1559 واتفاق الطائف ودعوته بنزع سلاح حزب الله وتحويله إلي حزب سياسي وهي دعوة تصب في صالح اسرائيل وتخدم ما يخطط له المحافظون الجدد في الإدارة الامريكية. علامات استفهام ترتسم امام البطريرك صفير وتصريحاته التي تدعو إلي الاستغراب، فهو علي حين ينفي انه جري التطرق إلي موضوع حزب الله اثناء لقائه مع بوش نجده قد حرص في اعقاب لقائه بكوفي انان علي ان يدعو إلي تجريد حزب الله من السلاح بذريعة ان اسرائيل قد خرجت من الاراضي اللبنانية وهو نفس المنطق الذي تردده كل من امريكا واسرائيل لهذا كان غريبا ان يتبني نفس الاجندة وينسي ان مزارع شبعا اللبنانية مازالت اسرائيل تحتلها وان حزب الله هو قوة الردع الوحيدة التي تقف في مجابهة اسرائيل والتي كبحت جماحها وحالت بينها وبين شن اعتداءات برية علي جنوب لبنان خشية من مواجهة المقاومة الوطنية الممثلة في حزب الله. اجندة المحافظين ان كل ما يجري حاليا من تحركات في المنطقة مدرج علي اجندة المحافظين الجدد بدعم من اسرائيل والهدف هو الإطاحة بالنظام السوري كخطوة اولي بعد ان احتل العراق ويتم هذا في اطار فرض الهيمنة الأمريكية علي القرار السياسي في العالمين العربي والاسلامي حتي إذا طوقت سوريا وجري تغيير النظام فيها امكن بعد نزع سلاح حزب الله والتفرغ بعد ذلك لايران التي تسعي امريكا إلي تغيير النظام فيها وقد تمهد لذلك ببداية تضطلع فيها إسرائيل بتسديد ضربات اجهاضية لمفاعل ايران النووي. هذا هو سياق المخطط الأمريكي الصهيوني والبقية تأتي..!