بطالة الشباب هي الشغل الشاغل لمصر هذه الأيام والقضية الرئيسية بلا منازع التي تتوجه نحوها جميع الجهود ورغم هذه الحقيقة الأساسية تتناول "الأسبوعي" في هذا التحقيق قضية نحو 4 ملايين مواطن مصري يمثلون 74.5% من إجمالي سكان البلد فوق سن الستين لديهم خبراتهم.. مهاراتهم، ونتساءل كيف نستفيد من هذه الثروات والخبرات المهدرة في القضية الأساسية الخاصة بتشغيل الشباب وتشجيع ثقافة العمل الحر من خلالهم..؟ القضية ليست رفاهية.. أو مزاحمة للشباب.. ولكنها قضية ثروات مهدرة إذا استخدمناها نكون قد قطعنا شوطاً في تحقيق أكبر المكاسب لمصر في جميع المجالات. البداية مع فكرة طرحتها د.غادة الخولي أستاذ طب الأسرة بجامعة عين شمس بحيث تقوم باستغلال قدرات المسنين الذين أحيلوا علي المعاش ويمكن علي سبيل المثال أن تعرض الكبار لمزاولة نشاطهم في مجال المشروعات الصغيرة بشرط أن يكون العاملون معهم من الصغار حتي ينقلوا إليهم الخبرات فالشاب قد يقع في أزمات مالية تؤدي إلي فشل المشروع نتيجة قلة خبراتهم وتشير إلي ما يحدث في الدول المتقدمة وتقول ان هناك دولاً قائمة علي الكبار ولا يوجد عندهم أطفال أو شباب ومنها مالطا، وتوضح أن الدول المتقدمة لا تعطي قروضاً للمشروعات الصغيرة مثل مصر ولكن تطبق أنظمة أخري مثل المعاش التدريجي أو تقديم الفرد المسن مبلغاً أقل مقابل أن يعمل في المنزل عدداً من الأعمال ومن بينها أعمال الترجمة. وتتركز أغلب أنشطة الكبار في العمل الأهلي لأن لديه قدرة أكبر علي التحكم في الصغار، كما أن خبراته تجعله يعرف من أين بدأت المشكلة وكيف يتم مواجهتها ويقوم المسنون بإدارة أغلب جمعيات الأيتام والمعاقين في الخارج. كما أن هناك نظاماً آخر حيث يتم تقسيم الأفراد في الأحياء فيما بينهم وتقع علي عاتق كل فرد من المسنين مسئولية حي أو شارع من حيث النظافة والنظام وإقامة المشاريع التي تفيده ويقود الصغار لتنفيذها ومتابعتها باعتبار أنه مصدر ثقة لدي جميع سكان الحي فلا يمانعون بالتالي في أن يعمل أولادهم معه. ومن جانبه يري د.مختار الشريف الخبير الاقتصادي ان المسن لكي يعطي خبراته يحتاج إلي دافع قوي فهو بدوره يحتاج إلي تحسين مستوي معيشته، ولا يمكن أن نطالبه بالعمل بعد أن أدي الدور المفروض عليه، ولكن إذا أراد أن يقوم بالاقتراض من البنك فإنه يستطيع أن يقترض ليس من الصندوق الاجتماعي. وذلك لمزاولة عدد من المهن للاستفادة من خبراتهم في مجال الصناعات الفنية المهددة بالاندثار مثل المشغولات الذهبية والصناعات التراثية المنتشرة في خان الخليلي. التدريب التحويلي أما د. صلاح الجندي استاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة عين شمس فيري ان الاولوية يجب ان تكون للشباب خاصة أن نسبة البطالة في مصر مرتفعة واذا تحولنا الي تشغيل الكبار فسوف تزيد نسبة البطالة نظرا لضخامة عدد الخريجين بالاضافة الي الاعداد المتراكمة منهم ولكن يمكن ان نستفيد من الكبار في مجال تدريب الشباب لان هناك تركيزا الآن علي عمليات التدريب والتدريب التحويلي كما يمكن ان الاستعانة بهم في النواحي الادارية اذا كان هناك فائض وذلك بالنسبة للافراد الذين احتلوا مراكز قيادية أو مراكز علمية ولديهم خبرات عالية. أما بالنسبة للافراد الذين كانوا يعملون بأعمال بسيطة فيمكن الاستفادة منهم في قطاع العمل الاهلي، أو في الوظائف التي لا يقبل عليها الشباب مشيرا الي ان الاستفادة من خبرات الكبار تخضع بشكل كبير لاحتياجات المجتمع وظروف العرض والطلب. الاستفادة من الخبرات ويؤكد المهندس فؤاد ثابت رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات التنمية الاقتصادية الاهلية اهمية الاستفادة من خبرات السابقين لأن الافراد فوق سن الستين بمثابة بيوت خبرة تساعد علي تنمية الموارد الاقتصادية، ويقول إنه لاحظ من الواقع العملي ان نسبة التعثر في المشروعات الصغيرة التي يدبرها الشباب تتعدي 80% اما بالنسبة للمشروعات التي يديرها الكبار فتتراوح بين 5% و10% علي اعتبار ان الكبير يملك الحنكة والتفكير والصبر. أما عن دور الاتحاد النوعي للجمعيات فيوضح انه يقوم بتوفير المال اللازم للجمعيات واقراض الاسر الصغيرة في المحافظات اما العاصمة ليس لنا دور فيها لأن الصندوق الاجتماعي يتولاها.