أكد محافظ البنك المركزي التونسي توفيق بكار ان "التدرج نحو التحرير الكامل للدينار يعد توجها استراتيجيا فرضته المرحلة الجديدة التي دخلها الاقتصاد التونسي والتي يتطلع فيها الي اندماج اعمق في محيطه وانفتاح أرحب علي العالم الخارجي" واوضح بكار خلال ملتقي نظمته بتونس الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية مؤخرا ان الهدف الاساسي من هذا التوجه يتمثل في رفع القدرة التنافسية للمؤسسة وقدرتها التصديرية ومزيد من استقطاب للاستثمارات الاجنبية والاعداد لعولمة المؤسسة التونسية وتعزيز ثقة المتعاملين الاجانب مع الاقتصاد الوطني التونسي. واشار بكار الي ان هذه الاجراءات تعمل علي تكريس التحويل الجاري للدينار التونسي من خلال تمكين المؤسسة المصدرة من المحافظة علي كامل مواردها من العملة الاجنبية مقابل 70% حاليا بما يضفي مزيدا من المرونة علي تعاملاتها الخارجية ويقيها من مخاطر الصرف بالاضافة الي زيادة بنسبة 50% في المبالغ القابلة للتحويل سنويا للاستثمار في الخارج بالنسبة للمؤسسة التونسية المصدرة تسهيلا لتركيز نشاطها في الخارج والسماح للمؤسسات المالية الحاصلة علي تصنيف مالي من حرية تعبئة الموارد بالعملة من الخارج بصفة غير محدودة وتمكين المؤسسات غير المصنفة من تعبئة الموارد بالعملة من الخارج في حدود 10 ملايين دينار مقابل 3 ملايين دينار حاليا. وكشف بكار ان التحرير الكامل للدينار التونسي يتطلب توافر مناخ اقتصادي ملائم خاصة من خلال تحقيق معدلات نمو مرتفعة والمحافظة علي التوازنات العامة والتحكم في عجز الميزانية والعجز الجاري واستقرار نسبة التضخم في مستويات معقولة وارساء جهاز مالي صلب.