علي الرغم من خطورة المؤامرات الإسرائيلية التي تدبر سراً أو علانية لاستغلال الآثار السلبية لتفجيرات طابا ونويبع علي القطاع السياحي في مصر عامة وسيناء خاصة لإنعاش السياحة في إسرائيل وإيلات في المقابل، إلا أن خبراء السياحة والفندقة الإسرائيليين يعترفون صراحة بأن تلك المخططات المريبة لن تفيدهم بأي شكل من الأشكال، وعبروا عن مخاوفهم من تراجع معدلات الاشغالات المتدنية أساساً في فنادق إيلات من جراء هذه التفجيرات الإرهابية التي وقعت في سيناء، حث يدرك عدد كبير منهم حقيقة أن "إيلات" لا تعتبر بديلاً لسيناء من وجهة نظر السائح الإسرائيلي. ويعترف رئيس اتحاد فنادق "إيلات" "عومد آهارون" في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأنهم لن يستطيعوا إنعاش السياحة في المدينة بمحاولات بعض وكلاء السفريات إقناع السياح الإسرائيليين والأجانب الذين كانوا سيتوجهون إلي سيناء لقضاء أجازاتهم فيها بتغيير وجهتهم إلي إيلات! والأغرب من ذلك أن أكثر التصورات تفاؤلاً والتي تروج ل "إيلات" كبديل لسيناء ضمن أحد المخططات الدعائية الحالية توقعت أن ينتعش القطاع السياحي في إيلات بنسبة 10% فقط، وأدعي "أولج تسرغوريتش" المسئول عن ملف السياحة في مجلس المدينة الإسرائيلية أن إيلات ستربح كثيراً من تفجيرات طابا ونويبع ويساعدهم ذلك علي تجاوز كبوتهم المستمرة منذ فترة طويلة، حيث سيضطر الإسرائيليون وفقاً لتعبيره إلي الذهاب إليها بحثاً عن الأمان ودلل علي "صحة" إدعاءاته بقوله إن 150 يهودياً وصلوا لإيلات منذ أيام من فرنسا لقضاء أجازاتهم فيها!.. فيما أشار "عومد آهارون" إلي أن التفجيرات ستضر سيناء لكن لن تفيد إيلات، بل إن هناك مخاوف من تأثير هذه المستجدات الخطيرة علي سياحة الشارتر المستمرة في المدينة علي استحياء وستكبدهم خسائر بعشرات الملايين من الدولارات! ومن جانبه أكد البروفيسور الإسرائيلي "أريه ريخل" المخصص في أزمات القطاع السياحي بكلية السياحة جامعة بن جوريون لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن سيناء لن تتأثر كثيراً بتفجيرات طابا ونويبع خاصة أن السياح الإسرائيليين الشباب سيعودون إليها خلال عدة أسابيع فقط، والعائلات ستعود لها خلال شهور علي الأكثر، وأوضح كلامه قائلاً: إن السياح الإسرائيليين ينقسمون إلي ثلاث فئات هي "الشباب" الذين يفضلون الأماكن البعيدة، والمناطق المميزة، و"العائلات" التي تبحث عن الهدوء، و"محبي إيلات" الذين يذهبون إليها مهما حدث.. و"سيناء" تجذب بالطبع الفتئتين الأولي والثانية بينما تسيطر "إيلات" علي الثالثة، واستبعد "ريخل" أن تكون مدينة "العقبة" الأردنية بديلاً لسيناء في ظل هذه الظروف لضعف إمكاناتها السياحية والفندقية حيث لا يوجد بها سوي ألف حجرة فقط! ورغم كل هذه الحقائق التي لم يستطع الإسرائيليون إخفاءها شنت وسائل الإعلام والهيئات المتخصصة ووزارة السياحة الإسرائيلية هجوماً كبيراً علي سيناء لصالح إيلات، ادعت فيه أن سيناء سقطت من خريطة السياحة الإسرائيلية لعامين قادمين علي الأقل مما قد يتسبب في خسائر اقتصادية لمصر قدروها بحوالي 100 مليون دولار، والغريب أن تتزامن هذه الإدعاءات مع بث موقع إسرائيلي جديد علي شبكة الإنترنت متخصص في السياحة الإسرائيلية لسيناء، ويتضمن العديد من المعلومات والعروض المتنوعة رخيصة الثمن، ولقد أشار هذا الموقع إلي أن ما يقارب المليون سائح إسرائيلي زاروا سيناء خلال هذا العام، لكن البعض يري أنه رقم مبالغ فيه بصورة ما، فلا يتجاوز عددهم الثلاثة أرباع مليون فقط منها 160 ألفاً جاءوا في الفترة من يوليو إلي أغسطس الماضيين.. وعودة للحملة الإسرائيلية التي تركز حالياً لا علي تلميع "إيلات" وتسليط الأضواء كبديل لسيناء فقط، ولكن قدمت قائمة طويلة، للبدائل الممكنة حالياً لسيناء ومنها شواطئ تركيا وشواطئ اليونان وقبرص، ونيوزلاندا وتايلاند وفيتنام وجزر الملاديف، وعددت الصحف والمواقع الإسرائيلية مميزاتها من الأسعار والجمال والخدمات الفندقية المميزة، وتجاهلت بالطبع برودة طقسها خاصة شواطئها في الفترة القليلة القادمة، لكن من تذكرها من خبراء السياحة الإسرائيليين اعتبرها نقطة تميز لإيلات الدافئة!