بقلم طاهر يونس القطان: في ظل حالة الاحباط التي يعانيها المجتمع المصري بصفة عامة ومجتمع السياحة بصفة خاصة نظرا لاستمرار حالة الركود والخسائر التي يتعرض لها قطاع السياحة منذ بدء التداعيات السلبية لثورة 25 يناير وحتي الآن.. أثار انتباهي خبران لا أكذب اذا قلت انهما قللا من حالة الاحباط التي تنتابني أنا شخصيا بسبب سوء أحوال البلاد الناتجة عن عدم الاستقرار واستمرار أعمال العنف في بعض المحافظات.. إلا أنه يجب ألا نستسلم لهذه الحالة أكثر من ذلك ويجب ان نفكر جميعا خارج الصندوق حتي نخرج من هذه الأزمة التي أثرت بالسلب علي الشعب المصري كله. الخبر الأول هو بعنوان رسالة بكل لغات العالم من السائحين الاجانب ?ادخلوها آمنين? فبالرغم من الركود التام الذي يعانيه قطاع السياحة في جنوبسيناء وتحديدا في طابا قامت مجموعة من الفنادق والقري السياحية بالتنسيق مع الاتحاد المصري للغرف السياحية بتبني عدد من المبادرات التي من شأنها تنشيط السياحة، منها استخدام السائحين الموجودين في مصر في الدعاية لطمأنة غيرهم ممن يخشون المجيء إلي مصر بسبب الاضطرابات الأخيرة وإيصال رسالة الي ذويهم نحن آمنون هنا في طابا.. هذه العبارة تمت ترجمتها إلي عدد من اللغات وحملها سائحون من جنسيات مختلفة، وتم تصويرهم ونشر الصور علي نطاق واسع للاشارة إلي أن مصر آمنة علي سائحيها. لاينكر أحد ان هذه الفكرة الجيدة خاصة أن السياحة في مصر تأثرت بالرأي العام الغربي المناهض للمواقف الرسمية المصرية، خاصة في حربها علي الإرهاب وتجفيف منابعه نهائيا حيث قامت كثير من الدول الأجنبية بمنع سائحيها من التوجه إلي مصر، خاصة شمال وجنوبسيناء وذلك ضمن الضغوط السياسية التي تمارسها هذه الدول علي مصر، والتدخل في شئونها الداخلية وقرارها السياسي، بل والإعلان عن أن مصر منطقة حرب وتحذير رعاياها من السفر إليها.من المؤكد أن استمرار الضغط الغربي أدي إلي توقف وشلل تام في السياحة الداخلية، خاصة في الفنادق، وهو ما دعا العاملين في هذا المجال إلي تبني عدد من المبادرات، أهمها حملة شعبية في طابا تشارك فيها الأفواج السياحية الموجودة من خلال تعليق عدد من اللوحات تحمل كلمات تشجع الأجانب علي المجيء إلي مصر، منها: نحن آمنون في طابا كذلك مخاطبة عدد من الدول والغرف السياحية الخارجية وشرح الوضع الأمني في مصر خاصة أن تأثير المواقف الغربية علي السياحة المصرية سيمتد طويلا. أما الموقف الثاني الذي أثار انتباهي واعطاني بادرة تفاؤل وان تقدير العرفان بالجميل سيظل الطابع والسمة الاساسية للشعب المصري فهو ما اعلنه بكري عبد الجليل نقيب أصحاب البازارات أن النقابة اتفقت مع معظم فروع النقابات بالأقصر وبعض الأحزاب السياسية والشخصيات العامة بالمحافظةعلي إطلاق اسم الملك عبد الله بن عبد العزير ملك السعودية علي أحد شوارع الأقصر الرئيسية تقديرا لدور خادم الحرمين ومساندته ودعمه للشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو. وبالطبع رحب اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر وابن السياحة باعتبار انه كان رئيسا للجهاز التنفيذي لهيئة التنمية السياحية بالاقتراح ووافق عليه أن أهالي الأقصر قد كانوا بادروا وقاموا بتعليق صورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بجوار ديوان عام محافظة الأقصر حبا لمساندته ودعمه لمصر....ان شاء الله مصر ستظل آمنة وسيظل أهلها في رباط الي يوم الدين ...قولوا آمين. أفضل الحكم: معدن الحليم يظهر عند الغضب.. ومعدن الشجاع يظهر عند الحرب.. ومعدن الصديق يظهر عن الشدة مع الابتسامة يحس المرء بالأمل نهارا ويستمتع بالنوم الهاديء ليلا.!