كنت اتمني أن تنظم رحلات داخلية بأسعار مناسبة إلي مدينة مرسي علم الساحلية، خلال الاحتفال بيوم شم النسيم مؤخرا، كي يتعرف كل مصري علي مدينة سياحية رائعة ، بل هي من أجمل المدن الساحلية التي زرتها في حياتي، ولكنها للأسف تتعرض إلي ?اهمال سياحي? في الوقت الحاضر، رغم حاجتنا الشديدة إلي تنشيط السياحة ، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر حاليا . ومعظم المبررات التي تردد الأن عن أسباب التراجع المخيف في الحركة السياحية المصرية الداخلية والوافدة لايمكن أن تنطبق علي مدينة مرسي علم؟ ولا أعلم لماذا هجرها السائحون العرب، خاصة الكويتين؟ ولما هناك ندرة في السائحين الاجانب بتلك المدينة، بل ولماذا لايعرف الكثير من المصريين مدينة مرسي علم الساحرة علي ضفاف البحر الأحمر، بل ويجهل غالبيتهم أن هناك مدينة رائعة الجمال أسمها ?بورت غالب? ولايوجد لها مثيل في العالم؟ من حيث المناخ المعتدل صيفا وشتاء أو مياه البحر العامرة بالكائنات النادرة. هناك قصور شديد في التسويق لمنطقة مرسي علم سياحيا ، فلايوجد هناك انفلاتا أمنيا، أو بلطجية، كما إنها بعيدة عن الصخب السياسي الموجود في العاصمة ، لأنها لاتعد محمية طبيعية فقط ، بل هي ?محمية? مباشرة من القوات المسلحة المصرية، ويوجد بها بنية أساسية قوية ومرافق متعددة ، ومطار رائع . لكن لايوجد خط طيران مباشر ?عربي? إلي مرسي علم، كما أن خطوط طيران الجزيرة التي كانت تنقل السائحين الكويتين، توقفت منذ عامين، أو من بعد ثورة يناير، كما لاتوجد أي ارشادات في مطار مرسي علم، تخص السائح العربي أو المواطن المصري وقد تاكدت من ذلك بنفسي وكأن مرسي علم مدينة في بلاد ?الوق واق? وليست جزء من أرض جمهورية مصر ?العربية? . وإذا كان يحسب للمهندس حسب الله الكفراوي وزير التعمير الأسبق إنه وضع لبنات المدن الجديدة في مصر خاصة الساحل الشمالي، ويرجع الفضل للمهندس المعماري سيد كريم في بناء مدينة الغردقة ، فإن من له شرف إكتشاف مدين مرسي علم سياحيا ، هي مجموعة الخرافي الكويتية، خاصة ناصر الخرافي الذي أسس مدينة متكاملة سياحيا، هي ?بورت غالب? الرائعة، وقد خصصت الحكومة المصرية لمجموعة الخرافي 35 كيلو متر علي ساحل البحر الأحمر بمدينة مرسي علم، لإقامة مشروعات سياحية متنوعة، وبناء 35 فندقا، إلا أنه تم بناء 4 فنادق فقط وتعمل بشكل جيد في خدمة السائحين الأجانب خاصة الروس ولايوجد بها سائحين عرب، أو حتي مواطنيين مصريين، فعلي سبيل المثال فإن تذكرة الطائرة وصل سعرها حوالي 1650 جنيها بدون وجبة، والدرجة الاولي بألفي جنيه، والليلة في فنادق مرسي علم بحوالي 700 جنيها، في المتوسط نوبالتالي فإن مرسي علم ?محرمة? علي غالبية المصريين البسطاء، بل إن القادرين يمكنهم أن يسافروا إي تركيا أو قبرص ومالطة لقضاء عطلاتهم بنصف هذا المبلغ . ولا أعرف لماذا يتجاهل الأخوة العرب مدينة مرسي علم ، خاصة السائحين الكويتين الذين يقدم لهم تسهيلات عديدة من مجموعة الخرافي الكويتية؟ وهل ذلك يرجع إلي موقف سياسي، أم إلي اهمال سياحي مصري متعمد، أوقصور شديد في التسويق؟ . لقد بنيت مدينة بورت غالب في الأساس من أجل سياحة الغوص وكمرسي لليخوت، من اجل التنزهة والصيد، ولكي تستقبل اليخوت الأوروبية مباشرة في الشتاء من أجل تخزينها وصيانتها وتأجيرها للسائحين الأثرياء، خاصة العرب، لأن المناخ معتدل طوال العام في تلك المنطقة، في الوقت الذي تتعرض فيه اليخوت الأوروبية في بلادها لضرر كبيرفي الشتاء، بسبب رداءة الطقس والبرودة الشديدة التي تؤثر علي تلك اليخوت باهظة الثمن، ومن هنا جاءت فكرة تخزينها وصيانتها وتأجيرها في مرسي علم وبورت غالب . ويبقي السؤال: لماذا هجر المصريون والعرب مرسي علم ، ولايزورها إلانوعية محددة وحدودة من السائحين الأجانب؟ وما السبيل كي تصبح تلك المنطقة الساحرة، اهم مناطق الجذب السياحي في مصر، في ظل الركود ?القاتل? للسياحة المصرية في الوقت الحالي . وللحديث بقية حمدي البصير [email protected]