بقلم طاهر يونس القطان: صرخة تحذير أطلقها مستثمرو السياحة خلال اجتماعتهم مؤخرا لبحث التحديات التى يواجهها قطاع السياحة.. سبب هذه الصرخة هو عدم وضوح الرؤية حول الزيادات المتوقعة فى أسعار الطاقة والمياه والضرائب مما سيؤدى الى غياب مصر عن كتالوجات منظمى الرحلات للموسم الجديد.. وهذه هى الكارثة . كل المؤشرات تشير إلى أن قطاع السياحة أصبح فى حالة نفسية يرثى لها تتراوح ما بين الفزع مرورا بالقلق الشديد وانتهاء بالتحفز والمراقبة بسبب هذه المشاكل التى بدأت تلقى بظلالها وثقلها على القطاع مثل الارتفاعات المرتقبة فى أسعار الوقود بأنواعه وهو ما يؤثرا سلبيا بالنسبة لأى فندق أو مركب أو ناقل برى وما سيتبعه من زيادة التكلفة المباشرة للتشغيل وغير المباشرة ممثلة فى ارتفاع جميع أسعار التوريدات والمهمات بالاضافة الى ارتفاع متوقع فى زيادة مؤكده لنسبة التضخم مما يلقى بأعباء أخرى على التكلفة وذلك مرتبط بانخفاض قيمة الجنيه وما سيتبعه ايضا من زيادة جميع أسعار التوريدات والصيانة والمستلزمات بجميع أنواعها؛ وكذا الاعباء الضريبية التى ستؤثر على الناتج الرقمى للتشغيل وبالتبعية تخفض من جاذبية الاستثمار وهذه نقطة حساسة يراها بوضوح الاقتصاديين. ناهيك عن الانفلات الأمنى المستمر والذى يصعّب للغاية ويتسبب فى ضياع الجهود التسويقية المبذولة ويلقى بظلال رمادية قاتمة على جميع الجهود المبذولة من جميع الجهات من قطاع خاص وحكومى ويحتاج بصفة عاجلة إلى الحل الجذرى حتى تعود السياحة لطبيعتها. اتحاد الغرف السياحية يعقد حاليا عدة اجتماعات مع رؤساء جمعيات الاستثمار السياحى وعدد من كبار المستثمرين السياحيين لبحث هذه التحديات التى تواجه صناعة السياحة والخاصة بزيادة الأعباء على القطاع.. وخرج من هذه الاجتماعات بضرورة عقد لقاءات عاجلة ومنفصلة خلال الايام القليلة القادمة لممثلى القطاع بحضور وزرء السياحة والبترول والكهرباء والرى والمالية لوضع التصور النهائى بالاتفاق بين الحكومة والقطاع حول الزيادات التى تنوى الحكومة فرضها على القطاع فى مختلف المجالات . ولأن جميع منظمى الرحلات حول العالم بدأوا فى وضع الكاتالوجات الخاصة برحلاتهم للموسم الشتوى القادم.. فإن عدم وضوح الرؤية حول الزيادات المتوقعة وتحديد السعر المناسب للبرامج السياحية بمصر سيؤدى الى غياب مصر عن الخريطة السياحية وبرامج منظمى الرحلات للموسمين الصيفى والشتوى القادمين . وبالرغم من ان الحديث يزداد يوما بعد يوم حول الغاء الدعم عن السولار للمشروعات السياحية.. فإنه حتى الآن لم تحدد الحكومة حجم الزيادة فى اسعار الوقود وتوقيت تطبيقها.. ورغم ان القطاع طالب اكثر من مرة بأن تكون الزيادة على مراحل ويتم تحديد توقيت تطبيقها بالتنسيق مع القطاع السياحى لتلافى الآثار السلبية المتوقعة من التطبيق المفاجئ والعشوائى لتلك الزيادة وهذا ينطبق ايضا على أسعار الكهرباء والمياه والضرائب على المبيعات المفروضة على القطاع السياحى . المهندس طارق أدهم عضو جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الاحمر يشبه الوضع الحالى بأننا فى حرب ليست بالسلاح ولكنها حرب اقتصادية تنافسية بحته مكونة من مجموعة من المعارك نتمنى أن نكسب أغلبها (إن لم يكن كلها) ?كمصريين عاملين فى قطاع اقتصادى حيوى لبلدنا مصر? حتى نستطيع أن نخرج من هذه الحرب فائزين والا تكون الغلبة للمنافسين لنا.. إنها الحقيقة بدون تجميل.. ولا يجب أن نخدع أنفسنا.. قائلا ندعو الله العلى القدير أن يوفقنا جميعا إلى ما فيه الخير لبلدنا الحبيب مصر.. أمين يارب . أفضل الحكم: الرقص على الحبال أصبح الآن أحد فنون السياسة وليس مجرد لعبة من ألعاب السيرك فقط!