السياحة عبارة عن شجرة تتساقط أوراقها وتحتاج إلي من يعيد الحياة إليها إدراجنا ضمن الاستثمار عالي المخاطر أعادنا للمربع صفر تأجيل سداد الضرائب وفواتير الكهرباء والمياه أهم مطالبنا من الحكومة أكد الخبير السياحي مجدي حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية في بداية حديثه أن الصورة المهتزة والوضع غير المستقر سياسيا في مصر سحبا السجادة من تحت أقدام السياحة حيث إن الوضع الحالي وصل لبعد مرحلة الخطورة بالنسبة للاقتصاد بصفة عامة وللسياحة بصفة خاصة، مشيرا الي أن استمرار العراك السياسي بين القوي السياسية وطول فترة المرحلة الانتقالية التي تجاوزت ال25 شهرا تسببا في ضياع الجهود التي يبذلها كل العاملين في القطاع السياحي بالاضافة الي انهناك بعض وسائل الاعلام التي تنشر بعض الاخبار التي تثير الرأي العام العالمي ويكون مردودها سيئاً علي الحركة السياحية الوافدة لمصر. وأضاف أن عدم استقرار الشارع واقتحام فنادق بالقاهرة تتبع سلسلة ادارة عالمية مثل فندقيانتركونتننتال ?سميراميس ? وشبرد تسببا في خسائر فادحة لهذا القطاع علي كافة المستويات مشيرا إلي أن تحطيم الفنادق يدل علي أن هناك مخططا ممنهجا للقضاء علي السياحة وهو أمر لا نقبله جميعا لأن السياحة صناعة مهمة يستفيد منها جميع أفراد الشعب المصري. وأشار الي ان فنادق القاهرة الكبري والفنادق العائمة ومنطقة الصعيد هي الاكثر تضررا من هذه الأحداث بسبب عدم الاستقرار وحوادث الانفلات الامني إلا أن المناطق الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة هي الاقل تضررا حيت ان نسب الاشغال بها حاليا تتراوح بين50% و56% موضحا أن الأحداث الحالية قسمت مصر إلي جزأين: الجزء الساحلي والمتمثل في البحر الأحمر وجنوب سيناء وتحديد مدن الغرقة ومرسي علم وشرم الشيخ.. والجزء الثاني يشمل باقي المحافظات ومنها القاهرة التي أصبحت زيارتها غير منتظمة أو غير مرغوب فيها بسبب استمرار حوادث الانفلات الامني.. موضحا ان السياحة الشاطئية أصبحت هي الأمل الا انها تحتوي السائح داخل الفندق ولا يستطيع الخروج مما ترتب أن المنطقة المحيطة أصبحت لا تستفيد من السائح مطلقا، لأنه أصبح ?حبيس الفندق? بسبب استمرارالتداعيات الحالية . نداء لإنقاذ شجرة السياحة أكد رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية ان السياحة عبارة عن شجرة تتساقط أوراقها الواحدة تلو الاخري وبدأت الأغصان تنتثر غصنا بعد غصن ولم يتبق سوي العصارة الداخلية فإما أن ننقذها ونعيد الحياة اليها وإما أن نتركها حتي تموت . وأكد حنين أننا نشفق علي الجهود التي يبذلها وزير السياحة هشام زعزوع في البورصات والمعارض السياحية وجميع المحافل الدولية، لأن الترويج للسياحة في الاسواق الخارجية أصبح بمثابة من يحرث في الماء، لافتا الي انه رغم حالة المعاناة التي تعيشها السياحة المصرية علي مدي عامين متتاليين فان حركة الترويج السياحي لمصر بالخارج يجب ألا تتوقف من خلال مشاركة القطاع السياحي الرسمي والخاص في المعارض الدولية والترويج لكل مقصد سياحي مصري كل علي حدة كالبحر الأحمر وجنوب سيناء وخليج العقبة والأقصر وأسوان والساحل الشمالي حتي لا تتأثر أي منطقة بما يحدث في منطقة أخري أو المواقع المجاورة لها. كما أكد أن المحاولات المستميتة لوزير السياحة والاصرار علي اقناع المسئولين عن السياحة العالمية في جميع المحافل الدولية علي المستوي الرسمي والشخصي أيضا وكذا العلاقات المتبادلة مع الاصدقاء من منظمي الرحلات هي العامل الوحيد الذي يبعث شعاع الشمس الي هذه الشجرة حتي لا تموت كما ان حضور المعارض السياحية الدولية يشبه جرعة هذه الشجرة. ويتساءل: متي سوف تخضر هذه الشجرة او تشتد أغصانها مرة اخري.. لافتا الي ان ذلك سيتوقف علي عوامل كثيرة طال انتظارها اهمها عودة الاستقرار والامان الذي تتميز به مصر عن غيرها من المقاصد السياحية المختلفة. السياحة في ?خانة اليك? أكد ان كل الأحداث الحالية تهدد أي استقرار أو جذب سياحي خلال الفترة المقبلة في وقت كنا فيه في حاجة الي ان تتعافي السياحة وتعود لطبيعتها حتي تقلل الخسائر التي لحقت بالمستثمرين من جراء تداعيات ثورة 25 يناير 2011 حتي الآن، ..وما يزيد الوضع خطورة ان السيطرة علي الموقف واحتواء الأزمة الحالية والانفلات الأمني سيكون له تداعيات وخيمة علي هذا القطاع الذي لايزال يئن من كثرة الأوجاع التي ألمت به . وأشار رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية إلي أنه للأسف الشديد الحالة تجمدت في معظم الأسواق الأوروبية وكذلك الاضطرابات الداخلية التي جمدت المشاريع المستقبلية للشركات وأصبحت التدفقات تسير نحو الاتجاه السالب وليس الموجب، لافتا إلي ان تدارك الموقف بسرعة هو مفتاح الاتزان وسيخرجنا من عنق الزجاجة لأن كل الصور السلبية تؤثر علي الحالة العامة وتؤكد ان البلد غير مستقر علاوة علي تدني الأسعاروهذا يضعنا في ?خانة اليك?.. مشددا علي أن مجهودات وزارة السياحة لدعم الطيران والفنادق أمر حتمي ولذا يجب تدعيم الشركات السياحية المصرية والفنادق لأنها أصبحت بلا عمالة وايرادها انخفض للغاية حيث أن العمالة المدربةهربت نظرا للاشغالات الضعيفة والرواتب الضعيفة، وكذلك محال العاديات والبازارات تعاني ايضام كساداً، الزبون الذي يأتي الي مصر دخله ضئيل، محال ولذا يجب ان تتفهم الوزارة ضرورة دعم جميع المنشآت السياحية في هذا التوقيت. استثمار عالي المخاطر وأشار مجدي حنين الي اننا نحتاج الي مساندة كل الاجهزة الحكومية الا اننا فوجئنا مؤخرا بصدور تعليمات من البنك المركزي للبنوك بإدرج شركات السياحةوالاستثمار الفندقي بكل أنواعها علي بند الاستثمار ?عالي المخاطر?، مما يعني وقف التمويل لها لتضاف هذه التعليمات ضمن التداعيات السلبية للذكري الثانية لثورة 25 يناير وهو ما وضع القطاع في مأزق جديد، لافتا الي ان هذه التعليمات أعادتنا للمربع صفر وذكرتنا بالوضع القديم ?هاي ريسك? الذي كانت تتبعه بعض البنوك مع قطاع السياحة وقت الأزمات حيث ترفض البنوك اي تمويل شخصي لرجال الاعمال والمستثمرين السياحيين وهي بالطبع مشكلة كبيرةوهوما حدث معي فعلا من خلال قرض طلبته الا ان البنك الذي نتعامل معه رفض ولكنه أكد لي أنه مستعد لأن يعطي فقط للموظفين لكن صاحب الشركة لا ..وهذا بالطبع أمر غريب ويثير تساؤلات عديدة .! ويوضح رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن دور البنوك اصبح واجبا قوميا في هذا التوقيت بالذات ولا نعني بذلك تمويل المشروعات المتوقفة أو الاستثمارالفندقي الرأسي والأفقي وانما نعني حماية الاستثمارات التي اصبحت مهددة بشبح الافلاس، مشيرا إلي أن هذه المشروعات منها ما هو متعثر في سداد القروض ولذا يجب عليهم اعادة النظر في الجدولة والفوائد والتخلص من الجملة الشهيرة التي تتبعها البنوك ?ما انتو كسبتو زمان? حيث إن هذا الزمن لم يصبح زمناً نتحدث فيه عن مثل هذه الأمور.. وما تم حصاده في السنوات السابقة أصبح في في 24 شهرا عجافا خيالا في ظل ارتفاع أسعار العملة والطلبات الفئوية وهو ما اضاع المكاسب المحققة أو التي كانت في طريقها للتحقق، وأضاف انه يجب الاسراع في ضخ سيولة من خلال ?الأوفر درافت? للإسهام في تشغيل الشركات السياحية والفنادق للحفاظ علي العمالة والكيان وحماية المنشآت وصيانتها. السياحة خير لنا كلنا وجه حنين رسالة الي كل افراد الشعب المصري قائلا: من مصلحتنا ان نهدأ جميعا لأننا نريد استقرار الاوضاع عامة سواء علي مستوي الحكومة والافراد أو الشارع المصري والحكام وجميع السلطات المختصة والقضاء علي كل الظواهر السلبية التي تؤثر علي السياحة كالقضاء علي التحرش واستطرد رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية قائلا: للأسف الشديد وبالرغم من الازمة العنيفة التي تمر بها السياحة الحكومة مستمرة في مطالبتها للقطاع بسداد كل التزاماته من ضرائب متعددة ورسوم للمحليات ولعدد آخر من الأجهزة الحكومية ..مشيرا الي انه لا أحد يساند السياحة حاليا حتي البنوك التي كانت من المفترض ان تساندها في هذا التوقيت لم تعد تساندنا فمثلا شركات السياحة لا تجد من يساندها في تأجيل سداد فواتير الكهرباء والمياه ورسوم الخدمة للعمالةعلاوة علي الموردين الذين تراكمت اموالهم لدي مستثمري السياحة وهو ما جعلهم يوردون لهم منتجاً درجة ثانية وثالثة بسبب عدم الانتظام في السداد وهو ما يهدد بجودة الخدمات المقدمة للسائحين .