اختلاف ?لاعبي السوق? حول المعروض من السلع.. هل هو كاف أم لا؟ انخفاض المساحة المنزرعة من الفول وإنتاجية الفدان وراء استمرار ارتفاع أسعاره * التجار: التراجع الكبير في قيمة الجنيه أمام الدولار أسهم في زيادة التكلفة الاستيرادية تشهد أسواق المواد الغذائية ارتفاعا ملحوظًا في أسعار البقوليات، خاصة الفول، الذي وصل سعر الأردب منه إلي نحو 1000 جنيه، بعدما كان يباع بسعر يصل إلي نحو 480 جنيها، وأوضح رؤوساء الشعب التجارية أنه علي الرغم من حالة الركود الشديدة التي يشهدها السوق إلا أن أسعار البقوليات مازالت في ارتفاع مستمر. واختلف رؤوساء الشعب حول المعروض من السلع البقولية، فمنهم من يري أن المعروض من هذه المواد حاليا أكثر من الطلب والبعض الأخر يري عكس ذلك . أكد أحمد يحيي رئيس شعبة المواد الغذائية في الغرفة التجارية بالقاهرة، إن سوق البقوليات يشهد ارتفاعا ملحوظا في الأسعار سواء من قبل المنتج أو المستورد، موضحا أن المعروض من البقوليات أكثر من الطلب فلا داعي لارتفاع أسعارها، مشيرا إلي إن الأسباب التي يعلن عنها التجار لارتفاع الأسعار غير مبررة، حيث يعلن بعض التجار أن زيادة الأسعار يعود إلي ارتفاع سعر الدولار نافيا أن يكون ذلك المبرر صحيحا لأن السلع المعروضة من البقوليات موجودة بالسوق قبل إرتفاع أسعار الدولار ولم يصل المزيد منها التي تم استيرادها بعد انخفاض الجنيه. جنون الأسعار رئيس شعبة المواد الغذائية أحمد يحيي أوضح أيضا أن حالة السوق التجارية حاليا لا تستدعي رفع الأسعار، نظرًا للركود الذي يسيطر أيضا علي الأسواق، مما يؤثر علي رأسمال التاجر، مشيرًا إلي أنه ليس من مصلحة التاجر ارتفاع الأسعار، لأن ذلك ينعكس علي السوق بالسلب مما قد يؤدي إلي إنخفاض القوة الشرائية . ومع ذلك يكشف يحيي عن جنون الأسعار في عدد من السلع التي شهدت ارتفاعا علي مدار ال 3 أشهر الماضية، اعتبارا من الأول من ديسمبر وحتي فبراير الحالي من بينها الأرز حيث ارتفع من 3.25 ووصل إلي 4 جنيهات، بمتوسط زيادة 14%، وأسعار الدقيق من 3.75 إلي 4.25 جنيه، والسكر من 4.5 إلي 5 جنيهات للكيلو، كما ارتفعت أسعار الزيوت ومن بينها زيت القلي وصل سعره من 7.75 إلي 8.75 للزجاجة اللتر بنسبة زيادة 13%، وزيت الذرة ب 14 جنيها، والسمن النباتي من 11.5 للكيلو إلي 12.25 بزيادة 7%، والزبدة المستوردة السائبة ارتفعت من 26.5 جنيه وصلت إلي 31 جنيها للكيلو بزيادة 20%، وعن أسعار المكرونة ارتفعت 12.5% وارتفعت أسعار الدقيق من 2 جنيه إلي 2.25 جنيه للكيلو واللبن البودرة المستورد من 10 جنيهات حتي 12.25 جنيه، وارتفعت سعر كرتونة الشاي إلي 40 جنيها. أما منتجات الألبان فشهدت ثباتا في أسعارها، فيما عدا بعض أنواع الجبن كالملح الخفيف والبراميلي التي شهدت ارتفاعا طفيفا بنسبة 5%، وكالجبن الرومي والجبن الفلمنك الذي يبلغ سعرها 57 جنيها بدلا من 50 جنيها بزيادة 14% لكونها من منتجات ألبان مستوردة. انخفاض المعروض الباشا إدريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية،يري أن ارتفاع أسعار الفول يؤدي بدوره إلي ارتفاع أسعار معظم البقوليات الأخري، باعتباره السلعة الرئيسية، حيث لم يشهد السوق ارتفاعا كبيرا لمعظم السلع البقولية مثل اللوبيا والعدس وغيرها مقارنة بأسعار الفول حيث وصل الأردب فيه إلي نحو 1050 جنيها بالسوق المحلية وتراوح سعر كيلو الفول البلدي ما بين 9 جنيهات و925 قرشا للجملة، بينما يتراوح سعر الفول المستورد من تركيا وسوريا بين 6 جنيهات و625 قرشا، مشيرا إلي أن مصر تعتمد علي الاستيراد بنسبة كبيرة لتوفير احتياجاتها من البقوليات. وأرجع إدريس ارتفاع أسعار الفول إلي انخفاض المساحة المنزرعة من الفول، فضلا عن انخفاض إنتاجية الفدان في حد ذاته، متوقعا استمرار ارتفاع أسعار الفول خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة أن المحصول الجديد سيبدأ إنتاجه في شهر أبريل المقبل، فالأسعار ستظل مرتفعة مع انخفاض نسبة المعروض في السوق. واختلف إدريس مع أحمد يحيي في أن المعروض من البقوليات في الفترة الحالية أكثر من الطلب، حيث أكد إدريس أنه يوجد انخفاض في نسبة المعروض من البقوليات مع زيادة الطلب عليها من قبل المواطنين، خاصة مع دخول فصل الشتاء مما أدي لارتفاع أسعار البقوليات في السوق المحلية، وأشار إلي أن مصر أصبحت تعتمد علي الاستيراد بنسبة كبيرة لتوفير احتياجاتها من البقوليات، نظرا لوجود فجوة بين الإنتاج المحلي ومعدل الاستهلاك. وأضاف أن مصر تستورد اللوبيا والفول ومعظم أنواع العدس وغيرها من البقوليات التي يزيد الطلب عليها في فصل الشتاء، مشيرا إلي أن سعر الأردب للفول وصل إلي نحو 950 جنيها، بعدما كان يباع بسعر يصل إلي نحو 480 جنيها وأصبح يتراوح سعر الكيلو للمستهلك بين 7 جنيهات و750 قرشا. ركود شديد من ناحية أخري أكد التجار أن السوق يعاني الركود الشديد في حركة البيع علي الرغم من أن هذا الوقت من كل العام ترتفع فيه حركة البيع. يقول ناصر حمدي تاجر عطارة إن السوق يعاني حالة من الاضطراب ففي الوقت الذي تشهد فيه حركة البيع ركودا شديداً نجد أن أسعار بعض الأصناف مرتفعة خاصة المستورد منها مشيرا إلي أن التراجع الكبير في قيمة الجنيه أمام الدولار أسهم في زيادة التكلفة الاستيرادية. أوضح أن تكلفة طن الذرة بلغت 2300 جنيه مقابل 1900 للطن ويباع للمستهلك بسعر 2.5 مشيرا إلي أنه يقوم ببيعها بالخسارة حتي يستطيع تصريف ما لديه من مخزون . أشار إلي أن أصحاب المحلات الصغيرة يعانون من المعروض والأسعار التي تقدمها سلاسل المحلات التجارية الكبري وتوزعها عبر فروع صغيرة الأمر الذي أسهم في زيادة حالة الركود في حركة البيع إلي جانب الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون. وأوضح سيد محمد تاجر قائلا إن تأخر عمليات الاستيراد أسهم في زيادة أسعار بعض الأنواع لافتا إلي أن العدس الأصفر يباع بسعر 7 جنيهات والمكرونة تباع بسعر 4 جنيهات للكيلو والحمص يباع بسعر 10 جنيهات للكيلو والفاصوليا تباع بسعر 10 جنيهات للكيلو والأرز بسمتي يباع بسعر 10 جنيهات مقابل 8 جنيهات للكيلو. أضاف أن الكثير من المستوردين عجزوا عن جلب الكميات المعتاد تمريرها بالأسواق بسبب إضراب عمال ميناء السخنة الأمر الذي أدي إلي توقف المراكب لمدة طويلة، مما أثر علي الإستيراد والتصدير بشكل عام، وتعرض التجار لخسائر باهظة.