لا تزال ودائع البنوك وصناديق الاستثمار الحصان الرابح رغم التضخم الخبراء ينصحون: الذهب والعقار قنوات استثمارية مهمة ومخزن للقيمة لا تزال زوابع السياسة وريح الاقتصاد تقلبان مدخرات صغار المستثمرين ذات الشمال وذات اليمين، وبينما تترنح قنوات استثمارية مثل سوق المال وهوت لمعدلات سحيقة لا تزال صناديق الاستثمار وودائع البنوك وشهادات الادخار روافد مهمة تجتذب وتشحذ مدخرات المستثمر الصغير الحائر بين التوترات الاقتصادية والاستقرار في العمل وارتفاع معدلات التضخم، ولا شك أن أحد شروط التوازن الاقتصادي هو تساوي معدلات الاستثمار المستهدف مع معدلات الادخار ولذلك يكون الاقتصاد في حالة من عدم التوازن إذا لم تغط معدلات الادخار معدلات الاستثمار المطلوبة فالادخار يعتبر تسرباً من الدخل القومي بمقدار ذلك الجزء الذي لا ينفق علي السلع والخدمات، والاستثمار ما هو إلا اضافة إلي تيار الإنفاق، حيث يضاف الإنفاق الاستثماري إلي الإنفاق الاستهلاكي.. لكن يبقي السؤال المهم الذي يخامر أذهان كل مستثمر صغير أين يضع أمواله؟ قال الدكتور اشرف سمير الخبير الاقتصادي أن ودائع البنوك وشهادات الادخار لا تزالان قنوات استثمارية مهمة للمستثمر الصغير رغم ما يحدث معتبراً أن البورصة فقدت بريقها منذ الازمة المالية العالمية وقبل الثورة ثم جاءت الاحداث لتخرج شريحة من المستثمرين الصغار عنوة بعدما ضاقت عليهم بما رحبت في أوقات سابقة. وتابع قائلا إن المشكلة في مصر أن هناك فجوة هائلة بين الادخار والاستثمار ليس كذلك فقط بل كيفية توظيف هذه الفجوة.. فزيادة عبء الموازنة العامة يستنزف جزءا كبيرا من هذه المدخرات لسداد هذا العجز والفارق بينهما يستخدم في تمويل المعاملات الجارية مع الخارج ومن هنا يكون هناك ضعف في الطلب الاستثماري الذي يسمح باستيعاب المدخرات المختلفة. وقال إن ما يحدث الآن في مصر هو تقلص النمو الاقتصادي مصحوبا بزيادة في التضخم الجامح مدعوما بارتفاع الدولار وارتفاع فاتورة الاستيراد تباعا بما أن مصر دولة مستوردة الامر الذي أدي إلي تقلص الادخار وفضلا عن أن القنوات الاستثمارية المتاحة أمام هذه المدخرات الضعيفة مهتزة ممثلة في البورصة المتقلبة من جهة وجميع القنوات الاخري من جهة يبقي الادخار البنكي في روافد الودائع وشهادات الادخار هما الخيار المتاح أمام المستثمرين خاصة أنها آمنة. كريم عبدالعزيز الرئيس التنفيذي لشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار أكد أن صناديق الاستثمار لاتزال قناة مهمة ولديها جاهزية لجذب مدخرات المستثمرين، مشيرا أن الصناديق النقدية شهدت إقبالا كبيرا خلال الفترات الماضية من المستثمرين، موضحا أن وجود صيغ جديدة والتوسع فيها في الاسواق مثل الصناديق الاسلامية يداعب شرائح كبيرة من المدخرين التي تفضل التعامل بصيغ المعاملات الاسلامية علي حد قوله. من جانبها قالت هاجر مصطفي المثمنة العقارية إن القطاع العقاري عاني منذ الثورة فترة ركود طويلة اثر علي أدائه مشيرة إلي أنه ورغم ذلك فهو مثل الابن البار الذي لايمثل عبئا علي المستثمر فيه علي حد تعبيرها مشيرة إلي أنه لايزال هو والاراضي مخزنا كبيرا للقيمة، ناصحة صغار المستثمرين بادخار أموالهم من خلال شراء العقارات لانها ستعبر بهم أزمات نقص القنوات الاستثمارية الحالي مع الاستقرار متوقعة أن ينعكس الاستقرار علي أسعار العقارات وأن تحدث طفرة كبيرة في عام 2014 علي حد قولها. وقال تامر لبيب وهو أحد تجار الذهب فإن المعدن الأصفر من القطاعات الجاذبة للإستثمار رغم موجات الصعود والهبوط التي انتابته علي مدي العام إلا أنه اثبت صمودا كبيرا علي حد قوله وتابع قائلا إن أسعار الذهب لم تتراجع علي الاطلاق بل تحركت صعودا أو محتفظة بمستواها علي مستوي الحدث كما أن ارتفاع الاسعار سبب ركوداً في الاسواق إلا أن الذهب لازال له بريقه.. ناصحاً المستثمر الصغير بادخار ممتلكاته في صورة ذهب قائلاً إن الحصان الرابح خلال الفترة المقبلة.