بعيدا عن التوترات السياسية التي تشهدها البلاد حاليا انشغل المحللون في السوق بجاذبية البورصة المصرية الفترة القادمة وذلك بعد أن بدأت تفقد أكبر الشركات المقيدة بها فالفترة القادمة ستشهد خروج عدد من الشركات الكبيرة وأهمها أوراسكوم للانشاء والصناعة والتي تمثل نحو 25% من وزن مؤشر أي جي اكس 30 وأيضا البنك الأهلي سوسيتيه جنرال.. هذا بعد خروج شركة اوليمبيك القابضة وأيضا عدد كبير من شركات الأسمنت. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الأسهم الجاذبة في السوق حاليا؟ وعلي ماذا يمكن أن نسوق للبورصة المصرية؟ تراجع القيمة السوقية بداية يقول وائل جودة المحلل المالي انه من المنتظر ان تخرج شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة من المؤشر وبذلك ستخرج شركة قيمتها السوقية تقترب من 60 مليار جنيه. ويري جودة انه بذلك سيتصدر المشهد في البورصة قطاع البنوك وعلي رأسه اسهم البنك التجاري الدولي. ورغم ذلك يري وائل ان البورصة المصرية ستظل محط أنظار العالم لأن بها بضاعة جيدة ورخيصة أيضا وفرص النمو بها عالية خاصة مع الدعم المنتظر من الحكومة بطرح شركات جديدة، ويأمل وائل جودة ان يهتم النظام الحالي بالبورصة كوسيلة مهمة لتوفير التمويل للشركات حيث توفر أرخص وسائل للتمويل بعد القيود التي فرضها القطاع المصرفي. الاستثمارات الأجنبية أما محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار يري ان خروج اوراسكوم للإنشاء والأهلي سوسيتيه جنرال لا يعني ضعف جاذبية السوق حيث لايزال مقيدا به العديد من الشركات الجيدة والقوية التي تمثل عنصر جذب للمستثمرين العرب والاجانب اضافة الي المستثمرين المصريين. أشار نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار الي ان السوق المصري مازال محتفظا باستثمارات أجنبية قوية لم تخرج بعد فما خرج مؤخرا لا يمثل أكثر من نصف صافي التدفقات التي دخلت السوق المصري عام ،2010 أيضا لا تساوي التدفقات التي خرجت من السوق المصري أكثر من 5.10% من صافي التدفقات الاجنبية التي دخلت السوق المصري خلال السنوات الخمس الأخيرة والتي بلغت نحو 33 مليار جنيه. وثالثا ان السوق المصري لم يشهد أي عمليات تخارج موسعة للمساهمات الرئيسية للمتعاملين الأجانب من حصص ملكيتهم الرئيسية في السوق المصري. يضم مؤشر Egx30 EGX30 برأس المال السوقي ويتم تعديله بنسبة الأسهم الحرة الي اجمالي الاسهم المتضمنة فيه. يحسب رأس المال السوقي المعدل للشركة المقيدة بعدد الأسهم المقيدة لهذه الشركة مضروبا في سعر اقفالها مضروبا في نسبة الاسهم الحرة ويجب ألا تقل نسبة التداول الحر للشركة عن 15% كحد ادني لكي يتم ادراجها في المؤشر مما يضمن لمشاركي السوق ان مكونات المؤشر تعبر بصدق عن الشركات ذات التداول النشط وأن المؤشر يعد مقياسا جيدا وموثوقا به للسوق المصرية ولا شك أنه بعد خروج أي شركة من السوق يتم تعديل المؤشرات بما يعكس النشاط الحقيقي في السوق. بضاعة جديدة أما وائل عنبة رئيس شركة الأوائل لإدارة محافظ الأوراق المالية فيري ان البورصة أصبحت اشبه بصحراء خالية فلا يعقل ان نفقد كل هذه الشركات دون ان تكون هناك اضافات جديدة حقيقية تدعم السوق. اضاف ان الفترة القادمة تتطلب مزيدا من الجهد من البورصة والجهات المسئولة عن السوق لاقناع شركات جديدة بدخول البورصة حتي لا تفقد جاذبيتها كواحدة من أهم الاسواق الناشئة في العالم.