بقلم: حمدي البصير ردود الأفعال الغاضبة وأعمال العنف التي حدثت في بور سعيد، عقب النطق بالحكم في قضية مجزرة استاد بورسعيد يوم السبت الماضي، والتي أحال فيها المستشار صبحي عبد المجيد رئيس محكمة جنايات بورسعيد 21 متهما الي فضيلة المفتي، تمهيدا لإعدامهم، فاقت كل التوقعات، لا بسبب سقوط عشرات القتلي والمصابين، ولكن بسبب الإنفلات الأمني البغيض، وتهديد أرواح السكان الأبرياء هناك، وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة، والتهديد بإغلاق قناة السويس، وحرق المنشآت البترولية، وتعطيل العمل في الميناء، أي أن بعض الغاضبين، أرادوا حرق بورسعيد، وإيقاف عجلة الحياة بها، وتعطيل الأنشطة الاقتصادية بها، خاصة أنها مدينة تجارية في المقام الأول، ولولا نزول الجيش إلي شوارع المدينة، بعد فرض حظر التجول وإعلان حالة الطوارئ هناك، لتحولت بورسعيد إلي مدينة أشباح معزولة، بسبب غضب أهالي المتهمين المبالغ فيه، وبطش البلطجية هناك، ولاسيما أن هناك 28 بلطجيا محبوسين علي ذمة القضية وهناك 17 منهم سينالون حكما بالإعدام، بعد أن ثبت تورطهم في قتل مشجعي النادي الاهلي في استاد بورسعيد بعد مبارة الأهلي والمصري في أول فبراير من العام الماضي، وبالتالي لم يكن هناك مبرر لإطلاق النار علي سجن بورسعيد ومقتل ضابط وامين شرطة، ثم قتل حوالي 40 مدنيا بورسعيديا، بعضهم قتل اثناء تشييع جنازة القتلي الذين سقطوا يوم السبت، وهو ما يؤكد أن هناك مخططا شيطانيا كان يهدف إلي إشعال النار في بورسعيد كلها، وكان المنفذون لهذا المخطط من البلطجية والمسجلين خطر، وكبار المجرمين المأجوريين الذين جاءوا من بحيرة المنزلة، كي ينفذوا مخططا إجراميا بغيضا، ويحرقون بور سعيد. نحن نثق في عدالة ونزاهة القضاء المصري، فهناك 72 قتيلا من مشجعي النادي الأهلي، أزهقت أرواحهم في استاد بورسعيد، وتم القبض علي بعض الجناة واعترفوا تفصيليا بجريمتهم، فما الداعي لأعمال العنف التي اجتاحت المدينة، ومحاولة اقتحام سجن بورسعيد لتهريب المتهمين وقتل وإصابة بعض رجال الشرطة الذين تصدوا لمحاولة الاقتحام؟، كما أن القضية لم تنته بعد، ويمكن للمتهمين أن ينقضوا هذا الحكم، ولاسيما أن القاضي حكم بناء علي أدلة قوية، ولم يكن الحكم مسيسا علي الإطلاق، وعلي المتضرر إثبات وجود قصور أو ثغرات قانونية في الحكم أو أنه مسيس، أمام محكمة النقض . المحتجون الذين قاموا بأعمال عنف في بورسعيد يوم السبت الماضي أغلبهم كانوا من البلطجية والمسجلين خطر، وهم أقارب وأصدقاء بعض المتهمين في القضية، وبنظرة سريعة علي أسماء المتهمين وألقابهم، والذين شملهم قرار إحالة أوراقهم إلي المفتي، نجد ان هؤلاء بالفعل مجرمون ومسجلون خطر وبلطجية، لأنهم قاموا بأعمال شنيعة ضد مواطنين أبرياء، كل ما فعلوه إنهم ذهبوا فقط لمشاهدة مبارة لكرة القدم، وليس لحصار بورسعيد، أو الاعتداء علي أهلها، أو حتي إلقاء الحجارة. ومن بين المتهمين محمد رفعت الدنف "44 عاما" وتهمته تفتيت رأس أحد المجني عليهم، ومحمد رشاد قوطة "الشيطان" 21 عاما وتهمته سرقة بالإكراه وترويع الجماهير، ومحمد السيد مصطفي "منادبلو" 21 عاما وتهمته قتل بالسكين، السيد محمد خلف "حسيبة" التعدي بالسلاح الأبيض علي جمهور الأهلي، وهي نفس تهمة وائل يوسف عبدالقادر "سيكا" محمد دسوقي محمد "الدسة" وطارق عبداللاه علي "هارب" بالطوب والاعتداء علي اللاعب أحمد فتحي. بالإضافة إلي محمد عادل شحاتة "حمص" 21 عاما صاحب إشارة الهجوم للاعتداء علي أولتراس أهلاوي والمنسق مع قيادات أمن بورسعيد، وأحمد فتحي مزروع "المؤه" 33 عاما وتهمته قتل بسلاح أبيض، وهشام البدري محيي الدين "الفلسطيني" 26 عاما قتل بالشومة أيضا، ومحمد شعبان خلف "طاطا" 26 عاما اعتداء بالشوم علي جمهور الأهلي. وشمل قرار الإحالة إلي المفتي أيضا، محمد محمود البغدادي "الماندو" 25 عاما ووجد بحوزته وبشهادة الشهود لافتة مكتوب عليها "بلد البالة مجبتش رجالة" وكان معه مطواه وتي شرت أحمر للنادي الاهلي وقام بالتعدي علي الجمهور بأسلحة، وهي سنجة ومطواه وشومة، وكان يقوم بتغيير ملابسه واستخدام سلاح من الأسلحة التي ذكرت مع كل تغيير لملابسه حتي يخفي معالم جريمته، كما أن اللافتة التي رفعها ظن جمهور المصري إن الأهلوية في المدرجات هم الذين رفعوها، وكانت سببا في المجزرة، بالإضافة إلي فؤاد احمد التابعي "فوكس" 21 عاما وتهمته سرقة بالإكراه والتعدي علي الجمهور بالسلاح الأبيض، وفي مداخلة مع مدحت شلبي قبل المباراة بيوم قال "مش هيخرجوا من بورسعيد أحياء" ويقصد الأهلوية . ومن بين المتهمين أيضا، عبد العظيم غريب عبده "عظيمة" هارب عن توفير الأسلحة المستخدمة في الاعتداء وشراء الشماريخ، وقتل أحمد وجيه بشهادة "5" شهود، وكذلك محسن محمد الشريف "القص" هارب بالحجارة، ومحمد علي صالح هارب المجني عليهم حتي لفظوا انفاسهم وسرقة متعلقاتهم، وإلقاء بعضهم من فوق أسوار ستاد بورسعيد أحياء! لماذا يحتج أهالي المتهمين في مجزرة بورسعيد، وما أسباب قيام البلطجية بأعمال العنف في المدينة الباسلة وترويع البورسعيدية الآمنين، وتهديد النشاط الاقتصادي هناك، والاعتداء علي مؤسسات الدولة الحيوية في المحافظة؟ ماذا كان ينتظر الدنف وقوطة وعظيمة ومؤة وفوكس والقص والفلسطيني والماندو وطاطا وحسيبة والشيطان والدسة وسيكا وحمص من المحكمة بعد أن قتلوا وخنقوا وحطموا رءوس بعض جماهير الأهالي وألقوا ببعض الصبية الصغار الأهلوية وهم أحياء من فوق أسوار ستاد بورسعيد؟ هل كانوا يحلمون بالبراءة، وأياديهم ملوثة بدماء جماهير الأهلي المسالمة؟! إن بلطجية بورسعيد الذين أرادوا إحراق مدينتهم هم سكان المناطق العشوائية في القبوطي وزرزارة، وبعضهم من الباعة الجائلين، والبعض الآخر من العاطلين الذين تأثروا بتوقف الحركة التجارية في المدينة، وكان بعض كبار هؤلاء البلطجية يعملون في التهريب وفي بعض الانشطة الإجرامية لحساب مهربين وتجار كبار، ولا يمكن أبدا أن نجعل هؤلاء البلطجية، خاصة المأجورين الذين قدموا من بحيرة المنزلة، سببا في إحداث شرخ بين أبناء الوطن الواحد، لأن بورسعيد واهلها قطعة من قلب مصر، كما ان مشجعي الاهلي والمصري هم في النهاية مصريون، ويجب ألا تكون قضية جنائية ولا "سياسية" وبين أيدي قضاء عاجل، سببا في تقسيم وتقطيع أواصر الوطن، أو إحداث فتنة بين أبناء الوطن الواحد، لأننا جميعا مصريون نعيش فوق أرض وطن واحد، هو مصر، ومن يراهن علي "انفصال" بورسعيد، عليه أن ينتظر الإعدام فورا .