تباينت الكثير من الآراء حول اتجاه الحكومة لرفع الدعم عن بعض السلع وبعض المواد البترولية فتوقعوا أن قرار مثل هذه سيكون له أثار سلبية علي محدودي الدخل الذين يمثلون حوالي نصف المجتمع المصري وطالبوا الحكومة بالاهتمام بهذه الطبقة وعدم المساس بها. فمن جانبه قال مجدي صبحي الخبير الاقتصادي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إن رفع الدعم عن بنزين 95 مبرر من الحكومة موضحا أن هذا النوع من البنزين تستهلكه الطبقة الغنية من المجتمع المصري ولن يتسبب في مشكلة بالنسبة للطبقة الفقيرة، ولكن التخوف من أن يكون رفع الدعم عن بنزين 95 بداية لسلسلة من رفع الدعم عن سلع أخري تمس المواطن الفقير. وطالب الحكومة بأن تفكر بدقة في رفع الدعم نظرا لأن الحلول المطروحة منها هي حلول متعجلة لأن الحكومة تتسارع مع الزمن للاقتراض من صندوق النقد الدولي، وأشار إلي أن آلية تنفيذ قرار رفع الدعم متوقفة علي قرض صندوق النقد وأن اجراءات رفع الدعم جزء من التعهدات التي ستقدمها الدولة للصندوق. وقال إن الدولة لم يعد أمامها وقت لوضع الآلية المناسبة نظرا لأن انهاء اجراءات القرض ستكون في أواخر نوفمبر القادم، مشددا علي ضرورة أن تفكر الحكومة في حلول وأن تنزل للمجتمع وأن تأخذ بآراء الخبراء والمواطنين حتي توضع آلية مناسبة للمواطن وللدولة. وقال صبحي إن رفع الدعم عن سلعة مثل البنزين 95 سيكون سببا في الحفاظ علي التوازن الاجتماعي بين الفقراء والاغنياء لأن الحكومة قد لجأت إلي رفع الدعم عن الوقود كمحاولة منها بأن تزيد من الانفاق علي قطاعات الصحة والتعليم وغيرها من المجالات الأخري مؤكدا أنه سيصب في مصلحة الفقراء. وأضاف بأن الحكومة لجاأت إلي رفع الدعم أيضا لمحاولة التقليل من عجز الموازنة والتحكيم في معدلات التضخم. وقال إن رفع الدعم رغم من أنه سيكون لصالح المواطن إلا أن رفعه عن الوقود سيكون له تأثير علي الأسعار موضحا أنه في حال رفعه عن السولار سيزيد أسعار شحن البضائع مما جعل ذلك مؤثرا علي أسعار السلع، وتمني أن يكون التأثير محدود وأن لا يتسبب في أي ضرر علي الطبقة المتوسطة والفقيرة، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار سيتحمل عبئه المستهلك وأنه في حال أن لم تهتم الحكومة بذلك سيسخط المواطن عليها. فيما قال الخبير الاقتصادي ممتاز الشريف أن في حال تطبيق رفع الدعم ستكون الحكومة قد أثرت سلبيا علي 40% من الشعب المصري فقال إن هذه النسبة تمثل من هم تحت خط الفقر، فأوضح أن رفع الدعم سينتج عنه ارتفاعا في أسعار السلع وفي نفس السياق قال إن رفع الدعم سيعالج الموازنة العامة للدولة فعليا وهو أمر ايجابي من الناحية الاقتصادية ولكن علي الحكومة أن تعرف أن القرار له شقين شق ايجابي وهو تخفيض عجز الموازنة وهو حق أصيل لها والشق الآخر هو تأثر محدودي الدخل برفع الدعم وقال إن الحكومة لجأت إلي رفع الدعم عن بنزين 95 لأنه من جهة نظرها لم يمس الفقراء ونظرا لأن مستخدموه من طبقة الاغنياء مشيرا إلي السيارات الدبلوماسية التي تستخدم بنزينا مدعما والتي أشار إليها الرئيس محمد مرسي في تصريحه في احتفالات انتصار أكتوبر، وقال إن الحكومة لم تلتفت إلي أنه لم يكن كل من يمتلكوا السيارات لديهم دخل كافي الآن لمواجهة رفع الدعم عن بنزين 95 سوف يؤدي إلي رفع الأجرة مما يؤثر علي المواطن البسيط فتسائل كيف تقس الحكومة فكرة وجود دعم من عدمه علي امتلاك شخص لسيارة ونوعه هذه السيارة. وأكد الشريف أن رفع الدعم عن البنزين سيزيد من ارتفاع الأسعار أكثر وأكثر مما هي عليه الآن، نتيجة الاحتكار وجشع التجار، وقال إن ارتفاع الأسعار سوف بتسبب في مشكلات اجتماعية للدولة في غناء عنها نتيجة الفقر المتزايد.