انتقد الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي التونسي الدول الغربية وقال انها لم تنفذ بعد وعودها بمنح دول الربيع العربي مليارات الدولارات للاسهام في إعادة البناء مما يعرض اقتصاداتها المتعثرة لمخاطر، واكد إن الدول العربية ستثير الموضوع في كلمة خلال الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في طوكيو في وقت لاحق الشهر الجاري، وسيكون ذلك خلال كلمة محافظ مصرف قطر المركزي الذي سيتحدث نيابة عن الدول العربية. وتعهدت مجموعة الدول الثماني الاقتصادية الكبري في سبتمبر من العام الماضي بتقديم تمويلات بقيمة 38 مليار دولار لتونس ومصر والمغرب والأردن بين 2011 و2013 بمقتضي "مبادرة دوفيل". ووعد صندوق النقد الدولي بتقديم 35 مليار دولار أخري للدول التي تأثرت باضطرابات الربيع العربي. وتقول الدول العربية إنها لم تتلق بالفعل سوي النذر اليسير من هذه الأموال إذ يؤدي عدم الاستقرار السياسي في الدول التي تحتاج مساعدات إلي إحجام بعض الحكومات والمؤسسات المانحة بينما يواجه مانحون آخرون صعوبات في ظل ضغوط تتعرض لها ميزانياتهم. وأبلغت تونس مسئولين غربيين أنها تحتاج ما يصل إلي 25 مليار دولار خلال خمس سنوات للمساعدة علي إعادة بناء اقتصادها في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بزين العابدين بن علي في يناير 2011. وقال العياري إن وفد تونس في دوفيل شعر أن هناك قبولا لهذا المبلغ، وأضاف ان التونسيون قد عادوا من الاجتماع وهم في سعادة غامرة معتقدين أن الأموال ستأتي في اليوم التالي. واشار الي إن ربما كان هذا تصورا ساذجا لكن علي الغرب أن يلتزم بوعده بمساعدة تونس مهد الانتفاضات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والتي تمثل اختبارا للديمقراطيات الجديدة في المنطقة. وقال العياري اننا نحتاج اليوم أموالا في تونس، نحتاج كثيرا من الأموال حتي يقف الاقتصاد علي قدميه، ولا نحصل علي تلك الأموال. وواصل الاقتصاد التونسي التعافي تدريجيا في الربع الثاني من 2012 من تداعيات الاضطرابات السياسية في العام الماضي مدعوما بتعاف قوي في السياحة لكنه لا يزال دون معدل النمو الذي تستهدفه الحكومة لهذا العام. وانكمش الاقتصاد 2.2% في 2011 حينما تسببت الانتفاضة الشعبية في إغلاق المصانع وإحجام السياح والمستثمرين ويواجه الآن مشكلات نظرا لأزمة منطقة اليورو السوق الرئيسية لصادرات تونس ومصدر معظم السائحين. وردا علي سؤال عما إذا كانت دول الخليج الغنية يمكن أن تساعد تونس في سد الفجوة التمويلية قال العياري إن محافظي البنوك المركزية بالخليج متعاطفون لكن أيديهم مقيدة وتسأل لماذا يتحملون عبء المساعدات العربية كاملا؟ ربما لا يحبون ثورات الدول العربية. كيف تدفعهم لتمويل ثورات؟ وقال العياري إن المسئولية تقع في نهاية المطاف علي الدول الغربية، ولا يكفي بالنسبة لهم أن يقولوا ان الديمقراطية جيدة وعلي العرب أن يمارسوا الديمقراطية، مشيرا الي ان اليمقراطية لها ثمن. وقال إن تونس قد تفكر في إقامة روابط مع دول أبعد للحصول علي أموال مثل الصين وقال لا أعتقد أن الغرب يدرك ما هو علي المحك في هذا الربيع العربي.