توقعات بيع 40 ألف سيارة خلال العام الجاري اشتعل السباق بين الشركات الألمانية لصناعة السيارات للفوز بأكبر حصة من سوق السيارات الفاخرة في الهند، وفاقت مبيعات أودي خلال يونيو لأول مرة مبيعات بي أم دبليو في الهند حيث تسعي كل من الشركتين بنهاية العام الحالي لبيع نحو 9 آلاف سيارة فيما تراجعت مرسيدس عن مركز الريادة الذي احتلته لفترة طويلة من الوقت لتحتل المركز الثالث حيث أعلنت مؤخرًا عن نيتها استثمار نحو 4 مليارات روبية نحو 72 مليون دولار في الهند خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويقول ديبيش راثور مدير مؤسسة آي أتش أس للمركبات في الهند في صحيفة الفاينانشال تايمز: "يبدو أن سوق السيارات الفاخرة موعود بنمو أسرع من السيارات العادية ومن المتوقع أن يكون قويا لحد كبير خلال العشر سنوات المقبلة". وتشير الصحيفة إلي أنه علي الرغم من أنه من المتوقع أن يتم بيع نحو 40 ألف سيارة فاخرة خلال العام الحالي إلا أن ذلك العدد يعتبر ضئيلاً مقارنة بأسواق الدول المتقدمة، الأخري، وتجاوزت قيمة سوق السيارات الفاخرة في الهند في 2010 مليار دولار بزيادة قدرها 36% عن العام الذي سبقه مع توقع أن يفوق النمو في هذا القطاع مبيعات السوق الأخري، وعلي سبيل المثال بلغت مبيعات الشركات الألمانية الثلاث في العام الماضي أكثر من 22 ألف سيارة بزيادة تقارب 50% عن السنة الماضية. وتواجه الشركات الألمانية بالإضافة إلي شركة "جاكوار -لاند روفر" البريطانية ظروفًا قاسية هذا العام مثل ارتفاع أسعار الوقود ورسوم الوارد وبطء النمو الاقتصادي، لكن يبدو التوجه طويل الأمد نحو النمو واضحًا للغاية مما يدفع المشاركين للجوء إلي تطوير طرق جديدة لكسب مميزات إضافية في سوق الهند الضخمة والمعقدة. وتعمل الشركات الألمانية الثلاث علي تجميع سياراتها في الهند حيث بلغ انتاج "بي أم دبليو" في الفترة الأخيرة نحو 25 ألف سيارة من مصنعها في مدينة شيناي التي تمثل مركز السيارات الهندي في غرب البلاد، ويعني ارتفاع التعريفة الجمركية للوارد صناعة المزيد من السيارات محليا في المستقبل في وقت تعمل فيه كل الشركات علي زيادة نطاق الموديلات خاصة الرخيصة منها وكذلك عدد المعارض. ويري معظم المحللين أن الشركة التي تفوز بأكبر قدر من العملاء هي تلك التي تسلك أفضل السبل لتلبية أذواق المهتمين بالسيارات من الطبقة الغنية في البلاد في وقت ساعد فيه النمو الاقتصادي الكبير علي زيادة عدد العملاء المحتملين ومن المتوقع زيادة الطبقة الغنية في الهند التي يزيد إنفاق الفرد فيها علي 250 مليون روبية علي لعب الأطفال الغالية بنحو ثلاثة أضعاف إلي 286 ألف في غضون الخمس سنوات المقبلة. ويقول راجات داوا المسئول عن نشاط المركبات الهندي في مؤسسة ماكينزي الاستشارية: "ما يحدث في الهند الآن هو ذاته ما حدث في كوريا في ثمانينيات القرن الماضي وفي الصين في الألفية الثانية عندما ارتفعت وتيرة النمو بالسرعة التي أثارت استغراب العديد من الشركات الصناعية، وفي حين يشهد سوق السيارات في الهند نموًا متسارعًا تحرص جميع الشركات الكبيرة علي الاستفادة من ذلك بأكبر قدر ممكن، وإذا كانت السيارات الفاخرة العادية لا تكفي وفرت شركات صناعة السيارات الآن للهنود الأكثر ثراء سيارات أكبر ترفًا ورفاهية لتلبية رغباتهم كان أخرها موديل فانكويش الذي طرحته أستون مارتن في يونيو الماضي في مدينة مومباي.