الصعايدة: الحقونا.. السولار اختفي والزرع مات! مزارعو وادي النقرة: لا ماء بدون السولار.. وخسارتنا كبيرة في المحاصيل أهالي أسوانوقنا: اسطوانة البوتاجاز ب 90 جنيهاً ونحصل عليها ب "الواسطة" نعيم ناشد: ارتفاع سعر المحاصيل سبب نقص المياه والسولار د. مختار الشريف: تكثيف الاستثمارات لتوصيل الغاز للمنازل في جنوبالوادي د. حمدي قادوس: تخفيض النفقات وترشيد الاستهلاك لاستيراد منتجات البترول "نحن نعيش أياما سوداء لم نرها من قبل لأننا لا نجد رغيف العيش ولا اسطوانة البوتاجاز، وكيلو الطماطم ب 9 جنيهات، والبامية ب 10 جنيهات"، هذه الكلمات كانت لسان حال ربات البيوت ومزارعي وفلاح محافظتي أسوانوقنا ل "العالم اليوم الاثنين" وأكدوا لنا أنهم لا يجدون لتر السولار بأي سعر في محطات البنزين، ولا حتي في السوق السوداء، لدرجة أن الزرع يموت أمام أعيننا ولا نستطيع عمل أي شيء لإنقاذه. ومن جهة أخري تشير ربات المنازل في محافظتي قنا وسوهاج إلي أنهن اشترين اسطوانة البوتاجاز ب 90 جنيها، للمرة الأولي.. وتساءلن عن سبب ذلك ولم يجدن أي إجابة. ويري خبراء الاقتصاد أن سبب نقص السولار والبوتاجاز بالأسواق يرجع إلي نقص العملة الحرة التي يتم بها استيراد المواد والخامات البترولية، علاوة علي ارتفاع سعر تلك المواد عالميا خلال الأسابيع الماضية عقب ارتفاع الدولار، وأشاروا إلي أن الحل الذي ستلجأ إليه الحكومة بتوزيع الكوبونات للجمهور سيعمل علي توفير الاسطوانات، وسيحد من الاحتكار، والبيع في السوق السوداء، كما أن الحل الأفضل هو أن تحصل المنازل علي خطوط الغاز بسعر تكلفته. بداية يقول المهندس نعيم معوض ناشد عضو غرفة الحاصلات الزراعية ومستثمر زراعي بوادي النقرة في كوم إمبو بأسوان إن معظم الفلاحين والمستثمرين يعشون حالة من الاستياء الشديد نتيجة لنقص السولار وعدم حصولهم علي الكميات التي تكفي لتشغيل ماكينات الري، وأوضح أن جميع المزارعين تقدموا بشكاوي للمسئولين بالمحافظة من أجل توفير السولار، من أجل تشغيل ماكينات الري، مشيرا إلي أن محصول القصب هذا العام يكاد يكون قد "مات" بالكامل نتيجة لعدم وجود مياه لريه، ووزارة الري والزراعة في واد ونحن في واد آخر وأيضا اسطوانة البوتاجاز التي وصل سعرها إلي 80 جنيها، إذا وجدناها. ويضيف نعيم: إذا سألنا عن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار جميع المحاصيل منها الطماطم التي وصل سعرها إلي 8 و9 جنيهات وكذلك محصول البامية إلي 10 جنيهات، والأرز الذي ارتفع من 1700 للطن إلي 3500 جنيه للطن خلال شهر واحد، والفاصوليا ب 7 آلاف جنيه للطن كل ذلك ناتج عن نقص السولار والمياه اللازمة للزراعة. كما يضيف أحمد الحيني عمر مستثمر زراعي بأرض بوادي النقرة بكوم إمبو أننا نتضرر ليس من نقص السولار فقط وإنما من إهمال وتقاعس العاملين في الري بالمحافظة، موضحا أنه تعاقد مع إحدي الشركات الألمانية لشراء مجموعة كبيرة من شتلات النباتات العطرية والطبية، ونتيجة لنقص المياه ماتت جميع الشتلات، الأمر الذي فقدنا أسواق المستوردين الذين تعاقدنا معهم علي شراء هذه المحاصيل، ولفت إلي أن السبب هو أن مهندس الري بالمنطقة قاموا بعمل فتحة في نهاية حوض وادي النقرة، حتي تذهب المياه الموجودة بالوادي إلي وادي خريط المجاور له، وكان ذلك منذ عام 2005 حتي الآن، وذهبنا لجميع الجهات المسئولة من مديرية الري والزراعة بالمحافظة وبوادي النقرة بالشكوي من هذا العمل الذي قام به الفلاحون بمعاونة مسئولي الري وحتي الآن لا نجد حلا، مشيرا إلي أن ما يقرب من 50 ألف مزارع يتضررون من هذا الفعل، في مساحات تقدر بنحو 65 ألف فدان، والنتيجة أن المحصول مات بالكامل، وغيرها من المحاصيل تموت لأن كميات المياه الموجودة بالحوض تتسرب بالكامل إلي وادي خريط المجاور لنا، ووادي خريط في الأصل لديه المياه التي تكفيه، وهذا الفائض الذي يصله يذهب في المصارف الزراعية دون فائدة، وتساءل: لمصلحة من كل هذا؟ وأين مسئولي الري في الوزارة؟ الزرع مات ويتفق مع الآراء السابقة عمار عبدالمولي صاحب أرض زراعية بمنطقة "السبيل بكوم إمبو" ويقول: إننا نتضرر من نقص السولار منذ أكثر من شهرين، وبدأ ذلك بارتفاع سعر السولار تدريجيا بمحطات البنزين، ثم اختفي فبدأنا نحصل عليه من السوق السوداء بأسعار مضاعفة حيث وصل سعر الصفيحة الواحدة إلي 35 جنيها بدلا من 25 جنيها، والآن ندفع 50 جنيها في الصفيحة ولا نجدها، وعن سعر اسطوانة البوتاجاز يقول إن السكان يشربون "المُر" في الحصول علي اسطوانة واحدة من السوق السوداء وإذا وجدوها فسعرها لا يقل عن 80 جنيها، مشيرا إلي أن جميع المزارعين توجهوا إلي المحافظ، بالشكاوي وإلي مديريات الري والزراعة، ولم نجد أي حل منهم حتي الآن. يضيف عبدالفتاح عبدالعظيم الدبقلاوي "مستثمر بحوض التونة بمنطقة الرغامة شرق كوم إمبو" أن المشكلة التي نعاني منهاأيضا هو نقص السولار والبوتاجاز بالمنطقة لدرجة أنها وصلت في المدينة ب 90 جنيها، متسائلا: أين تذهب الكمية المخصصة للمحافظة، ومن المسئول عن ضياعها؟ ولصالح من؟، لافتا إلي أن معظم الأهالي يعيشون علي المنتجات الجافة بالرغم من أننا أصحاب أراض زراعية، ولا نجد فرصة حتي نأكل من إنتاجنا ونعيش بالإجبار علي المنتجات المعلبة. وتلتقط أطراف الحديث عائشة محمود علي "ربة منزل بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا" وتقول: إنها لم تر اسطوانة البوتاجاز إلا بعد 15 يوما وحينما وجدتها عرضت عليها ب 90 جنيها، فاضطرت لشراءها، مشيرة إلي أنها الآن تعيش هي وأسرتها أيام سوداء لم تراها من قبل، فكيلو الطماطم وصل 9 جنيهات، وكيلو الفول ب 9 جنيهات وحتي رغيف العيش نشتريه ب 50 قرشا ولا نجده بعد العصر، وأصحاب المخابز يقولون لنا "فوت علينا بكره". الحلول المتاحة يري الدكتور مختار الشريف أستاذ الاقتصاد أن الحل لمشكلة نقص البوتاجاز هو تكثيف الاستثمارات في قطاع توصيل الغاز للمنازل في قري ومحافظات الصعيد، مشيرا إلي أن مصر لديها فائض كبير من الغاز، وتنقصنا عمليات الحفر والتركيب، والناس بطبيعة الحال ليس لديها أي مشكلة في دفع الرسوم الخاصة بالتوصيل والتي لا تزيد علي 1500 جنيه كاش، و1750 قسطا لمدة عام، فتلك الرسوم ارحم من ألوان العذاب التي يراها المواطن من أجل الحصول علي اسطوانة بوتاجاز. فيما يضيف الدكتور حمدي قادوس مدير برنامج بي آي إس بتجارة إدارة أعمال حلوان أن حل مشكلة السولار يتمثل في توفير الخامات اللازمة للإنتاج، ولكنها تحتاج لعملة صعبة، من الخارج والذي يصعب توفيرها هذه الأيام للنقص الشديد فيها، مما يتطلب تخفيض النفقات وترشيد الاستهلاك من أجل توفير تلك الموارد التي تعمل علي شراء تلك الخامات، كما يجب تشديد الرقابة علي منافذ التوزيع، للحد من تهريب السولار، لغير مستحقيه، وأن تكون العقوبة بالحبس والغرامة إذا تم ضبط الجاني، ويتطلب ذلك تواجدا لضباط شرطة، ومفتشي تموين علي أن تكون لهم صلاحيات الضبطية القضائية، مع وجود حملات في جميع منافذ التوزيع حتي يرتدع من تسول له نفسه في سرقة حقوق غيره من المواطنين.