سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم أنها ضاعفت ايرادات الشركة إلي 65 مليار دولار خلال 6 سنوات فقط نيوزويك: الصراع داخل بيبسي يدخل مرحلة جديدة ونويي تتمسح في الديمقراطيين تحسبا للظروف!
ما من منصب كبير يخلو في أي مكان في العالم إلا وكانت إندرا نويي الرئيس التنفيذي لشركة بيبسي كولا ضمن الأسماء المرشحة لشغل هذا المنصب، وفي العام الماضي 2011 سرت شائعة في مومباي أن السيدة نويي ستعود إلي بلدها الأصلي وهو الهند لكي تتولي قيادة تاتا جروب، وفي وقت سابق من العام الحالي 2012 ظهر اسم نويي كمرشحة لرئاسة البنك الدولي، والآن يقال انها صارت مصنفة ضمن زمرة المؤهلين لتولي منصب كبير في واشنطن لأنها قامت باختيار مسئول سابق في البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأمريكية ليصبح ضمن قادة بيبسي كولا. وتقول مجلة "نيوزويك" إن هذه الثرثرات وان كانت تشبع غرور وكبرياء نويي إلا أنها تجعل عملها في بيبسي أكثر صعوبة، فهي مصممة علي البقاء في بيبسي وعدم تركها وتحاول جاهدة اقناع حملة اسهم هذه الشركة بضرورة تأييدهم لها ولحظتها في إبقاء بيبسي كولا شركة موحدة عملاقة للمشروبات والأطعمة، واذا هي لم تنجح في ذلك فإن عهدها في حكم بيبسي سيتحول إلي كارثة. ومعلوم أن نويي كانت أول سيدة تتولي منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيبسي وان ذلك حدث عام 2006.. ومنذ ذلك الحين زادت مكاسب بيبسي لكل سهم بنسبة 36% وتضاعفت مبيعاتها تقريبا لتصبح 65 مليار دولار سنويا، ولكن المشكلة أن سعر سهم بيبسي لم يستجب بما يكفي لهذه الانجازات وكان أداؤه في البورصة فقيرا حيث انه لم يزداد إلا بنسبة 10% فقط طوال هذه المدة البالغة نحو 6 سنوات، وللمقارنة فإن أداء سهم الشركة المنافسة كوكاكولا كان عشرة أضعاف أداء سهم بيبسي. ونتيجة لذلك فإن المستثمرين في بيبسي أصبحوا قليلي الثقة في نويي وأسلوبها في العمل إنها لم تجعل من بيبسي شركة ذات هوامش مرتفعة وبقرة حلوب للنقود، ويرجع هذا في جزء منه إلي أن نويي ركزت علي تبديد الفكرة المأخوذة عن بيبسي بأنها شركة فاشلة في صنع الأطعمة المناسبة للزبائن وانهمكت في صنع أطعمة الصحة بمختلف أنواعها لكي تنافس كوكاكولا في هذا المضمار ويقول الخبراء في شركة السمسرة ساتفورد سي. بيرنشتاين إن هذا النوع من المنافسة هو سر مشكلة بيبسي وأن فصل قسم المشروبات عن قسم الوجبات والأطعمة سيوفر لحملة الأسهم أكثر من 10 مليارات دولار كثروة اضافية. وفي هذا السياق امتلأت وول ستريت بالتقارير التي تبشر بقرب انقسام بيبسي منذ شهرين فقط عندما قام صندوق التحوط ريليشونال انفستورز الذي يديره المستثمر النشط رالف وايتوورث باستثمار 600 مليون دولار في أسهم هذه الشركة العملاقة ورغم أن وايتوورث لم يفصح عن هدفه من وراء هذا الاستثمار إلا أن المعروف عنه أنه سبق أن شجع شركات أخري علي الانقسام عن طريق دس رجاله في المناصب القيادية للشركة المراد انقسامها ثم دفعهم إلي تحقيق هذا الهدف عندما يحين الظرف أو الوقت المناسب. صحيح أن الانقسام ليس هو القوة السحرية التي تسبب نهاية عهد أي رئيس تنفيذي أو العكس أي تحوله إلي بطل ولكن المؤكد أن اقدام مستثمر عنيد علي خوض معركة ضد نويي وتأليب المساهمين ضدها يمكن أن يؤثر سلبيا علي قيادتها للشركة كما أن مجرد التوجه نحو الانقسام من شأنه أن يدمر نظريتها عن قوة الاستراتيجية الواحدة وهكذا يمكن القول أن الصراع داخل بيبسي كولا قد دخل مرحلة جديدة. وعلي أساس من هذه الخلفية في مجملها فإن وجود فرصة أمام نويي للعمل مع الرئيس أوباما حال إعادة انتخابه ستكون بمثابة طوق نجاة للسيدة نويي خصوصا وأنها من قادة الحزب الديمقراطي حيث سيوفر لها خروجا مشرفا من قيادة بيبسي قبل أن يطردها حملة الأسهم وأن كان الاختيار الأفضل بالطبع هو أن تظل السيدة نويي في بيبسي حتي تتمكن من سد فجوة الاداء الراهنة بين الشركتين كولا وبيبسي ولكن هذا علي أية حال يتطلب أن نتعلم حب وجبات قد لا تكون صحية تماما وبوجه عام فإن النجاح البات هو دائما أفضل ما يمكن أن يتحصل عليه الإنسان ناهيك عن أن يكون قائدا في معركة مثل تلك التي تخوضها السيدة نويي في الوقت الراهن.