منذ خمس سنوات وبالتحديد في عام 2001 تولي ستيف راينموند منصب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسي كولا العالمية.. وتقول مجلة "الايكونوميست": أن راينموند ادي دوره تجاه الشركة خلال تلك السنوات علي خير ما يرام ومع ذلك فقد اضطر الرجل الي التقاعد المبكر من منصبه وعينت مكانه سيدة من اصل هندي هي اندرا نوبي وهي سيدة معروفة بزلاقة اللسان علي عكس راينموند المعروف بأنه رجل قليل الكلام. والحقيقة ان التغيير الذي حدث في قيادة بيبسي كولا لم يكن متوقعاً من جانب الكثيرين او هو علي الاقل جاء اسرع مما كان متصوراً.. وقد علق عليه راينموند قائلاً: "ان تقاعده المبكر قد حدث لانه يريد ان يقضي وقتا اطول مع اسرته وهذه عادة هي حجة الرجال الذين يجبرون علي ترك مناصبهم فجأة ودون مبررات قوية". ولذلك فإن هناك من يري ان تقاعد راينموند سببه الرئيسي علاقته المتوترة مع بعض اعضاء مجلس ادارة بيبسي كولا الي جانب ان السيدة نوبي التي كانت مرشحة لهذا المنصب قد هددت بقبول مناصب اخري تعرض عليها خارج بيبسي كولا وان مجلس الادارة لم يكن يريدها ان تذهب. ومع ذلك فإن هناك من يري ان تقاعد راينموند ليس له أية اسرار وان الرجل كان سيترك منصب الرئيس التنفيذي في اكتوبر القادم ثم منصب رئيس مجلس الادارة في مايو 2007 وان تقاعده جاء مبكراً لبضعة شهور قليلة لا تستاهل كل هذه التكهنات. واضف الي ذلك ان اداء راينموند في "بيبسي" كان جيداً حيث انه يترك الشركة بعد زيادة ارباح تشغيلها الي 9.5 مليار دولار بزيادة 50% عما كان عليه في عام 2001 وذلك عن مبيعات حجمها 6.32 مليار دولار بزيادة 38% عن عام 2001.. واكثر من ذلك فقد اصبحت القيمة السوقية لبيبسي كولا في عهده اكبر لاول مرة من القيمة السوقية لمنافستها العتيدة كوكاكولا. وتقول مارجريت ويرزيما الخبيرة في تعاقب الادارات في رايس يونيفيرستي ان تولي السيدة نوبي خلافة راينموند في قيادة بيبسي كولا هو نموذج للتعاقب الصحي بين القادة في المناصب العليا فقد تم اعداد السيدة نوبي لهذا المنصب مع منافس اخر هو ميشيل هوايت رئيس العمليات الدولية لبيبسي كولا واستمرت عملية الاعداد قرابة ال 12 عاما منذ انتقالها الي بيبسي عام 1994 واصبحت نوبي تعرف كل اسواق الشركة معرفة جيدة وساهمت في صنع القرارات التي نهضت بفضلها بيبسي في السنوات الاخيرة واشرفت علي عملية شراء شركة تروبيكانا للعصائر وشركة كويكر اللتين اسهمتا في صنع نجاحات بيبسي وقللتا من اعتمادها علي الكولا. وتؤكد "الايكونوميست" ان التعاقب الناعم للقادة صار سمة مميزة لبيبسي حيث جاء راينموند محل سلفه روجر اتريكو دون مشكلات وتكرر نفس الحال في تقاعد راينموند وتعيين نوبي مكانه. ومع ذلك فيمكن القول بأن اختيار بيبسي لسيدة في مقعد القيادة هو امر خارج عن المألوف. فالسيدة نوبي ستكون هي المرأة رقم 11 التي تقود احدي شركات مؤشر "فورتشن 500" لاكبر 500 شركة امريكية. ورغم ضآلة العدد (11 امرأة فقط) فإنه يعد نقلة بالمقارنة الي ما كان عليه الحال عام 1994 حيث لم تكن هناك سيدة واحدة تقود احدي شركات ذلك المؤشر. ونفس الامر ينطبق علي المواقع القيادية الاخري في الشركات الامريكية وذلك علي الرغم من ان المرأة الامريكية صارت تمثل نصف قوة العمل في مواقع الادارة. ومن المنتظر ان تصبح السيدة نوبي مهمة عالميا حيث سينظر اليها بإعتبارها خليفة كارلي فيورينا الرئيسة السابقة لشركة HP للكمبيوتر والتي اجبرت علي التخلي عن منصبها في العام الماضي وذلك لان بيبسي هي اكبر شركة تقودها امرأة من حيث قيمتها السوقية وذلك علي الرغم من وجود شركتين ذواتا ايرادات اكبر تقود كلاً منهما امرأة وهما شركة ارتشر دانيلز ميد لاند التي تقودها باتريشيا فورتز وشركة كرافت التي تقودها ايرين روزنفيلد. ويمكن القول باختصار بأن السيدة نوبي قد ورثت شركة جيدة الاداء قليلة المشكلات ولكن سيكون عليها في المستقبل ان تبحث لها عن آفاق وموارد اخري للنمو بشراء المزيد من الاصول المفيدة وسد الثغرات في نظام التوزيع الدولي واضافة منتجات جديدة ورائجة الي قائمة منتجات بيبسي الحالية.